إعلان مجلس صيانة الدستور الايراني على الموافقة على 7 مرشحين من بين 590 مرشحا، وکون معظم المرشحين السبعة من ضمن الدائرة الضيقة للمرشد الاعلى للنظام، فإن ذلك يعني بأن فترة التظاهر بوجود تيارات وأجنحة متباينة داخل النظام على الرغم من إن جميعها ملتزمة ومٶمنة بالخط العام للنظام وتعمل کل مابوسعها من أجل المحافظة عليه، قد إنتهت، وإن ماقد إعتزم عليه خامنئي قبل فترة من العمل على نهج مبدأه الاساسي”الانکماش” قد بدأ يتم تطبيقه من خلال ماقد تم إعلانه من مرشحين لإنتخابات الرئاسة.
خامنئي، وفي ظل الازمة العميقة التي يواجهها النظام الايراني وتزايد الرفض الشعبي للنظام الى جانب بقاء العزلة الدولية على حالها، فإنه ومن خلال مقترحه”الحکومة الاسلامية الفتية”، الذي يمکن أن يفسر وبکل وضوح على إنه تمهيد لسيطرة الدائرة الضيقة له على السلطة التنفيذية وإنتهاء مواسم مزاعم الاعتدال والاصلاح بعد أن إنتهت مهمتها ولم تعد تنطلي على العالم، ومن دون شك فإن تضييق الدائرة في نظام قائم أساسا على الممارسات القمعية والاعدامات ومصادرة الحريات، يعني فيما يعني المزيد من والمزيد من الممارسات القمعية وتشديد قبضة النظام أکثر فأکثر على الشعب.
الشعب الايراني الذي بات يعيش أکثر من 70% منه تحت خط الفقر وتزايد التوقعات بإندلاع إنتفاضة غير مسبوقة بسبب الاوضاع التي لم تعد تطاق، فإن تضييق الدائرة من جانب خامنئي وتشديد قبضة النظام على الشعب وزيادة الممارسات القمعية لايمکن أن تساهم إطلاقا في إيجاد حل لما يعاني منه الشعب، بل وحتى يمکن القول بأنه سوف يساهم في دفع الاوضاع نحو الاسوأ، وإن الشعب الايراني الذي يعيش ومنذ 42 عاما في ظل ممارسات قمعية وأوضاع غير طبيعية فإن ماسيقوم به خامنئي لن يغير من الامر شيئا وحتى إنه لايأتي بجديد للشعب بل إن الشعب قد صار متعودا على الظلم والقمع والاعدامات لکن الجديد الذي يجب على النظام وخامنئي تحديدا أن يفهمه هو إن الشعب قد سأم وضاق ذرعا بالنظام وبممارساته ولم يعد يطيقها وإن 4 إنتفاضات شعبية غاضبة التخوف من إنتفاضة خامسة وشيکة أن لم يفهمها النظام جيدا ويعيها فإنه يبدو مصداقا للقول المأثور”من يزرع الريح يحصد العاصفة”!
الملفت للنظر، إن زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، وفي بيانها الخاص بمناسبة إقصاء معظم المرشحين والذي إعتبرته علامة على المرحلة النهائية للنظام، فإنها قالت في بيانها وهي تشير لتشديد قبضة النظام أکثر على الشعب وتصعيد الممارسات القمعية:” وخوفا من السقوط وانتفاضة جيش العاطلين والجياع وباستعراض زائف للقوة بإثارة الحرب في المنطقة، مهد خامنئي، الطريق للقضاء على الخصوم وتنصيب إبراهيم رئيسي، سفاح مجزرة 1988، قاتل مجاهدي خلق وأحد أكبر المجرمين ضد الإنسانية في الخمسين سنة الماضية.”.