انطلقت في بغداد فعاليات مهرجان بغداد الدولي المسرحي الاول الذي تقيمه وزارة الثقافة العراقية بالتنسيق مع دائرة السينما والمسرح التابعة لها ويندرج ضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013.
ورغم اخبار المتفجرات التي تهز يومياً مناطق متفرقة من العاصمة العراقية حتى باتت الخبر اليومي للعراقيين الذين تعودوا مشاهد الدمار والعنف فان القائمين على المهرجان اصروا على تنظيمه ويعولون على نجاحه واستقطابه المتابعين والشغوفين بالفن الرابع.
وتشارك في المهرجان الذي حمل شعار “الان المسرح يضئ الحياة” وتستمر فعالياته لغاية 30 تشرين الاول/نوفمبر، فرق مسرحية عربية من مصر وسوريا والاردن وتونس وفرق اجنبية من ايران وفرنسا والمانيا وروسيا واسبانيا ودول اخرى، الى جانب فرق عراقية محلية.
واستهل المهرجان باوبريت قدمته فرقة الفنون الشعبية التابعة لدائرة السينما والمسرح بعنوان “سلام على بغداد نحن ضفافها”. وقال المدير العام دائرة السينما والمسرح نوفل ابو رغيف في كلمة اثناء الافتتاح ان اقامة هذا المهرجان “تعكس رغبة العراق في استضافة الاحداث الثقافية والفنية ومنها العروض المسرحية ليشكل فرصة متميزة في تعميق الاواصر بين الفنانين العراقيين والفنانين العرب والاجانب”.
واضاف ان “المهرجان يسعى لتكريس واشاعة ثقافة التسامح والحب والسلام ونبذ لغة العنف والتطرف”.
وستكون فعاليات هذا المهرجان في خمسة دور عرض من العاصمة العراقية وهي كل من ” المسرح الوطني ومسرح الطليعة ومنتدى المسرح ومسرح جاسم العبودي التابع لأكاديمية الفنون الجميلة ومسرح معهد الفنون الجميلة” ، كما سيشهد المهرجان تقديم أحد العروض على أنقاض مسرح الرشيد الذي دمر أثناء الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.
وانطلقت عروض المهرجان بتقديم مسرحية عراقية حملت عنوان “عربانة” كتبها المؤلف حامد المالكي واخرجها الفنان عماد محمد وشارك في تأدية ادوارها الفنان العراقي المعروف عزيز خيون والفنانة لمياء بدن الى جانب مجموعة من الفنانين الشباب.
وتتحدث هذه المسرحية عن معاناة رجل بتدبير قوته اليومي ليسد رمق عائلته فيلجأ الى امتهان بيع الخضر على عربة صغيرة لكنه يموت في نهاية المطاف، في محاكاة الى حد بعيد لقصة الشاب التونسي الثائر محمد البوعزيزي. وحضر المهرجان مجموعة من السياسيين العراقيين الذين غادروا بعد وقت قصير من بدء العرض المسرحي.
وشكلت لجنة من الكتاب والمسرحيين والمخرجين لاختيار الاعمال المسرحية الفائزة بجوائز المهرجان كافضل عمل مسرحي وافضل مخرج وافضل فنان وفنانة الى جانب جوائز اخرى. وسيشهد المهرجان ايضا استذكار وتكريم عدد من رموز المسرح في العراق وصناعه من بينهم الراحل ابراهيم جلال.
ويعتبر متتبعون للوضع الفني في بغداد ان المسرح العراقي فقد بريقه واشعاعه بسبب تردي الظروف الامنية والاجتماعية والاقتصادية والمهرجانات التي تقام باسمه هي في نهاية المطاف موسمية ومحدودة. ويهتف الكثير من المــســرحــيــين العــراقــيــين بصوت واحد “حـضـرت الـحـريـة وغـاب الأمـن”.
ويعتبر الفنان العراقي حيدر منعثر ان المسرح لا ينفصل عن الحياة بل يلتصق بها ويعبر عنها مباشرة مضيفاً “الحياة في العراق اليوم مفخخة والمسرح بدوره يرقد في غرفة الانعاش الا انه سيعود الى الحياة متى عاد الاستقرار الأمني والسياسي”.