خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
كشف تقرير الموقع الخبري (غلوبال تايمز)، نقلًا عن وسائل إعلام أوروبية، عن تجسس “الولايات المتحدة”، (بمساعدة الدنمارك)، على عدد من الحلفاء الأوروبيين؛ مثل: “ألمانيا وفرنسا والنرويج والسويد”.
والواقع إن إفشاء هذه الفضائح بشكل متكرر يعكس أبعاد القدرة الأميركية التخريبية التي لا تقتصر فقط على الدول الأوروبية، وإنما يتعين على دول العالم الصمود في مواجهة هذه المسألة وتبني موقف حاسم.
وفي هذا الصدد؛ تقول “ماريا زخاروفا”، المتحدث باسم الخارجية الروسية: “ما نُشر عن تجسس الولايات المتحدة، بمساعدة الدنمارك، على القيادات الأوروبية، هو قطرة في بحر. وأنا أعتقد أن الوضع الحقيقي للدول الأوروبية وأعضاء الـ (ناتو)، أكثر رعبًا من المُعلن عنه في الوقت الحاضر، ولذلك لن يحرك أمين عام الـ (ناتو) وقيادات الاتحاد الأوروبي ساكنًا. من ثم أعتقد أن أبعاد عملية التجسس أكبر بكثير من الموجود في وسائل الإعلام”. بحسب صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية.
هذه الفضيحة لن تؤثر على العلاقات “الأميركية-الأوروبية” !
في معرض الإجابة على سؤال بشأن تأثير هذه الفضيحة على العلاقات “الأميركية-الأوروبية”، نفى “علي بیگدلی”، خبير الشأن الدولي؛ حدوث أي تأثير؛ وقال: “أولًا هذا الإجراء غير جديد، بل وضعت أجهزة تنصت، قبل سنوات، في مكتب السيدة أنغيلا مركل، المستشارة الألمانية، لكن لم يحدث شيء أكبر من مجرد الاحتجاج والاعتراض. والأميركيون يقومون بمثل هذا العمل، منذ سنوات، وبعضها استهدف أوروبا. وكذلك فعلت روسيا ضد أوروبا في الحقبة السوفياتية”.
متابعًا: “وعليه وكما عرضت سابقًا؛ فالموضوع لس جديد، لكن لن يتجاهل أعضاء الـ (ناتو)، مشاركة الدنمارك، في هذا العمل وهي جزء من الاتحاد الأوروبي. وبالنظر إلى أن الدنمارك دولة صغيرة وذات موقع حساس؛ ووقعت تحت الاحتلال الهولندي إبان الحرب العالمية الثانية، فقد كان عليها الإنضمام إلى إحدى الدول القوية. وبالنسبة للدنمارك فإن أفضل دولة هي أميركا، لأنها لا تستطيع فصل نفسها عن الولايات المتحدة”.
وأضاف: “تعاني الدنمارك، من جهة أخرى، مشكلة حدودية مع: ألمانيا وهولندا، ولذلك ربما تكون الأقرب للويات المتحدة من بين الدول الأوروبية. وبالتالي ربما كانت هناك سوابق لمثل هذا العمل. ففي عهد الرئيس الأميركي، نيسكون، حدث أمر مشابه داخل الولايات المتحدة نفسها. لذا فإن هذا الحادث ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير ولن يؤثر على العلاقات (الأميركية-الأوروبية). أضف إلى ذلك، أن الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، لم يحصل على الفرصة للقيام بمثل هذا العمل، كما أن علاقاته مع الاتحاد الأوروبي تتسم بالقوة.
لافتًا: “من ثم؛ يبدو أن هذا العمل يعود إلى حقبة، أوباما، وترامب، لأن الأخير كان ينفر من الاتحاد الأوروبي ورفض وجود قوتين متجاورتين في الأطلسي. لذلك فإن هذا العمل قد يلقي بتبعاته على الكونغرس الأميركي وأنصار، دونالد ترامب”.
مشكلة “الهاكر” تختلف عن الجاسوسية !
وللتفريق بين قصة “الهاكر” والجاسوسية؛ يوضح “بیگدلی”، الخبير والأستاذ الجامعي: “روسيا تخترق الأنظمة الأميركية، والصين كذلك تخترق الأجهزة الأميركية، والولايات المتحدة تفعل الشيء نفسه مع الأنظمة الصينية. لكن محاولات الاختراق تختلف عن وضع أجهزة تنصت. ولذلك بالمسألة أكثر حساسية.. أذكر أن، ترامب، التقى، مركل، وكان عديم الأدب بشكل أثار اعتراض الألمان ضد الأخيرة، وعدم ترك الجلسة. من ثم فقد كان، ترامب، على خلاف مع ألمانيا، وكذلك فرنسا، والاتحاد الأوروبي بشكل عام”.
مستدركًا: “لكن هذا لا يعني حاليًا تزلزل هيكل العلاقات (الأميركية-الأوروبية)، لاسيما في ظل وجود، بايدن. في غضون ذلك سوف تزيد الدول الأوروبية الأربعة من الضغوط على، الدنمارك، على خلفية القيام بهذا العمل وقد أسرت سابقًا إلى دوافعها”.
أميركا سوف تتجسس على بريطانيا أيضًا..
وفي الختام؛ يقول “بیگدلی”، ردًا على سؤال بشأن إمكانية تجسس “الولايات المتحدة” على “بريطانيا”: “حين زار، ترامب، بريطانيا، بشكل رسمي، اتخذ موقفًا ساخرًا إزاء ملكة بريطانيا؛ بسبب نظرة الجمهوريين المغرورة. وأطلق تصريحًا آخر بمنزل رئيس الوزراء البريطاني، الكائن في 10 شارع دوانينغ، وفيه إن؛ بوريس جانسون، أفضل رئيس وزراء بريطاني. وذلك لأن الأخير يتبنى أفكارًا أصولية وضغط عليه، ترامب، للبدء في تنفيذ برغزيت. ووعد، ترامب، بتهيئة أجواء الاستفادة من حجم التجارة البريطانية في أميركا ومناطق أخرى، لكنه لم يفعل، حيث انتهى به المطاف خارج البيت الأبيض. وللإجابة على سؤالك؛ أقول: بالقطع لن يتورع الأميركيون عن التجسس على بريطانيا إذا استدعى الأمر !!”.