23 نوفمبر، 2024 2:31 م
Search
Close this search box.

الولاية الثالثة صراع السلطة والجاه والمال !

الولاية الثالثة صراع السلطة والجاه والمال !

في وقت مبكر أدخل المالكي حلبة الصراع  على ما سمي بالولاية  الثالثة لرئاسة الحكومة المقبلة , بعد ان تفضي الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في الثلاثين من نيسان من عام 2014 عن ولادة الكتلة الاكبر , و سواء خطط المالكي لذلك ام لم يخطط فان هذه الولاية الجديدة المكفولة بموجب الدستور العر اقي  الذي توافقت عليه الكتل المتصارعة عينها سيحتدم عليها الصراع في قابل الايام بصورة قد تحولها الى قضية  سطحية لاموضوعية اي قضية تستهدف شخص رئيس الحكومة وبصيغ لاتأخذ في اعتبارها المصلحة الحقيقية للعملية السياسية  ما يؤدي الى تدهور كبير في بنية هذه العملية التي تعاني اصلا من تدهور وانحطاط بسبب الطائفية والمحاصصة المقيتة , وان ما يجعلني ارجح احتدام الصراع الشخصي  اللاموضوعي هو فشل خصوم المالكي في  عملية سحب الثقة عنه عن طريق السلطة التشريعية  لعدم توفر القناعات ,لذلك ولذا فانهم سيجربون  خيارات اخرى لازاحته عن السلطة مهما كان الثمن , ورغم ان هذه الحكومة التي لم تقدم  الحد الادنى لما يطمح اليه العراقيون لكنها لم تتشكل فقط من كتلة المالكي بل تضم وزراء لوزارات سيادية ومهمة يقودها وزراء وموظفون في مواقع قيادية وهم يتبعون الكتل السياسية التي تناصب المالكي الخصومة وتسعى الى اطاحته من السلطة او من الولاية الثالثة كما يسمونها بحجة فشله وليس فشل الحكومة التي يشاركون فيها بفعالية !! .
 
وفي وقت مبكر ايضا نشطت القوى المناوئة لسلطة المالكي للوقوف بوجهه تارة باستخدام وسائلالدعاية والتسقيط من خلال وضع خطة اعلامية غير معلنة يقوم بتنفيذها وسائل واشخاص يختلفون في افكارهم وتوجهاتهم ومعتقداتهم  وقومياتهم وحتى في نظرتهم للقضية الواحدة ولكنهم لايختلفون في التربص للمالكي في حالات  نجاحه  أو فشله , وتارة بافشال تمرير القوانين المهمة لاعادة بناء البنى التحتية المدمرة بفعل الحروب العبثية للنظام السابق او القوانين الاخرى المتعلقة بانهاض الاقتصاد العراقي وحيد الجانب , بدعوى انها ستحسب لعدوها اللدود  , وفي الحالة الاولى نجد ان عددا من الصحف والفضائيات  ووسائل اتصال متنوعة مباشرة او غير مباشرة انبرت منذ وقت ليس بالقصير في محاولة لتشوبه صورة الحكومة بشكل غير حيادي  بقصد المالكي, وان هذه الوسائل تتبع بصورة أو باخرى الى الكتل المناوئة للمالكي او عن طريق شرائها بالاموال المدفوعة او الاعلانات او غير ذلك , في وقت ظلت وسائل الاعلام والدعاية التي تقف مع رئيس الحكومة تتفرج من خلال رسائلها الاعلامية الغامضة وغير الفعالة واكتفى المالكي شخصيا بالرد عبر اللقاءات التي تجريها  بعض وسائل الاعلام معه وخاصة فضائية العراقية شبه الرسمية وقناة الحرة عراق والسومرية في اغلب الاحايين , وان هذه الحرب الاعلامية غير المعلنة استطاعت ان تؤثر الى حد ما في الرأي العام الذي تلقى زخما هائلا من المواد الاعلامية كلفت اصحابها ملايين الدولارات .
 
واذا لاحظنا  ايضا ان هذا النشاط  التصادمي منقطع النظير في عالم السياسة العراقية لم يحدث منذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينات القرن الماضي وحتى انهيار النظام على يد قوات التحالف عام 2003 سواء ما يتعلق بخصوم المالكي وعلى نحو ما  المالكي  نفسه وكتلته فانه يسجل في ايامنا هذه حالة من العبثية والتخلف السياسي واللاديمقراطية  شاء المتخاصمون ام ابوا, وصرف الاموال الطائلة من اجل قضية لاتعود على الشعب العراقي باية مردودات ايجابية لابل فان العملية السياسية  نتيجة هذه التجاذبات والاختلافات ستؤدي الى المناكفات التي بدورها ستعطل القوانين والاجراءات التي تحاول اتخاذها الحكومة المقبلة  سواء اكان على رأسها المالكي أم غيره , وهذا الامر يتحقق ببساطة من خلال نشوء تحالفات جديدة ليس على اساس البرامج الانتخابية التي تهم البلاد والعباد بل على حسابات حزبية ضيقة لاترقى الى الفعل الوطني ما يتطلب وقفة وطنية لكل الخيرين  والوطنيين الحقيقيين للتصدي لمثل هذه الصراعات وفضحها وفضح مرامي المتصارعين الذين  لاهدف لهم من هذا الصراع سوى السلطة والجاه والمال .
 [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات