تسعى بعض الأطراف الدولية ، وبمساعدة عناصر محلية ، الى توسيع نطاق المعركة ضد الأرهاب وتأطيرها في صراع اقليمي بأبعاد طائفية وقومية .
اشارات صريحة لتدخل عربي بإدعاء نجدة العرب السنة ، تقابلها تحذيرات بتدخل مقابل لحماية شيعة العراق ، وكل طرف يضع في حساباته جعل العراق ميدانا للحرب وتصفية الحسابات ، في نمط لمايحدث في لبنان وسوريا .
العراق يخوض الحرب ضد الأرهاب من عشر سنوات ، وقبله خاض شعبه حربا ضد الحصار والمقاطعة والحرمان ، وفي استعادة لحرب الثماني سنوات التي خاضها كل من العراق وايران بالإنابة عن الدول الكبرى وتدمير طاقات وامكانات الدولتين ، فأننا لانتحدث عن نظرية المؤامرة ، وانما هي قراءة لحاجة الدول الكبرى في استحكام السيطرة على منابع الغاز والنفط .
انهاك الدول المتحاربة وحاجتها الى دور هذه الدول في التسليح والدعم السياسي والموقف الدولي كما افضت الأحداث في سوريا ، تشدد من دور المحاور الدولية وحضور الدول الكبرى .
الحذر الآن ان ينسحب العراق الى السقوط في مجرى الحرب الأقليمية التي تخطط لها دول الجوار بإيعازات وضمانات دولية كبرى .
اتخاذ المعركة ضد الأرهاب في الرمادي غطاءا وذريعة لحماية السنة او الشيعة ،وتهيئة الأجواء نفسيا ولوجستيا لهذا المشروع التدميري .
ان الضحية الأولى في هذه الحرب ان حصلت ستكون مدينة الأنبار واهلها ، واذ تنتعش ثروات تجارة الحرب والموت ، فأن الخاسر الأكبر سيكون من حصة شعب العراق الذي اثقلته الحروب واستنزفه الفساد والإحتلال .
الخلاص من فخاخ الحرب يستدعي وعيا سياسيا نافذا للساسة العراقيين واصحاب القرار ، وكذلك في التعقل واستقراء الأحداث واتجاهاتها ووضع استراتيجيات تقوم على التهدئة و المصالحة وحسابات المصالح الوطنية العليا ، والأبتعاد عن القطبيات الطائفية .
الصراع الدائر الآن في الأنبار ينبغي ان يخضع لأستحكامات الحل السريع ليس عبر وسائل الدمار وقصف الطائرات ، وانما من خلال ادراك ابنائها لأهمية الحوار في تجاوز الخلاف ومنطق الثأر والتزام مبادئ المواطنة وطرد المتطرفين .
الحذر الحذر من كمائن الحرب التي تزرعها دول الجوار وتحاول ان تجعل من ارض العراق ساحة حرب طائفية .
[email protected]