17 نوفمبر، 2024 4:33 م
Search
Close this search box.

رئيسي سيصبح مشکلة للنظام وليس حلا

رئيسي سيصبح مشکلة للنظام وليس حلا

يقوم المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وللمرة الثانية بدفع إبراهيم رئيسي، المشهور بلقب”قاضي الموت” الى الواجهة وترشيحه لإنتخابات الرئاسة، أملا بأن يتمکن من إنقاذ النظام من أزمته ويجعله يجتاز هذه المرحلة التي هي بنظر القادة والمسٶولين في النظام نفسه، أخطر مرحلة يواجهها منذ تأسيسه، وهذا التعويل على رئيسي يأتي لکونه من أکثر الذين تمادوا في خدمة النظام وذهبوا أبعد مايکون وإنه من النوع الذي لايأبه ولايکترث لأية جرائم أو مجازر أو إنتهاکات يقوم بها في سبيل النظام، وکيف يکترث وهو أحد أبرز أعضاء لجنة الموت التي نفذت أحکام الاعدام بلا رأفة بأکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق.
المرشد الاعلى بإقدامه للمرة الثانية لتقديم رئيسي کمرشح لإنتخابات الرئاسة فإنه ليس مجرد تحد لإرادة الشعب الايراني من خلال الإصرار على تقديم رجل ملطخة يداه بالالاف من السجناء السياسيين فقط بل إنه يعکس أيضا مدى الازمة الخانقة التي يواجهها النظام وعدم إمتلاکه الوجوه والبدائل اللازمة لتقديمها کمرشحين له وإضطراره للإعتماد على هکذا وجه مکروه من جانب الشعب الايراني وسمعته السيئة تسبقه في الاوساط الدولية المعنية بحقوق الانسان، ولاسيما وإن خامنئي بنفسه قد شهد کيف إن رئيسي واجه فشل ذريع في الانتخابات الرئاسية السابقة بسبب من دوره في مجزرة صيف عام 1988، لکنه”أي خامنئي”وکمن يجازف يقوم بترشيح رئيسي خلال فترة ومرحلة بالغة الحساسية والخطورة للإنتخابات الرئاسية حيث إنه وبقية قادة النظام واثقين أشد الوثوق من إن الشعب إضافة الى رفضه وکراهيته لرئيسي فإنه يقاطع الانتخابات أصلا ولايريد المشارکة فيها.
المساعي المکثفة التي بذلها خامنئي من أجل تمهيد الطريق أمام رئيسي لکي يجلس على کرسي الرئاسة وبشکل خاص من حيث إقصاء وتبعيد معظم المرشحين لأسباب وتبريرات واهية صارت محط وموضع سخرية وتندر الشعب الايراني، تواجهها أيضا مساع مضادة من جانب المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي ترأسه مريم رجوي، ومن المفيد التذکير بحملة المقاضاة التي قادتها السيدة رجوي بنفسها وطالبت فيه بمحاکمة قادة النظام الايراني المتورطين في مجزرة صيف عام 1988،ومن ضمنهم إبراهيم رئيسي والتي لعبت دورا مهما في فضح رئيسي بشکل خاص وجعل العالم کله على إطلاع بإجرامه، بل وإن هذه الحملة قد کانت هي الاساس الذي جعل رئيسي يجرجر أذيال الخيبة والفشل في الانتخابات الرئاسية المنصرمة، والملفت للنظر إن المقاومة الايرانية تقود حاليا حملة سياسية ـ إعلامية ضد الانتخابات عموما وضد ترشيح قاضي الموت رئيسي بشکل خاص، وعلى الاغلب فإن رئيسي وکما تٶکد معظم المٶشرات سوف يصبح مشکلة للنظام وليس حلا!

أحدث المقالات