12 فبراير، 2025 6:56 ص

أنتجته أزمة “كورونا” في إيران .. “المسرح المجازي” لا يوازي التمثيل على خشبة المسرح !

أنتجته أزمة “كورونا” في إيران .. “المسرح المجازي” لا يوازي التمثيل على خشبة المسرح !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

ترك وباء (كورونا) المستجد تأثيره التخريبي، خلال العام ونصف المنصرم، على الأنشطة المسرحية وحياة الفنانين المسرحيين، في “إيران”، على نحو دفع بعضهم للبحث عن بدائل مثل “المسرح المجازي” وتقديم العديد من الأنشطة الأخرى في الفضاء الإلكتروني؛ أو إنتاج محدود للمسرحيات القصيرة أو المسرح التلفزيوني.

وتعتبر “مونا فرجاد”، من جملة الفنانات اللاتي قمن تلقائيًا بتسجيل بعض المنولوجات القصيرة المأخوذة عن القصص الشعبي، وتشارك هذه المنولوجات أسبوعيًا مع المتابعين على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، (إنستغرام).

وقد تمكنت، خلال فترة وجيزة، من جذب الكثير من المشاهدين. وقد شرعت في إنتاج مونولوجات نسوية وفق الأبجدية، في منزلها وبدون إمكانيات سوى كاميرا موبايل؛ وأحيانًا يكون المونولج مصحوبًا بالموسيقى، وتقوم هذه المونولوجات الفردية على إبداع شخصي من أحد أصدقاءها الكتاب.

وربما لا يمكن تصنيف هذه المونولوجات تحت بند “المسرح المجازي”، لأن فيديوهات مصورة سلفًا ثم تُنشر على الفضاء المجازي، ولا يستطيع المشاهد تتبع حركات الممثل أمام الكاميرات بشكل مباشر، ناهيك عن انعدام البنية التحيتية للتجهيزات الفنية المطلوبة في تصوير عرض “آونلاين”، أو حتى فيلم مسرحي، لكن كل هذه الجهود، في ضوء تفشي وباء (كورونا)، قد تمثل بارقة أمل لمثل هذه الفاعليات في الفضاء المجازي من جانب الفنانين.

وفي هذا الصدد، أجرت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية شبه الرسمية، الحوار التالي مع: “مونا فرجاد”…

إفتقاد المسرح أثناء أزمة “كورونا”..

وكالة أنباء “مهر” : كيف تبلورت فكرة المونولوج النسائي، فأنتِ جزء من بعض الفنانين الذين شرعوا في العمل دون انتظار الحكومة للخروج من خمول فترة (كورونا) ؟

“مونا فرجاد” : مع بداية انتشار فيروس (كورونا) تصور الجميع أن المسألة لن تتجاوز بضعة أشهر ثم سيعود كل شيء إلى حالته الأولى، لكن رأينا أن المسألة لم تكن كذلك، وماتزال أزمة المرض مستمرة.

وأفتقدت، طوال هذه المدة، التمثيل على خشبة المسرح، وعليه فكرت كيف يفتقد الآخرون للمسرح مثلي، ولذلك اتخذت قرارًا بخصوص إنتاج مسرحيات قصيرة ونشرها على صفحتي الشخصية، بموقع التواصل الاجتماعي، (إنستغرام)؛ بوصفه تطبيق على الفضاء المجازي ومتاح لكل شخص.

وكان إحساسي أن من يتابعون صفحتي، لأي سبب، سوف يحبون متابعة أخباري، ولذلك سيكون من الطريف بالنسبة لهم إنتاج مثل هذه المونولوجات.

الاستعانة بـ”قاموس الكلمات العامية”..

وكالة أنباء “مهر” : لماذا المونولوج ؟

“مونا فرجاد” : بسبب أجواء الوباء وضرورة مراعاة الفواصل الاجتماعية؛ وانعدام إمكانية وجود مجموعة في مكان مغلق، فالعرض الوحيد المتاح هو المونولوج، لأنك لا تحتاج إلى صحبة آخرين، سواءً أمام الكاميرا أو خلفها، ويمكنني وحدي تنفيذ المونولوج.

عرضت الفكرة على مؤلف صديقي، واقترح الاستفادة من كتاب: (قاموس الكلمات العامية)، للمؤلف، “محمد علي جمال زاده”.

وكل مرة أنشر مونولوج وفق حروف الأبجدية، وذلك حتى لا استفيد من المونولوجات المطبوعة، وبعضها ممتاز، لكن سبق تصويرها، لكن بعضها الآخر لم يروقني.

المسرح المجازي لا يعوض الواقعي..

وكالة أنباء “مهر” : إلى أي مدى تعتقدين أن يحل “المسرح المجازي” محل “الواقعي” ؟

“مونا فرجاد” : لا يمكن أن يحل “المسرح المجازي”، محل “الواقعي” مطلقًا، إذ تتلاحم أنفاس الممثل والمشاهد في فضاء المسرح، ناهيك عن الأحاسيس والمشاعر التي تتبلور على خشبة المسرح، فالكل أحياء في العرض الواحد.

صحيح أن “المسرح المجازي”، كذلك، لكن لا تتلاحم أنفاس المشاهد مع الممثل، وإنما يختلف الوضع، وهي في رأيي مسألة لا يمكن تعويضها، ولكن لأن المسرح كان من أوائل الأعمال التي تعطلت في ظل هذه الأيام، بسبب أجواء (كورونا) ومراعاة ضوابط التباعد الاجتماعي، ثم بدأت المسارح تعمل بنصف الطاقة، ناهيك عن خوف الكثيرين من زيارة المسارح بسبب الخوف من العدوى، وبالتالي فكرت في استغلال “المسرح المجازي” من منطلق توفير بديل للإبقاء على استمرار عملية التنفس في الفضاء المسرحي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة