خاص: إعداد- سماح عادل
“وليم شكسبير” شاعر وكاتب مسرحي وممثل إنجليزي شهير في تاريخ الأدب الإنجليزي، والأدب العالمي. أطلق عليه اسم “شاعر الوطنية” و”شاعر آفون الملحمي”. خلدت أعماله وهي عبارة عن ( 39 مسرحية و158 قصيدة قصيرة (سوناتات) واثنتين من القصص الشعرية (قصيدتين سرديتين طويلتين) وبعض القصائد الشعرية)، وقد ترجمت أعماله إلى كل اللغات الحية، وتم تأديتها أكثر بكثير من مؤلفات أي كاتب مسرحي آخر.
حياته..
ولد “شكسبير” في 1564 وكانت أمه “ماري آردن”، من أسرة قديمة في “وركشير”، وقد قدمت إلى “جون شكسبير”، ابن مستأجر أرض والدها، صداقا ضخما نقدا وأرضا، وأنجبت له ثمانية أطفال كان ثالثهم “وليم”. وأصبح “جون” من رجال الأعمال الأثرياء الناجحين في “ستراتفورد” على نهر “الآفون”، واشترى منزلين، وكان مسئولا عن الأمن وعضواً في مجلس المدينة ومساعدا لمأمور التنفيذ وكان يحسن إلى الفقراء بسخاء.
وبعد 1575 قلت موارده، وأقيمت دعوى قضائية من أجل ثلاثين جنيهاً، وأخفق في دفع التهمة عنه، وصدر أمر بالقبض عليه في 1580 لأسباب مجهولة، ومثل أمام المحكمة ليقدم ضماناً بعدم الإخلال بالأمن. وفي 1592 سجل اسمه ضمن الذين “لا يحضرون إلى الكنيسة شهرياً طبقاً لما نصت عليه قوانين صاحبة الجلالة”. واستنتج بعضهم من هذا أنه كاثوليكي “عاصي”، وآخرون أنه كان بيوريتانياً، كما استنتج غيرهم أنه لم يكن يجرؤ على مواجهة دائنيه.
استعاد “وليم شكسبير” فيما بعد ثروة أبيه، ولما مات الوالد في 1601 ظل في شارع هنلي منزلان باسم “شكسبير”.
هناك استنتاجات عديدة عن طفولته أشهرها: أسطورة ستراتفورد الشائعة، وهي أن الوالد ربى ابنه لبعض الوقت في مدرسة مجانية ولكن سوء ظروفه وحاجته إلى مساعدة ابنه له في موطنه أجبراه على سحبه من المدرسة، وفي المرثية التي ظهرت في مقدمة طبعة “فوليو” الأولى لروايات “شكسبير”، قال فيها “بن جونسون” يخاطب منافسه الذي مات “لقد تعلمت قليلاً من اللاتينية، وأقل من اليونانية”، فمن الواضح أن الكتاب المسرحيين اليونانيين ظلوا على حالهم يونانيين بالنسبة ل”شكسبير” أي لم يطلع عليهم، ولكنه تعلم من اللاتينية ما يكفي لملء رواياته الصغيرة بشذرات لاتينية وتوريات ثنائية اللغة.
وهناك حكاية مستنتجة أخرى سجلها “ريتشارد ديفيز” في 1681 وصفت “وليم” الصغير بأنه “كثيراً ما كان سيئ الحظ في سرقة الغزلان والأرانب، وبخاصة من سير توماس لوسي الذي كان غالباً ما يجلده بالسوط، وأحياناً يسجنه”.
الزواج..
في 27 نوفمبر 1582 عندما كان “شكسبير” في سن الثامنة عشرة، حصل هو و”آن هاثاواي”، وكانت هي في سن الخامسة والعشرين، على إذن خاص بالزواج. ويقال أن أصدقاء “آن” أرغموا “شكسبير” على الزواج منها. وفي مايو 1583 بعد زواجهما بستة أشهر، ولدت لهما طفلة أسمياها “سوزانا”، وأنجبت “آن” فيما بعد توأمين هما: “هامنت وجوديث”. كان ذلك في الثاني من فبراير 1585. ويرجح أنه حوالي نهاية نفس العام هجر شكسبير زوجته وأولاده. ولا توجد معلومات متوفرة عنه فيما بين عامي 1585 – 1592، حين كان ممثلاً في لندن.
العمل في المسرح..
في عام 1592 أصبح “شكسبير” ممثلا وكاتبا مسرحيا في لندن العاصمة. ويروي “دودال” في 1693 و”رو” في 1709 أنه “استقبل في المسرح كخادم في مرتبة وضيعة جداً”، وهذا أمر محتمل. ولكن كان لديه طموحا كبيرا “يتلهف على فن هذا ومقدرة ذاك، دون أن ينصرف تفكيره إلى شيء سوى الجلال والعظمة” ثم أصبح يمثل أدواراً صغيرة في بهجة وسعادة غامرة، ثم مثل دور “آدم الشفوق” في رواية “على هواك” والشبح في “هملت”، وربما صعد إلى مرتبة أعلى لأن اسمه تصدر قائمة الممثلين في رواية جونسون Everyman In His Humour 1698، أو في رواية Sejanus His Fall 1603. هو و”يوريدج” اللذان وصفا بأنهما “الممثلان المأساويان الرئيسيان”.
وفي أواخر عام 1594 أصبح مساهماً في فرقة “تشمبرلين” للممثلين. ولم يكسب أمواله بسبب كونه كاتبا مسرحيا، بل لكونه ممثلا ومساهما في فرقة مسرحية.
وفي 1591 كان يكتب الروايات، حيث حرر المخطوطات ونقحها وكيفها لعمل الفرقة. ثم انتقل من مثل هذا العمل إلى الاشتراك في التأليف، وتبدو الأجزاء الثلاثة من “هنري السادس” 1592 من مثل هذا الإنتاج المشترك.
وبعد ذلك كتب “وليم شكسبير” روايات بمعدل اثنتين لكل عام، حتى بلغت ستاً وثلاثين أو ثماني وثلاثين رواية. وبعض من رواياته الأولى كانت بدائية هزلية مليئة بالمزاح المرهق لنا الآن.
صعد “شكسبير” وتطور أدائه بالعمل الشاق والجهد. ولكن صعوده كان سريعاً. وأوحت إليه رواية مارلو “إدوارد الثاني” أن يستوحى من التاريخ الإنجليزي أفكارا لموضوعات مسرحية كثيرة، حيث قاربت رواية “ريتشارد الثاني” 1595 رواية مارلو. أما رواية “ريتشارد الثالث” 1592 فكانت بالفعل قد أصبحت في مستواها.
ووقع ” شكسبير” إلى حد ما في خطأ خلق شخص واحد من صفة واحدة. الملك الأحدب من الطموح الموصوم بالخيانة والقتل، ولكنه بين الحين والحين ارتفع بالرواية عن مستوى “مارلو” بعمق التحليل وقوة الإحساس وومضات من العبارة المشرقة. وسرعان ما أصبحت عبارة “جواد! جواد!” مملكتي مقابل جواد!”، ذائعة على كل الألسنة في لندن.
الشعر..
بداية من 1593 ألف “شكسبير” شعره القصصي وقصائد السونيت، وربما كان الطاعون الذي تسبب بإغلاق كل مسارح لندن بين 1592 – 1594، هو الذي تركه في فراغ. وفي 1593 أهدى “فينوس وأودنيس” إلى “هنري ريوتسلي أرل سوثمبتون الثالث”. وكان “لودج” قد اقتبسها من قصة “أوفيد” Metamorphoses، واقتبسها “شكسبير” عن “لودج”، وكان الأول شاباً وسيماً منغمساً في الملذات الجنسية والصيد والقنص ويبدو كثير منها غذاءا تافها عديم القيمة، ولكن في غمرة هذا الإغراء الشديد هناك قطع ذات جمال حسي مثل الأبيات من 679 – 708 مما قل أن قرأت إنجلترا مثله من قبل. وتشجع “شكسبير” بما لقيت القصيدة من استحسان عام، وبهدية من “سوثمبتون” فأصدر في 1594 The Ravyshement Of Lucrece حيث تم الإغراء باقتصاد أكبر في الشعر. وكانت هذه آخر ما أصدره بمحض اختياره.
وقد رفض نشر قصائد السونيت التي كانت أول ما ثبت مكانته الرفيعة بين شعراء عصره. وهي من الناحية الفنية أدق أعمال “شكسبير” تقريباً، وقد نهلت كثيراً من معين “بترارك” من قصائد السونيت الجمال العابر للمحبوبة وتردداتها وتقلباتها القاسية، وتثاقل خطوات الزمن الذي يضيع سدى وغير الحبيب وظمؤه القاتل، وتفاخر الشاعر بأن شعره سوف يخلد جمال الحبيبة وشهرتها إلى الأبد. بل إن هناك عبارات وألقاباً ونعوتاً منتحلة من “كوننستابل” و”دانيل”، و”واطسون” وغيرهم من شعراء السونيت الذين كانوا هم أنفسهم حلقات في سلسلة السرقات الأدبية.
ولم يفلح أحد في ترتيب قصائد السونيت في نظام قصصي ثابت، وكانت كلها عملاً طارئاً في أيام متباعدة. ويجدر بنا ألا نأخذ بكثير من الجد حبكتها الغامضة حب الشاعر لشاب يافع، وميله إلى “سيدة سمراء” في البلاط. وصدودها عنه، وترحيبها بصديق له، وظفر شاعر منافس بذاك الصديق، وسهاد “شكسبير” اليائس وتفكيره في التخلص من الحياة. ومن الجائز أن “شكسبير”، وهو يمثل في البلاط، اختلس النظرات في لهف بعيد إلى الوصيفات المحيطات بالملكة، واللائي تضمخن بعطور ذات رائحة مثملة، وارتدين ثياباً تبهر الأنظار، ولكن ليس من المرجع أنه تحدث إليهن أو حاول اقتناصهن قط.
وفي عام 1609 نشر “توماس ثورب” قصائد السونيت، وواضح أن هذا كان بدون موافقة “شكسبير”، لأن المؤلف لم يكتب فيها إهداء، ولكن ثورب نفسه صدرها بإهداء حير الأجيال: “إلى الوحيد الذي يقدر القصائد التالية، السيد و.هـ. مع كل ما بشر به شاعرنا الخالد من سعادة وخلود، مع أطيب التمنيات للمغامر الذي يبغي الخير، فيما يعتزم من ترحال”.
روميو وجوليت..
لقد جاءت قصة “روميو وجوليت” إلى إنجلترا من قصص “مازوتشيو وباندللو”. وأعاد “آرثر بروك” صياغتها في 1562 في شعر قصصي، ونقلاً عن “بروك”، وربما عن رواية أخرى أسبق في نفس الموضوع، أخرج “شكسبير” للمسرح روايته “روميو وجوليت” حوالي 1595.
وأصبح “شكسبير” يتألق في عالم المسرح، في كل عام تقريباً. ففي 7 يونيه 1594 أعدم “ردريجو لوبيز”، طبيب الملكة اليهودي، بتهمة قبول رشوة ليدس السم للملكة. ولم يكن الدليل قاطعاً، وترددت الملكة “إليزابيث” طويلاً في التصديق على حكم الإعدام، ولكن العامة في لندن أخذوا جريمته قضية مسلما بها. واشتعلت روح العداء لليهود في الحانات.
ويمكن أن يكون “شكسبير” قد تأثر بذلك أو أنه كلف بالكتابة عنه، فكتب “تاجر البندقية” في 1596، وشارك إلى حد ما مستمعيه في مشاعرهم، فأجاز أن يمثل “شيلوك” في شخصية هزلية في ثياب رثة مع أنف عريض مصطنع، ونافس “مارلو” في إبراز كراهية مقرض النقود وجشعه، ولكنه أضفى على “شيلوك” بعض الصفات المحببة التي لا بد أنها جعلت الحمقى يحزنون، ثم أنه أورد على لسانه عرضاً للقضية من أجل اليهود، بلغ من الوضوح والجرأة حداً جعل كبار النقاد ما يزالون يجادلون فيما إذا كان “شيلوك” قد صور مفترى عليه أكثر منه آثماً مذنباً. وهنا، أظهر “شكسبير” براعته في أن يؤلف صورة متناسقة الأجزاء من خيوط مختلفة من قصص جاءت من الشرق ومن إيطاليا، كما جعل “جسيكا” المرتدة متلقية مثل هذا الشعر العاطفي الرومانتيكي، كما لا يمكن أن تتصوره إلا روح ذات حساسية عالية.
الملهاة..
وانشغل “شكسبير” طوال أعوام خمسة إلى الملهاة بصفة أساسية. مثل رواية “حلم منتصف ليلة صيف” ورواية “أسمع جعجعة ولا أرى طحناً”، ورواية “الليلة الثانية عشرة”، ورواية “ترويض النمرة” هذه الروايات كلها كانت إنتاجاً لمجرد كسب المال، وإرضاء جمهور من الدرجة الثالثة، ووسائل لإبقاء القطيع داخل الحظيرة، وإبقاء الذئب بعيداً عن الباب. ولكن في 1597 – 1598 كتب “هنري الرابع” واستعاد “شكسبير مكانه في القمة، وجمع بين المهرجين والأمراء “فولستاف وبستول، هتسبير والأمير هال” في نجاح هائل.
وأعجب جمهور لندن باستخدام “شكسبير” تاريخ الملوك على هذا النحو، مزخرفاً بالأوغاد، والعاهرات. وتابع “شكسبير” العمل فأخرج “هنري الخامس” 1599، يهز بها مشاعر الجماهير ويسليهم في وقت معاً، ثرثرة “فولستاف” الذي يعاني سكرات الموت: “أيتها المروج الخضر”، ويثيرهم بجعجعة “أجنكورت”، ويبهجهم بمغازلة الملك الذي لا يقهر للأميرة “كيت” بلغتين. وإذا اعتقدنا في صحة كلام “رو”، فإن الملكة لم تكن ترتضي الراحة ل”فولستاف” وأمرت مؤلف الرواية أن يحييه ويعرضه في مشهد عشق وغرام. ويضيف “جون دنيس” في 1802، وهو يروي نفس القصة، أن الملكة “إليزابيث” رغبت في أن تتم المعجزة في مدى أسبوعين. وإذا كان كل هذا صحيحاً، فإن رواية “الزوجات المرحات في وندسور” كانت عملاً مدهشاً من أعمال البراعة والقوة، لأنها برغم كونها صاخبة لأنها حافلة بالخشونة والعنف متخمة بالتوريات، ففيها “فولستاف” في ذروة نشاطه وحيويته، حتى ألقى به إلى نهر في سلة غسيل. وقيل لنا إن الملكة كانت مسرورة.
أواخر حياته..
تقاعد “شكسبير” وهو في التاسعة والأربعون، أي حوالي عام 1613 في “ستراتفورد”.
عاش “شكسبير” أعوامه الأخيرة مع أصدقائه، عيشة وادعة منعزلة. كان لديه من الثروة ما يكفي لحياة كريمة، ويقال أنه قضى بعض السنوات، قبل موته، في مسقط رأسه “ستراتفورد” ويروي “نيكولاس رو” عنه: “إن ظرافته الممتعة، وطيبته قد شغلتاه بالمعارف، وخولتاه مصادقة أعيان المنطقة المجاورة”.
وجدت معلومات قليلة عن حياة شكسبير الخاصة، مما ساهم في ظهور استنتاجات كثيرة حول عدة تفاصيل تخصه مثل شكله الجسدي وحياته الجنسية ومعتقداته الدينية، وعن الأعمال المنسوبة إليه وهل كتبها آخرون أم لا. وتنتقد تلك الاستنتاجات.
لقد مات “شكسبير” كما عاش، ولم يشيعه إلا أسرته وأصدقاؤه المقربون، ولم يهتم به الكتاب المسرحيون الآخرون إلا قليلا، ولم تظهر الاهتمامات الأولى بسيرة “شكسبير” إلا بعد نصف قرن، ولم يكلّف أي باحث أو ناقد نفسه عناء دراسة “شكسبير” مع أي من أصدقائه أو معاصريه. مات “شكسبير” بسبب حمى تيفية، عام 1625 وقرع جرس موته في كنيسة “ستراتفورد” في 23 نيسان، في اليوم الذي ولد فيه قبل 53 سنة، وقيل إنه دفن على عمق 17 قدماً، وهذه الحفرة تبدو عميقة بالفعل، وقد تكون حُفرت مخافة عدوى التيفوس، وربما “شكسبير” هو من كتب على شاهد القبر: “أيها الصديق الطيب، كرمى ليسوع لا تحفر هذا التراب المسّور ههنا مبارك من تحفظ هذه الأحجار وملعون من يحرك عظامي”. لقد أعطى العالم أعماله، وصداقته الطيبة، ولكنه لم يعطه جثمانه أو اسمه. حمل المشيعون باقات من إكليل الجبل أو الغار، وألقوها على القبر الذي يزوره إلى يومنا هذا آلاف المعجبين.
كتب “شكسبير” أغلب أعماله المشهورة في الفترة ما بين 1589 – 1613. وكانت مسرحياته الأولى تدور عن الكوميديا والتاريخ، وقد اعتبرت من أعظم الأعمال التي أنتجت في هذا النوع من الكتابة. بعد ذلك قام بالكتابة في مجال المسرح التراجيدي بشكل أساسي حتى عام 1608، من أهمها: (هاملت وعطيل والملك لير وماكبث).
في أواخر عمره كتب المآسي الكوميدية “الكوميديا التراجيدية” والتي تعرف أيضا “بالرومانسيات”، وقد تعاون أيضاً مع كتاب مسرحيين آخرين.
نشر الكثير من مسرحياته في طبعات وإصدارات مختلفة الجودة والدقة طوال حياته. وفي عام 1623، نشر اثنان من زملائه الممثلين وهما “جون همينجز وهنري كونديل”، نصاً معروفاً باسم “المطوية الأولى” وهو إصدار لمجموعة من أعمال شكسبير الدرامية التي تم جمعت بعد وفاته، وتضمنت معظم المسرحيات التي نعرفها له الآن، وقد تم نشر هذا المجلد مرفق معه قصيدة كتبها “بن جونسون”، حيث أشاد بصرامة “شكسبير” في مقولة مشهورة له الآن وهي “ليس لهذا العصر، ولكن لكل العصور”.
تم التعديل على أعمال “شكسبير” بشكل مستمر طوال القرن العشرين والحادي والعشرين، وإعادة اكتشاف أعماله من خلال حركات جديدة في الدراسة والأداء، وما تزال مسرحياته وثقافته تحظى بشعبية كبيرة، ويتم دراستها وأداءها باستمرار وإعادة تفسيرها في سياقات ثقافية وسياسية متنوعة في جميع أنحاء العالم.
نتاجه المسرحي..
يمكن تقسيم نتاج “شكسبير” المسرحي إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي: المأساة والملهاة والمسرحيات التاريخية، كما كتب عددًا من المسرحيات التي يصعب إدراجها ضمن هذه التصنيفات المألوفة، واعتاد النقاد إطلاق صفة «المسرحية الرومنسية» أو «التراجيكوميدية» عليها. ومن الممكن، تقسيم نتاجه إلى أربع مراحل، مع أن تاريخ كتابته للمسرحيات غير معروف بصورة مؤكدة. تمتد المرحلة الأولى من بداياته وحتى عام 1594، والثانية من 1594 ـ 1600، والثالثة من 1600 ـ 1608، والأخيرة من 1608 ـ 1612. وهذه التقسيمات تقريبية وضعها مؤرخو المسرح ونقاده لمتابعة تطور حياته الأدبية ضمن إطار واضح. تقع المرحلتان الأولى والثانية ضمن مرحلة المسرح الإليزابيثي Elizabethan Theatre نسبة إلى الملكة إليزابيث الأولى، أما المرحلتان الثالثة والرابعة فتقعان ضمن مرحلة المسرح اليعقوبي نسبة إلى جيمس “يعقوب” الأول ملك إنجلترا الذي تولى العرش في 1603.