ما أجمل أن نستهلكلامنا بحديث شريف لنبي الأمة محمد ( صلىالله عليه وسلم ) الذي ما زال ولحد يومنا هذا ( ولا أضمن الغد في العراق الجديد !!! ) يمثل المشترك الكبير بين الأمة المسلمة الذي لا خلاف فيه … يقول ( صلى الله عليه وسلم ) : ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ينكسفان لا لموت أحد ولا لحياته ولكن الله تعالى يخوف بها عباده ) .
في الوقت الذي ينفي فيه الحبيب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) علاقة هذه الظواهر الطبيعية والكونية بحياة العباد أو موتهم … فانه لا ينفي ( وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) بل يؤكد أن تلك الظواهر آيات من الله تعالى تسير ضمن حكمته جل وعلا ليخوف بها عباده ولتكون لهم عبرة ليخافوه ويتقوه … ونقف مع مواطن كثيرة في كتاب الله بهذا المعنى: ( ياعبادي فاتقون ) … ( فلا تخافوهم وخافون ) … وغيرها الكثير الكثير من الوقفات القرآنية .
من هنا أقول … وهذا رأي لا أكثر … إن ما حصل في بغداد اليوم أمر عظيم … فأن تُغلق مساجد بغداد وتُسد أبوابها عن عمّارها … ولا يُرفع الأذان من على مناراتها معلنا دخول الوقت لتوجه العباد الى بارئهم في معراج نحو السماء يتمنون من خلاله أن يلاقوا القبول من خالقهم فيرحمهم في الدنيا ويغفر لهم خطاياهم في الآخرة … ذلك والله أمر عظيم … وحق للأرضأن تهتز وترتجف من هول هذا المشهد الذي لم تعرفه بغداد من زمن التتار وهولاكو !!! .
وفي الختام … ولا أريد أن أطيل … فالمشهد ناطق بظلمه وجريمته …بواقع أبلغ من كل كلماتي وعباراتي المتواضعة … أقول ( وهذا رأيي ) : إن الهزة الأرضية التي عاشتها بغداد ليلة الجمعة التي أغلقت فيها المساجد والجوامع وخنق فيها الآذان من على مناراتها … تلك الهزة الأرضية بالتأكيد لا علاقة لها بفرد ولا أفراد … ولكنها في ذات الوقت رسالة تخويف من الله ( لمن يعرف الخوف من الله !!! )من أفعال مجرمة لميليشيات أكثر إجراما … عاثت في الأرض فسادا وظلما في قتل أئمة المساجد ومؤذنيها وعمارها من صالح المؤمنين … هي رسالة التخويف للعراقيين كافة … ولكنها رسالة خاصة لحكومة تدعي أنها تمثل حزبا إسلاميا !!! … المفروض أن المساجد تمثل منطلقها الحقيقي … وأئمة ورواد تلك المساجد يمثلون عمقهم الطبيعي في المجتمع العراقي … فهل تتق هذه الحكومة ربها وتتعض من ظلمها … لا أدري … ولكن الله غالب على أمره … ورحم الله العراقيين وآمنهم من خوف … وحق للأرض أن تهتز وقد أغلقت بيوت الله .
