18 ديسمبر، 2024 10:59 م

مقتدى الصدر … بين الدين والسياسه

مقتدى الصدر … بين الدين والسياسه

اراقب عن كثب بغرابة تحركات القوى السياسية العراقية قبيل الانتخابات المرتقبة , لا تكاد الدهشة تفارق وجهي وانا اراقب على وجه الخصوص تحركات سائرون – الواجهة السياسية للزعيم الشيعية مقتدى الصدر _ فمقتدى الصدر يحاول بكل السبل الوصول لرئاسة الوزراء في الحكومة المقبلة ولأنه ايقن ان الحصول على اغلبية برلمانية تمكنه من تشكيل حكومة قوية بمرشح رئاسة الوزراء من التيار امر غير وارد خصوصا انه لم يحصل في افضل دورة برلمانية على اكثر من 55 مقعد , عاد الان للواقع ليحاول ضمان الحصول على دعم الاكراد لكتلته النيابية لتأييد من يطرحه لرئاسة الوزراء و لم ولن يتحالف قبل الانتخابات مع الكتل الشيعية القوية او التي يتوقع ان يكون لها حضور فعلي مثل دولة القانون والحكمة , حتى النصر فتحالفه معهم معقد لإصرار النصر على إعادة ترشيح العبادي لرئاسة الوزراء والاخير لا يحظى بدعم الكتل الكردية لتعامله القوي معهم ابان فترة توليه رئاسة الحكومة ,
وفي نظرة موجزة للتيار الصدري بشكل عام ولفكر السيد مقتدى الصدر نجد انه يعاني من ضعف أداء مستشاريه بالإضافة الى انعدام الخلفية السياسية وحتى الثقافية لمرشحيه ومستشاريه بالإضافة الى عناصر مكتبه الخاص , مثلا وجدنا من خلال المتابعة ان الترشيح ضمن قوائم التيار مرهون بمن يدفع اكثر حين ان ضابط في البصرة دفع مبلغ يفوق ال 200 الف دولار لضمان ترشيحه ضمن الدائرة الانتخابية الأولى , ان اغلب العراقيون ينظرون للتيار ولتمثيله النيابي على انه فرصة للأثراء السريع دون تعب كل ما عليك فعله ان تدفع اكثر لبعض قيادات التيار من المقربين من مقتدى الصدر لتحصل على الترشيح , في الناصرية كان مبلغ الترشيح بحدود 150 الف دولار في حين كان المبلغ 400 الف دولار ضمن محافظة ميسان وذلك بسبب متاجرة اغلب مرشحي التيار ضمن المحافظة من المتاجرين بالممنوعات , وهي محافظة تكاد تكون مغلقة مما يعني ضمان الفوز بمقعد نيابي الى حد كبير , وبسبب هذا الفساد الذي المستشري في مفاصل التيار كان مستوى مرشحيه دون مستوى مرشح باقي الكتل فمثلا في الدائرة الأولى في البصرة نجد ضابط مغمور تحوم حوله ملفات الفساد في حين ينزل الحكمة والقانون مرشحين من العيار الثقيل في مقدمتهم اسعد العيداني محافظ البصرة وجبار اللعيبي وزير النفط السابق صاحب الشعبية الكبيرة بحكم تجربة ناجحة له في إدارة شركة نفط البصرة ووزارة النفط العراقية ويبدو ان تيار الحكمة وظف خبرة عمار الحكيم بشكل يناسب حجم الحدث و اني اكاد أرى الخسارة تلوح بالافق والخسارة التي اقصدها هو عدم نجاحه في إضافة المزيد من المقاعد النيابية لحوزته ,خصوصا بعد اد\اء نيابي سيء جدا أصاب الشارع بخيبة امل نتيجة إصرار سائرون على رفع سعر الصرف مما افقر البلد عموما والعراقيين خصوصا من الطبقات الفقيرة والتي لم يكن لها مسوغ الا العمل بالضد من كل توجهات الكتل الشيعية الأخرى لاسيما دولة القانون والحكمة , ويبدو ان مقتدى الصدر مطالب أولا حتى يكون له ما يريد في العملية السياسية وحتى يحظى بثق جماهيري واعي ان يطهر مفاصل التيار من أصحاب المولات والشركات الذين صاروا بواسطة سطوة التيار من الأثرياء بعد ان كنوا معدمين والساعين لها من العناصر الجديدة , ان الهوه كبيرة والواد سحيق بين التيار وكوادره وبين كوادر وقيادات بقية الكتل وانا هنا اقصد من ناحية معرفية وثقافية وخبرة سياسية لان غالبية افراد التيار لا يحسنون القراءة والكتابة ولك ان تتصور ان برلماني او قيادي لا يستطيع القراءة والكتابة او انه في حياته لم يقرأ كتابا ربما فقد كتب المدرسة فمن هو الاسهل في الانجرار نحو الفساد ان مقتدى الصدر يتوجب عليه ان أراد النجاح حملة تشذيب وتهذيب قد يكون مضطرا معها لبتر بعض او كثير من اذرعه الملتوية و عليه أيضا ان يستقطب الكثير من الكفاءات التي نجحت ومازالت تنجح في عملها لاسيما أصحاب الخبرة أمثال جبار اللعيبي الخبير النفطي خصوصا مع تدهور قطاع الطاقة العراقي واعتماد العراق بشكل شبه كلي على بيع النفط الخام و عليه ان يصالح الشعب بالايعاز للحكومة التي تنتمي اليه فعلا لا قولا بأرجاع سعر الصرف الى وضعه الذي يمكن الناس من العيش افضل مما هم عليه الان , ربما مقتدى الصدر شخصيا افضل من عمار الحكيم في مسألة التزام مرشحيه , لان الأخير معروف عنه ان يأخذ من بعض المرشحين أصواتهم ويلقي بهم للشارع كما حدث من ماجد النصراوي ومع محمد الطائي والسلام