“الكاظمي” ينسف الانتخابات بمواجهة مع “الحشد الشعبي” .. “خراسان” الإيرانية تقرأ صيف العراق الساخن !

“الكاظمي” ينسف الانتخابات بمواجهة مع “الحشد الشعبي” .. “خراسان” الإيرانية تقرأ صيف العراق الساخن !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بدأ منذ بعض الوقت صيف العراقيين الحار والأطول من أي مكان آخر. ولقد اعتاد العراقيون، في السنوات الأخيرة، أن تحمل هذه الفترة الكثير من الحوادث المهمة، والتي تشتعل بشكل أساس في المجتمع، يُحرق الأخضر واليابس، ثم يهدأ، لكن لا ينطفيء، ثم يزداد التهابًا مجددًا مع شرارات المواسم الصيفية الأخرى الحارة.

وقد أفضت الأحداث الأخيرة، في “العراق”، ومنها الشائعات؛ عن تأجيل الانتخابات، وتجدد المظاهرات في شوارع وميادين “بغداد” والجنوب، وإراقة دماء بعض المتظاهرين، وكذلك اعتقال المخابرات أحد قيادات (الحشد الشعبي)، إلى اندلاع مواجهات خطيرة بين جزء من هيكل الحشد والحكومة، قبيل أربعة أشهر على الانتخابات البرلمانية، على نحو يعكس حجم خصوصية الوضع الراهن في “العراق”. بحسب صحيفة (خراسان) الإيرانية الأصولية المتشددة.

“الكاظمي” وصناعة أزمة..

ويبدو أن حادث اعتقال “قاسم مصلح”، القائد الأعلى لـ (الحشد الشعبي) في محافظة “الأنبار”، وانتشار الكثير من الأخبار المتناقضة بخصوص الاتهامات الموجهة إليه، (بداية من قتل ناشط مدني في كربلاء، وحتى الهجوم على قاعدة عين الأسد، وكذلك الممانعة دون انتقال قافلة عسكرية أميركية من سوريا إلى الأنبار)، من جملة العمليات التي قد تُسفر، من وجهة نظر أصحابها، (ولو كانت ذات سند قانوني وحكم قضائي)، عن إشتعال جذوة الصراع في “العراق”، وبالتالي تأجيل الانتخابات بشكل أساس، حتى تحقيق النتائج المرغوبة.

وفشل رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، في تحقيق الخدمات والرفاهية للمجتمع الغاضب؛ والذي كان قد خرج بعضه إلى الشوارع والميادين على نحو غير مسبوق، في تشرين أول/أكتوبر 2019م، يزيد من صعوبة وضع، “الكاظمي”، وتياره المقرب في الانتخابات، لاسيما مع ارتفاع مستوى الأمل والتوقعات بصعوده إلى السلطة، ويرفع نسبيًا من حظوظ المنافسين، وبخاصة التيارات السياسية المناصرة لـ (الحشد الشعبي).

والشائعات الأخطر هذه الفترة، بخصوص تأجيل الانتخابات، تثبت بشكل واضح أن التيار السياسي المطالب بالتأجيل هو الداعم بشكل عام، لـ”الكاظمي”، بسبب أن إجراء الانتخابات في ضوء الأوضاع الراهنة لا يخدم أهدافهم، علاوة على ذلك فقد فشلت، (حتى الآن)، الأهداف المرسومة والمتعلقة بالفصائل شبه النظامية و(الحشد الشعبي) في تلبية الطموحات وتحقيق الغرض منها.

وعليه يبدو أن توريط (الحشد الشعبي) بأزمة جديدة، في ظل هذه الأجواء والظروف قد يخلق لـ”الكاظمي”؛ الوضع الذي يريد ويدفع أحزابه وأنصاره الأجانب إلى إعلان حالة الطواريء في البلاد؛ بغرض تأجيل الانتخابات.

المطلب الأميركي من “الكاظمي”..

وبالنسبة لـ”الولايات المتحدة الأميركية”، فإن رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، هو أفضل فرصة لإضعاف التيارات شبه العسكرية، (المعروفة باسم فصائل المقاومة)، و(الحشد الشعبي).

وتعارض “الكاظمي” المستمر، مع المقاومة، منذ البداية، هو مؤشر على وجود مثل هذا المخطط، والذي اتخذ أشكالًا مختلفة؛ مثل مهاجمة مقرات هذه الفصائل، واعتقال أعضاءها وقياداتها، وتنفيذ عمليات نفسية في الفضاء الإعلامي.

وفي المقابل؛ تشن هذه التيارات ووسائها الإعلامية، هجومًا على شخص رئيس الوزراء، يُضاف إلى هذا التعارض والاختلاف، إلا أن أحد أهداف “الكاظمي” الأساسية، خلال فترة رئاسته الوزراء، والتي كان من المقرر أن تكون عامًا واحدًا، هو إضعاف (الحشد الشعبي) والفصائل وإفشالها في الانتخابات المقبلة، للحد من النفوذ السياسي والميداني الإيراني في “العراق”، وتخفيف الضغوط على “واشنطن”، فيما يخص موضوع سحب قواتها العسكرية من “العراق”، المثير للجدل.

والواقع أن (الحشد الشعبي) وفصائل المقاومة تواجه مسارًا صعبًا، وسكوتهم إزاء عمليات وتصريحات رئيس الوزراء العراقي سوف يزيد من هجماته عليهم وحشد الشارع ضدهم؛ على غرار ما حدث بعد اعتقال، “قاسم مصلح”، وتقديمهم للرأي العام كمتمردين وخارجين على القانون.

لذلك فالأجواء الراهنة تحمل الكثير من الحوادث للمقاومة. لكن يصعب على حكومة “الكاظمي”، التي تعتمد على “واشنطن” في مسألة إضعاف (الحشد الشعبي) وعدد من الفصائل والتيارات السياسية وحتى المذهبية الشيعية، الدخول في العملية الانتخابية في ظل هذه الأجواء، حيث مازال بمقدور الحشد إثبات وجوده في سياقات ثلاث؛ هي: المجتمع الشيعي، والميدان، والسياسة.

وقد بدأت عملية إضعاف المقاومة في كل من السياقات الثلاث بشكل خطير، أيار/مايو الجاري، لكن الفشل في تحقيق النتائج المرغوبة قد يؤثر على إجراء الانتخابات، ويضع “العراق” في مواجهة أجواء جديدة تموج بالصراعات السياسية والأمنية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة