لن تتخلى احزاب السلطة الطائفية المحاصصاتية عن مواقعها ومنافعها وامتيازاتها بالهين ولن تستلم وهي مثل كل الطغاة تعيش وهم الغطرسة والقوة وتحاول ان تبقى اطول فترة ممكنة في الحكم غير عابئة بصرخات الشعب الرافضة لوجودهم .. وما حصل قبل ايام قليلة جداً وتحديداً في الخامس والعشرين من هذا الشهر دليل اخر على استحالة اجراء اي تغيير حقيقي ببقاء هذه الاحزاب الاسلاموية الفاسدة التي عبثت بالدين وشوهت مبادئه الداعية الى احترام الانسان وقدسية حياته ، ومن العبث مجرد التفكير انها ( اي هذه الاحزاب ) ممكن ان تستجيب الى ارادة ثوار تشرين 2019 الممثلون الحقيقيون للمواطنين ، بل انها ستصعد من قمعها ولا يهمها ان كانت التظاهرات سلمية ام لا لان شعاراتها صارت خارج المألوف .. انها شعارات كل العراقيين في الشمال والجنوب في غرب الوطن او شرقه ، لم تعد هتافات من اجل كهرباء او تعيين او خدمات بلدية او اي شيء مطلبي ، فصرخات المواطن صارت اوسع واكبر انها تريد استعادة وطن سرقه سياسيون فاسدون وطائفيون اثبتت التجربة ولائهم لغير العراق ولاء لجهات ودول متعددة كلها تسعى لابقاء العراق ضعيفاً يعيش فوضى اللاقانون .. وهذا هو ما تخشاه الاحزاب المحاصصاتية لذلك لن تتورع عن ارتكاب ابشع انواع القمع بما فيه القتل والتغييب للناشطين واصحاب كل صوت وطني حر ينادي بانقاذ العراق مما هو فيه من هوان . هذه الاحزاب الطائفية المجرمة ومنذ الايام الاولى لانطلاق ثورة تشرين الاول 2019 ، لم تترك وسيلة قذرة الا واتبعتها للالتفاف وانهاء الحراك الشعبي فتارة بالوعود والتخدير واخرى بشراء ذمم بعض ضعاف النفوس او بدس عناصر بين صفوف المتظاهرين مع ما رافق ذلك من اتهامات للشباب بانهم جوكرية واتباع سفارات اجنبية وبعثية وارهابية وغيرها من الصفات القبيحة التي يعرف القاصي والداني انها صفات هذه الاحزاب التي ما كانت تحلم بمنصب صغير في العراق لولا الاحتلال الاميركي الذي سلمهم السلطة بلا اي جهد منهم ولا عناء !!
رفعوا خيام المعتصمين واحرقوها في ساحة التحرير وساحات العز في محافظات الجنوب والفرات الاوسط وطاردوا وما زالوا يطاردون الناشطين واطلقوا التهديدات ، وعاشوا احلام بائسة بانهم قد نجحوا في انهاء جذوة ثورة تشرين الشعبية السلمية ليأتي يوم الخامس والعشرين من ايارحاملا اصرار الشعب على مطالبه بالتغيير الحقيقي ورفضه ممارسات الاحزاب الفاسدة وتحديه لقمعها .. فكان بحق عنوان ديمومة ثورة وارادة شعب عصية على الطغاة الفاسدين . ومرة اخرى يؤكد الشباب الابطال انهم الاكثر وعياً من احزاب وطنية فشلت مع الاسف في توحيد صفوفها لمواجهة حالة التردي والضعف التي يمر بها العراق بل ان بعضها راهن وما زال يراهن على عملية سياسية ولدت اصلا مشوهة بسبب المحاصصة باسوأ صورها .. هؤلاء الشباب كانوا الاكثر وعياً والافضل لانهم تحملوا الكثير وما زالوا يتحملون القمع ووحشية طبقة سياسية فاسدة وتمارس الارهاب بحق المواطنين اضافة لتحملهم سلبية الشارع وموقف اللابالية لعدد غير قليل من المواطنين .. لكنهم يؤمنون بان النصر حليفهم لامحالة وان استمرارثورتهم سيلهب حماس المواطنين القاعدين .. هؤلاء الشباب هم امل العراق وهم يرفعون شعار( اصحى ياشعب ولتكول شعليه ).. فهل نسمع ونعي فالنصر حليف الثائرين الرافضين للظلم ولحكم الظالمين .25 ايار يوم تجديد عهد الشعب للشهداء بانهم ماضون على طريق الحق وتأكيد على خيبة وفشل السياسيين وتجسيد لوطنية العراقيين وانهم فوق الطائفية وكل دعوات تمزيق مجتمعنا .. المجد والخلود للشهداء والعار والخذلان للقتلة المجرمين .