“الدبلوماسية الإيراينة” ترصد .. أيام “الكاظمي” الصعبة والحساسة !

“الدبلوماسية الإيراينة” ترصد .. أيام “الكاظمي” الصعبة والحساسة !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

الصراعات السياسية العراقية الراهنة ليست جديدة، فـ”العراق” يعيش منذ فترة مثل هذه الصراعات، بل يمكن القول إنه كان يعاني أيامًا أكثر صعوبة وأصعب بكثير من هذه الأيام.

وحينما أشار لي أحد المسؤولين العراقيين بإصبعه على منطقة غرب “بغداد”؛ وقال: إن تنظيم (داعش) وصل حتى عدة كيلومترات من هنا؛ ونخشى أن ينجح التنظيم في الوصول إلى “بغداد” ودخول “المنطقة الخضراء” وتنتهي القصة، فقد بدا حينها أن “العراق” يعيش أيامًا أكثر صعوبة. بحسب “علي موسوي خلخالي”؛ في موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من “وزارة اخارجية”.

صراعات سياسية..

وبخلاف صراعات وأزمات الألفية الجديدة، كان تنظيم (داعش)، بـ”العراق”، عام 2014م، ثم بدأت الحكومة، في العام 2016م، بالتعاون مع (الحشد الشعبي) الذي تشكل بموجب فتوى المرجعية، (وهو الآن أحد أهم الأركان العسكرية-الأمنية العراقية)، في التصدي للتنظيم والتغلب عليه، بنهاية العام 2017م.

لكن سرعان ما تغيرت الأجواء العراقية، في العام 2018م، ولم يتأخر الوقت حتى خرجت المظاهرات إلى الشارع، في تشرين أول/أكتوبر 2019م، حيث استشعر المتظاهرون للمرة الأولى، منذ سقوط “صدام حسين”، قدرتهم على تغيير الحكومة ورئيسها بالنزول إلى الشارع.

وفي مطلع 2020م؛ أجبر المتظاهرون، “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء العراقي السابق، على الاستقالة، وكل ذلك يدل على أن “العراق” لم يخلو في أي عام تقريبًا من الصراعات السياسية.

مظاهرات في وجه “الكاظمي”..

الآن وكلما اقترب موعد الانتخابات، المقررة في تشرين أول/أكتوبر المقبل، فقد تشعل المنافسات والتحالفات والتكتلات السياسية الاضطرابات، ناهيك عن التوترات والصراعات السياسية.

وقبيل أيام؛ اشتم رئيس الوزراء العراقي رائحة مظاهرات خطيرة ضد الحكومة. تلكم التظاهرات التي أسفرت، وفق (دوتشيه فيليه)، عن مصرع شخص وإصابة العشرات. في تلك الليلة وبعد إنتهاء أعماله الإدارية، خرج “مصطفى الكاظمي”، من مكتبه وراقب المظاهرات عن كثب واستشعر بوضوح معاناة “العراق”، جراء نقص الخدمات، مع تفشي البطالة، ناهيك عن الأزمات الاقتصادية المتعددة المترتبة على الفساد، والفشل، ووباء (كورونا)، بحيث تصارع الحكومة أزمة اقتصادية تفوق قدراتها وقد تتعرض سريعًا للغضب الشعبي، والإرهاق، والأهم الشباب الذي يحتاج للعمل بشدة ويأمل في مستقبل أفضل.

وتظاهرات الثلاثاء الماضي؛ وإن كانت محدودة أو ربما مجرد اختبار بسيط، لـ”الكاظمي”، لكن عليه إلقاء نظرة واقعية وأن هذا الاختبار البسيط قد يتحول سريعًا وبشكل لا يُصدق إلى اختبار بالغ الصعوبة يستعصي على الحل. وقد حدث الأمر نفسه مع، “عادل عبدالمهدي”، وقد تتعرض حكومة “الكاظمي”، للسقوط والاستقالة بسبب الفشل.

الحساسية السياسية وحالة اليأس..

ولم تكد تمر ساعات على مظاهرات الثلاثاء، حتى واجه “الكاظمي”، أزمة جديدة، حيث تحول القبض على “قاسم مصلح”، قائد (الحشد الشعبي)، بمدينة “الأنبار”، إلى أزمة جديدة أفضت إلى حصار منزل “الكاظمي”، بـ”المنطقة الخضراء”.

وماهية المخطيء لا تعنينا في هذا المقال، لكن ما يلفت الإنتباه هو الحساسية السياسية المرتفعة في “العراق”، والتي في ضوءها قد يتحول حادث صغير في الظاهر إلى أزمة خطيرة، قد تتحول بدورها وفي ضوء هشاشة الاستقرار السياسي والضغوط الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة؛ إلى صراع كبير وتثير تحديات خطيرة.

في هذه الأثناء؛ عبر بعض العراقيين العائدين من الخارج بغرض مساعدة الحكومة المركزية على إدارة الأمور، عن اليأس من مستقبل البلاد، وأنهم يفضلون الخروج مجددًا من البلاد حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه.

واليأس هو أحد وجوه المشهد السياسي في “العراق”، لكن لا يجب تغليب هذا الوجه على الوجوه الأخرى، لأنه في هذه الحال قد يتحول إلى مشكلة غير محمودة؛ ويؤثر على الأوضاع في البلاد. وهو ما حدث مرارًا في “العراق” وبعض المناطق الأخرى.

على سبيل المثال؛ شهدت “مصر” حالة مشابهة؛ وأفضت مسرحية شخصيات؛ مثل: “محمد البرادعي”، الخاطئة إلى انقلاب، “عبدالفتاح السيسي”، وتوجيه البلاد إلى مسار ديكتاتوري غير متوقع.

والحركة السياسية في “العراق” حاليًا؛ لا تسمح بأي أخطاء. ويجب على السياسيين ورجال الدولة السيطرة على الأمور والحيلولة دون تسرب الوضع المأزوم إلى فشل وأزمة كبرى.

وانتخابات تشرين أول/أكتوبر 2021، قد تمثل منعطفًا للخروج من هذا الوضع السياسي باستقرار أكبر. وهي اختبار صعب قد يؤثر على الكثير من المعادلات الراهنة في “العراق”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة