التمعن في مايجري على صعيد إنتخابات الرئاسة في إيران والتي من المزمع إجرائها في 18 من الشهر الجاري، ولاسيما من حيث التناقضات والتضارب والتخبط الذي جرى ويجري فيه، وکذلك مع الاخذ بنظر الاعتبار الظروف والاوضاع الداخلية والخارجية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإنه يبدو وکأن النظام الايراني”في شخص المرشد الاعلى خامنئي” قد صار يراهن على هذه الانتخابات ويعقد عليها الامال في أن تخرج النظام من أزمته الحادة، لکن وبمزيد من التمعن لايبدو إن هذا الرهان سيتوفق ويحقق الاهداف المعقودة عليه.
ردود الفعل السلبية الداخلية والخارجية على حد سواء ضد هذه الانتخابات وهندستها غير العادية من خلال مجلس صيانة الدستور التابع للمرشد الاعلى، وخصوصا من حيث جعل الاجواء ممهدة لإختيار قاضي الموت ابراهيم رئيسي الذي شارك کعضو في لجنة الموت في مجزرة صيف عام 1988، وظهور بوادر عزم الشعب الايراني على مقاطعة هذه الانتخابات، قد دفعت خامنئي لکي ينفعل بعض الشئ ويعلن بأن المشارکة في الانتخابات”واجب شرعي” وإن من يعطي بطاقة بيضاء فإن ذلك”حرام”، فإن ذلك يعني بأن النظام وفي شخص خامنئي صار يشعر بالقلق والتوجس من هذه الانتخابات وماقد تٶول إليه من نتائج ليست على البال والخاطر.
المعارضة الايرانية النشيطة والمتواجدة في الساحة بإستمرار والمتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق، قد عقدت العزم من جانبها على مواصة دورها السياسي في داخل وخارج إيران من أجل فضح عملية الانتخابات برمتها والتأکيد على إنها لاتمثل إرادة الشعب الايراني ولاتعبر عنه ولاسيما من حيث ترشيح قاضي الموت إبراهيم رئيسي، ولاريب من دور ونشاط مجاهدي خلق في الداخل والخارج تسبب إرباکا کبيرا للنظام خصوصا وإن النشاطات المتواصلة لمعاقل الانتفاضة لأنصار المنظمة صارت تغطي معظم أنحاء إيران وتلعب دورا حيويا في حث وتحفيز الشعب الايراني على عدم المشارکة في هذه الانتخابات التي تخدم أولا واخيرا مصلحة النظام وتضر الشعب بکل وضوح، وإن ترکيز النظام في وسائل إعلامه على دور المنظمة بهذا الصدد والتحامل عليه بصورة ملفتة للنظر، يٶکد بأن مجاهدي خلق تمسك النظام من مواضع الالم ولاتسمح له بأن ينفذ مخططاته بسلام وأمان.
رهان خامنئي والنظام الايراني على هذه الانتخابات، ليس هناك مايدل على إنه رهان صائب وفي محله خصوصا وإن معظم المٶشرات تدل على إن الامور لاتجري بالاتجاه الذي ينتظره ويأمله خامنئي ونظامه بل وحتى إنها تسير في إتجاه ومعترك غير مأمون العواقب للنظام بحيث إنها تٶکد وفي أفضل الاحوال بأن النظام قد وضع نفسه في مواجهة مأزق جديد!