خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
جاهد الشعر الفارسي، في العقود الماضية، إلى إبتداع ساحة جديدة في الحوزة الشعرية باختبار أساليب جديدة أحيانًا أو معالجة موضوعات جديدة أحيانًا أخرى.
في غضون ذلك؛ تختلف السنوات العشر الماضية عن العقود السابقة، حيث انتشرت أجواء الفضاء الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي، بشكل ترك بالغ الأثر لا يمكن إنكاره على الشعر واللغة الفارسية.
والصلة بين الشعر؛ بسوابقه الطويلة مع التكنولوجيا التي هي ظاهرة جديدة وحديثة؛ يُثر في حد ذاته التأمل. فالصلات كأي رابطة حديثة السن يعتريها الخطأ والإنزلاق. بحسب صحيفة (صبح آمروز) الإيرانية.
تراكم الأدعياء ..
ساعم اتساع الفضاء الإلكتروني من جهة، وظهور الطباعة الرقمية وسهولة النشر من جهة أخرى، في إطلاق اسم: “تراكم الأدعياء”؛ على السنوات العشر الماضية.
فلو لم يكن نشر الكتب الشعرية سهلًا وميسورًا، في العقود الماضية، بسبب ضرورة الحصول على ختم صلاحية من أحد الأساتذة، فإن السنوات العشر الماضية؛ ساهمت في سهولة الموضوع على الكتّاب الجدد والطموحين في مجال كتابة الأشعار.
ونشر الكتب المتهددة؛ وإن كان للوهلة الأولى مسألة محمودة، لكن بنظرة بسيطة على المطبوعات الشعرية سوف نلتفت لاشتراك المحتوى واللغة، وقلما أمكن العثور على كلمات جديدة ومشكلات كبرى مخبوءة بين الكلمات، خلال السنوات العشر الماضية.
وفرة الشباب في المجال الشعري..
مما لا شك فيه أن وفرة أعداد الشباب في الساحة الشعرية، في السنوات العشر الأخيرة، من جملة الأحداث الإيجابية لتلكم الفترة.
والتصنيف الثنائي للقوالب الشعرية، (بسيطة ومعقدة)، سبب التباس في فهم ما قد كان يحدث، والمواجهة الصبيانية بين البساطة والتعقيد دون الخوض فيما يمنح الشعر معناه؛ بلغ مرحلة أبعد من هذه التصنيفات.
في غضون ذلك، سكتت هناك الأصوات الصغيرة التي كانت تحمل أفكارًا جديدة في الشعر الرائد، في همسات إثبات حقبة السبيعينيات وحياد حقبة الثمانينيات.
ورحب الخبراء من الشعراء بتنظير السنوات العشر الماضية، وفي غضون ذلك، مال الشعراء إلى إنشاء نصوص تعتمد الإلغاء واللغة وضاعوا بين تداخل جميع الأفكار النظرية والترجمة النصية باستخدام متون علم اللغة والفلسفة، اللهم إلا من بعض النظريات الأصلية التي كانت تكتمل وفق التغييرات الشعرية المنطقية.
والأعمال التي أبتعدت عن الخيال الشعري، وجب تقديمها بمسميات غير الشعر والنثر الأدبي، ولكن تم التلاعب بالمهتمين بالأدب تحت وطأة دعاية المهتمين بخصائص الشعر العميق وغير التقليدي.
وفيما يلي نناقش مع الكاتب والنقاد الأدبي، “حسين سيدي”، أسباب ضعف أشعار السنوات العشر الماضية.
استخدام الاستعارات الأدبية في أعمال المتقدمين الفاخرة..
يقول مدير سينمار (أرادت) الإلكتروني: “مقارنة الشعر المعاصر مع أشعار المتقدمين ينتهي بنا إلى نتيجة استخدام المتقدمين للاستعارات الأدبية بشكل أكبر”.
وتعليقًا على تغيير الأسلوب الشعري، في السنوات العشر الأخيرة، أضاف: “الاستفادة من الاستعارات الأدبية المتعددة في أشعار المتقدمين ترك أعمال أدبية فاخرة”.
ووصف تدني مستوى الذائقة الشعبية في اختيار الأعمال الشعرية: بـ”الكارثي”، وأوضح: “الناس في الماضي كانت تستمتع بالأشعار التي تموج بالمضامين للشعراء، أمثال: صائب التبريزي، لكن حاليًا تحظى أغاني الراب الخالية من المضمون والوزن والقافية بقبول أكبر بين العوام”.
أحوال الشعر والشعراء غير جيدة..
استمرار هذا الوضع أفضى إلى أجواء مؤسفة بالنسبة للشعر والشعراء، لأنه في بعض الأحيان وبالنظر إلى عدم التناسب بين الإنتاج والطلب، تبقى الأعمال الأدبية الفاخرة قيد الإدراج؛ بينما يتقبل الناس على الأشعار الجديدة الخالية من المضمون.
والواقع إن تغيير الذائقة الشعبية والإقبال على الأشعار الفارغة؛ هي آفة الحوزة الشعرية، ويتعين على المثقفين الإجابة على أسباب تغير الذائقة الشعبية إلى هذا الحد.. وربما تحظى أشعار الأستاذ “شكوهي”، وغيره من الشعراء المعروفين؛ بالإقبال، لكن الشعر يحتضر في الوقت الراهن.