خاص : كتبت – نشوى الحفني :
توجهت أنظار العالم إلى القمة التاريخية التي جمعت بين الرئيسين: الأميركي “جو بايدن”، والروسي “فلاديمير بوتين”، في “جنيف”، أمس الأربعاء، وهو الأمر الذي شغل تفاصليه خبراء: “لغة الجسد”، للوقوف على أهم مدلولات حركات زعيمي الدولتين.
فكتب “أوليغ آدموفيتش”، في (كومسومولسكايا برافدا) الروسية، عن رأي خبراء في “لغة الجسد” و”الفراسة” حول قوة حضور الزعيمين، بعد تأملهم فيديو عن بداية اللقاء بينهما.
وجاء في المقال: في السادس عشر من حزيران/يونيو 2021، بدأ الحدث السياسي الرئيس لهذا العام، في “جنيف”. فقد التقى؛ “فلاديمير بوتين” و”جو بايدن”، في فيلا “لا غرانج”، بـ”جنيف”. جرى الجزء الأول من المحادثات خلف أبواب مغلقة. ولا نعرف ما الذي تحدث عنه الزعيمان، لكن بمساعدة خبراء “لغة الجسد”، حاولنا قياس عزيمتهما.
من الإنغلاق إلى الثقة..
فقال الموظف السابق في الإدارة الرئيسة لمكافحة الجريمة بالمكتب المركزي الروسي للتحقيق، “أرتيوم بافلوف”: في البداية، كان “بايدن” في وضع إنغلاق، فقد وقف وغطى بيديه أهم ما لديه. وكان يمكن ملاحظة أنه متوتر.
وقالت عالمة الفراسة، “إيرينا كورشاكوفا”: “بدا بوتين أكثر ثقة. لنأخذ اللحظة التي مد فيها، بايدن، يده لمصافحته. تظاهر رئيسنا في البداية بأنه لم يره، ومن الواضح أنه مط الوقت، وبعد ذلك – وفقًا لشروطه الخاصة – مد يده”.
ولاحظ “بافلوف” أن “بايدن”، عندما جلس الرئيسان في مكتبة الفيلا، حيث سيجري الجزء المغلق من المفاوضات، راكب ساقيه، خلاف “بوتين” الذي أراحهما.
ولاحظ خبير لغة الجسد؛ أن “بايدن” كان يعبث بقطعة من الورق أثناء التقاطه صورة في مكتبة الفيلا، فقال: “بايدن”، تنقصه الثقة. فقصاصة من الورق تشكل سندًا له. لو كان هناك أشخاص قريبون منه، للجأ إليهم بالتأكيد. يحتاج “بايدن” إلى حاشية ليكون قويًا.
بينما، بحسب “كورشاكوفا”؛ لا يحتاج “بوتين” إلى أشخاص إضافيين لهذا الغرض.
تفصيل آخر مثير للفضول: “بايدن” يجلس على يمين “بوتين”. بلغة البروتوكول الدبلوماسي، هذا يعني أن صاحب البيت هو رئيس “روسيا”. يكون الرئيس دائمًا على يسار الضيف.
انفتاح وتفاؤل الرئيس الأميركي..
ونقلت شبكة (بي. بي. سي) البريطانية؛ عن الخبيرة في تحليل “لغة الجسد”، “ماري تشيفيلو”، قولها إن: “لغة جسد الرئيس بوتين، لم تتغير كثيرًا في لقاءاته السابقة مع الرؤساء الأميركيين، حيث كانت تعُبّر عن رغبته في قول: (لا تتوقعوا أن يغيّر هذا اللقاء كل شيء دفعة واحدة)”.
وبيّنت “تشيفيلو” أن مبادرة “بايدن” بالسلام أولاً؛ عبّرت عن انفتاح وتفاؤل الرئيس الأميركي في اللقاء.
“بوتين” يُبرز نفسه كمسيطر..
ومن جانبه؛ قال خبير “لغة الجسد”، “روبن كرمود”، لصحيفة (ديلي ميل) البريطانية، إن ظهور يد “بوتين” فوق “بايدن” أثناء المصافحة، تعبير عن رغبة الرئيس الروسي في إبراز نفسه كمسيطر على القمة.
ووفق ملاحظاته الأوليّة، أشار “كرمود” إلى أن “بايدن” بدا: “حريصًا بشكل مُفرط على الإرضاء والاعتماد على الملاحظات”، بينما ظهر “بوتين”: “مُسترخيًا وواثقًا من نفسه”.
المصافحة باليدين..
ففي صورة المصافحة الأولى بين الرئيسين، في فيلا “لاغرينج”، حيث تقابلا لأول مرة وجهًا لوجه، قال “كرمود”؛ إنه من الواضح أنهما اتفقا على أن تكون: “المصافحة تقليدية”. وتابع: “وهنا نرى قوة متساوية في كلتا اليدين”.
لكنه أشار إلى أن: “إبهام، بايدن، القوي يُكذّب تعابير وجهه مفرطة النشاط – فهو يحاول جاهدًا أن يكون مُرحبًا به، بينما يمتلك بوتين اليد العليا هنا بذقن واثقة منخفضة ونظرة كلاسيكية للكاميرا”.
من المثير للإهتمام أيضًا، بحسب “كرمود”، أن جميع مُساعدي الرئيسين، الروسي والأميركي؛ كانوا يرتدون أقنعة وجه (كمامات)، ما عداهما. وأضاف أن المصافحة التقليدية وبدون كمامات: “أوحت بحوار مفتوح ونوايا صادقة”.
تعابير “وجوه البوكر”..
وعن صورة الرئيسين، وهما ينتظران في الردهة قبل الذهاب إلى المكتبة لإجراء محادثاتهما، حيث ظهرا وكأنهما يفصلان مشاعرهما عن تعابير وجههما، فيما يُعرف: بـ”وجه البوكر” أو “بوكر فيس”، بالإنكليزية، قال “كرمود”: “يبدو الأمر وكأن هناك رائحة كريهة في الغرفة”.
لكن بتحليل “لغة الجسد”، فإن: “وجوه البوكر بزوايا شفتين مقلوبة، وتوتر في الفك، ووجوه ثابتة تُشير إلى أن الرجلين كانا يحاولان التعامل مع موقف يبدو أنه بغيض أو غير مُستحسن بالنسبة إليهم”، في إشارة إلى لقائهما معًا.
“لحظة توتر” بالمكتية..
وعن ظهور “بايدن” و”بوتين”، في المكتبة، قبل عدة ساعات من المحادثات المتوترة، قال خبير لغة الجسد: “كانت لحظة توتر؛ بينما كان كلاهما ينتظر بدء المحادثات”، مُضيفًا: “لعب بايدن اللعبة السياسية المحترفة، كما لو كان لاعب بوكر”.
أما “بوتين” فبدا: “بحاجبيه المرتفعين، ويده اليسرى المتوترة، ولعبه بذراع الكرسي بيده اليمنى، مع النظر للأعلى بلا إكتراث، وظهره المائل على الكرسي”؛ كما لو كان “مراهقًا شريرًا سيء السلوك في المدرسة، متهمًا بركل الكرة نحو نافذة أحد الفصول”.
المدير و”فتوّة” المدرسة..
وبحسب “كرمود”، فقبل أن يُطلب من المصورين المغادرة قبل بدء المحادثات، ظهر “بايدن” و”بوتين” مُبتسمين للكاميرات، حيث خف التوتر قليلًا، وقرر الرجلان بوضوح كيف سيلعبان اللعبة السياسية.
وتابع: “كان بايدن، (في هذه الصورة)، لا يزال أكثر استقامة ورسمية. يبدو كمدير مدرسة بعض الشيء”.
أما “بوتين”: “فكان بوتين؛ يميل للعدوانية السلبية من خلال الإنحناء للخلف – تقريبًا على الكرسي. لا تزال كلتا يديه نشطة للغاية، مما يُشير إلى أن شخصًا ما مستعد للتحرك إذا لزم الأمر”، مُشبهًا إيّاه: بـ”فتوة المدرسة”.
تدوين الملاحظات..
وبينما ظهر الرئيس الأميركي وهو يجمع أوراق تحمل ملاحظاته ويضعها في جيب سُترته، قال خبير لغة الجسد إنه: “من المثير للإهتمام حقًا أن يدون، بايدن، ملاحظاته.. قد يكون لدى، بوتين، ملاحظات على المكتب لكنه لا يلمسها”.
وتابع: “الإحتفاظ بالملاحظات ليس مجرد علامة على الرغبة في إبقاء عقلك على المسار الصحيح، بل هو أيضًا وسيلة مريحة – وهي إيماءة تساعد في تخفيف التوتر.. هذا هو السبب في أن الناس يشعرون براحة أكبر إذا كانوا يمسكون بقلم عند إلقاء كلمة”.
لقائهما بالرئيس السويسري..
وعن تلويح للكاميرات بعد لقائه الرئيس السويسري، “جاي بارملين”؛ في “لا غرانج”، حيث عُقِدت القمة، قال “كرمود” إن: “بايدن؛ يبدو وكأنه يحاول جاهدًا أن يظهر منفتحًا. اليد عريضة جدًا والابتسامة عريضة جدًا مقارنة بعلامات التوتر حول الفك والعينين”.
أما “بوتين” فخفض كتفه ورقبته بشكل غير معهود وحاول رسم ابتسامة حقيقية. ويده كانت أقل انفتاحًا من بايدن”، وذلك حينما لوّح للكاميرات بينما كان الرئيس السويسري في استقباله قبل دخول الفيلا.
التقاط الصورة المشتركة..
وفيما وقف “بوتين” و”بارميلين” و”بايدن”، لإلتقاط صورة مشتركة، على خطوات من فيلا “لا جرانج”، ظهر الثلاثة: “مُتكلّفين للغاية بابتسامات باهتة”، بحسب خبير لغة الجسد.
وقال: “بايدن؛ كان يقف وكأنه ينتظر ركلات الترجيح. فيما تبدو يدا، بارميلين، أكثر استسلامًا كما لو كان لسان حاله، (الكرة ستأتي). أما بوتين؛ فيبدو وكأن مدير المدرسة أمر بمعاقبته واحتجازه ويعلم أنه لا مفرّ طريقة للخروج”.
حديث “بوتين” و”بايدن”..
وفي صورة أخرى، كان “بايدن” و”بوتين”؛ يتجاذبان أطراف الحديث في قاعة الفيلا، قبل الذهاب إلى المكتبة.
وقال “كرمود”؛ إنه: “من الصعب قراءة صورة ثابتة بدون سياقها الكامل، ولكن نظرًا لأن عينيهما لم تكن مفتوحتين فبدا وكأنهما حذرين جدًا”.
وتابع: “لا يسعني إلا الشعور بأن، بوتين، يبدو وكأنه رب أسرة يقدم نصيحة لطيفة لابن أخيه”.
متى ينتهي اللقاء ؟
وفي تفسير آخر، أشارت خبيرة “لغة الجسد”، “جودي سميث”، في حديث لصحيفة (إكسبريس) البريطانية؛ أن مصافحة الرئيسين، عكست توتر “بايدن”، الذي حاول تبديد ذلك من خلال الابتسامة، مع الحرص على إنهاء الموقف بأسرع وقت ممكن، بسحب يده.
واتفق “كرمود” مع خبراء “لغة الجسد”؛ حول أن وضعية جلوس “بايدن”، أمام “بوتين”، كانت رسمية، بخلاف تلك الخاصة بالرئيس الروسي.
وبالانتقال إلى اللقاء بين “بوتين” و”بايدن”؛ في في المكتبة الواقعة بفيلا “لا غرانج”، التي أحتضنت اللقاء التاريخي، بيّنت “تشيفيلو” أن حركة يد “بوتين”، وهي تضرب الكرسي الذي يجلس عليه أكثر من مرة، عبّرت عن سؤال يدور في ذهنه: “متى سننهي اللقاء ؟”.
لا مؤشرات للتقارب..
وبدورها أكدت “جودي” عدم وجود: “مؤشرات تقارب” في “اجتماع المكتبة”، حيث لم يبدي الزعيمان الكثير من حركات: “التواصل البصري”، الأمر الذي جعل الجلسة تبدو فاترة.
واعتبرت “جودي” أن “بوتين” قدم صورة قوية بوضعية جلوسه أمام “بايدن”، والذي بدا: “أقل استرخاء”.