22 نوفمبر، 2024 8:40 م
Search
Close this search box.

بلدية النجف الأشرف تعاقب ذوي الشهداء

بلدية النجف الأشرف تعاقب ذوي الشهداء

كل ما نسمعه من كلام منمق، ونرى على الإعلام صور جميله، واهتمام الدولة المزعوم، ستجده في مديرية بلدية النجف الأشرف، تلك المدينة التي يحسدها الجميع ويتصور أنها جنة الله في الأرض، تلك المدينة التي توالت عليها الحكومات بالجور والظلم وسوء المعاملة، وتسليط ما هو ظالم ومفسد على رقاب أبنائها الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل رفع اسم المدينة عاليا لتتناسب ومقامها الديني، وأرضها الطاهرة التي ضمت اشرف جسد بعد رسول الله (صلى الله عليه وال بيته وسلم).
فالحياة في النجف الأشرف على رأي المفسدين والحكومة والنواب ومسانديهم المستفيدين، كلها مبروزة بديباجة وردية مخملية تسر القاصي والداني، وسيتصور أن أسس العدالة السماوية والوضعية قد انبثقت من هذا المدينة، التي مزقتها الطبقات السيئة من منافقين ومارقين، لا هم لهم سوى البقاء على منافعهم ومزاياهم، ولو على حساب ما هو غالي المعتقد، والفكر، وكرامة الإنسان ورفعته وسلامة أرضه.
– فلنعد إلى ما بدأناه- إذا أردت الدخول إلى بلدية النجف، فلديك عدة خيارات، 1- برفقة مسؤول، 2- انته مسؤول، 3- لديك اتفاق خارجي (يعني مدستره)، وإذا جازفت بالدخول وحدك معتمد على الله، فحذارِ أن تنطق وتقول لدي شهيد من ضحايا الإرهاب، أو تقول سجين سياسي، سينظر إليك على انك مضنون ومشكوك به ومتهم.
العقوبة رقم واحد: ستجد هنالك بطانة مترهلة بكثرتها همها الوحيد عرقلة المعاملة، وتكرِهك المراجعات، وييئسونك الحياة، وتدخل في دوامة طويلة عريضة، لا تستطيع الخروج منها، تبدأ من صحة الصدور المتكررة والانترنت والمراسلات العجيبة الغريبة، مثلاً: انته عندك ضحايا إرهاب، سيرسلونك إلى مؤسسة الشهداء بكتاب يسمى عدم استفادة، ستقول لهم آني عندي ضحايا إرهاب (شعلية بمؤسسة الشهداء)، سيقول لكَ المعرقل (اجرائات)، ثم تذهب إلى مؤسسة الشهداء فتصد هناك بجدار ناري يقول لكَ (احنه شعلينه يدزوك علينه)، فستعود أدراج الرياح مثل ما أتيت.
العقوبة رقم اثنين: تنظر بلدية النجف إلى ضحايا الإرهاب الكبار بالعمر وكأنهم أعداء ومجرمين، أما الضحية الصغير فليس شهيد، -أسوةً بتفكير كبار المسؤلين-، لان الشهداء ودماء العراقيين فئتان الفئة الأولى المعدومين لأي غرض كان أيام المقبور صدام حسين، أما ضحايا الإرهاب فأنهم من الدرجة الثانية ولا يستحق أن يَترحم عليهم، وهذا الأمر خطير ولم يأتي عن فراغ، بل هذا ما أقرته الدولة وساستها والمنظرين أصحاب الضمير …. ، لذا عمدت هذه الدائرة إلى عقوبة ذوي الشهداء، وخصوصاً إذا كان لديك أكثر من شهيد، وهذا منحاً خطراً يفرق بين دماء العراقيين، والمزايدة بها.
العقوبة رقم ثلاثة: إذا منح ذوي الشهداء قطعة ارض، وهم من أهالي النجف، فستستلم قطعة تبعد عن مركز المحافظة 30 كم، وتكون في صحراء جرداء لا زرع فيها ولاماء، ولا تساوي ماليا أكثر من سبعة ملايين دينار.
ولا يفوتني أن اذكر لكم أن بلدية النجف اغتنمت الفرصة ولم تستثني نفسها وتكرم موظفيها بقطع أراضي داخل مركز المدينة، وتخصص ارض ومقاطعة كاملة للمفسدين، مجاورةً لملعب النجف الاولمبي تساوي كل قطعة 2000000 مليون دينار، معبرين عن رأيهم بالشهداء التي ذهبت دمائهم سدى وتقول لهم (تباً لضحايا الإرهاب نحن أحق منكم).
هذا فيض من غيض، حسبنا الله ونعم الوكيل.

مدير مركز البحوث والدراسات
التعليمية واللاعنفية
(مجتمع مدني، النجف الأشرف)

أحدث المقالات