اثارت قضية قيام قوة امنية خاصة في بغداد باعتقال القيادي في الحشد الشعبي الحاج قاسم مصلح قائد عمليات الانبار للحشد الشعبي مع عدد من حرسه الخاص اضطرابات داخل المنطقة الخضراء أدت الى اغلاقها ، اضافة إلى تحركات واجتماعات واتصالات لقيادات الحشد الشعبي أدت بعد جهود حثيثة الى إطلاق سراحه حسب بعض المصادر ، بيد أن الأمر المثير للاهتمام أن الاعتقال جاء اثر منع القائد مصلح دخول ارتال من القوات الأمريكية قادمة من الاراضي السورية إلى الاراضي العراقية بطريقة غير رسمية .
ويعد قاسم مصلح من القيادات الحشدية المقربة للقائدين الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس.
ووفق مصدر مطلع فان القوة الامنية الخاصة اعتقلت القائد في الحشد الشعبي قاسم مصلح في منطقة الدورة في بفداد مع عدد من أفراد حرسه الخاص والقوة كانت تابعة الى الفريق أحمد أبو رغيف وكيل شؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية وان عملية الاعتقال تمت بامر من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي شخصيا ٫ وحسب مصادر مطلعة فان القيادي في الحشد الشعبي امر حراسه بعدم التعرض للقوة الامنية ووافق طوعا على ان يترجل من عربته ويمضي معها .
والجدير بالذكر ان القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح يعد من القيادات التي اولت مطاردة فلول داعش ومداهمة اوكارهم في الصحراء الغربية اهمية كبيرة ويعد العدو الاول لداعش في منطقة الانبار ٫ كما ان القوات الامريكية اوصت اكثر من مرة اصدقائها في الحكومة العراقية بنقله من موقعه القيادي وذلك لدوره الكبير في تامين مناطق مهمة من الحدود العراقية السورية ولمعارضته القوية لانتهاكات القوات الامريكية لسيادة العراق ورفضه وادانته لطلعات الطائرات المسيرة فوق مقرات الجيش والحشد الشعبي في الانبار .
ويعتبر قاسم مصلح من القيادات العسكرية الفذة التي ساهمت في تحرير غرب الموصل وشارك في عمليات تحرير عكاشات والقائم وتحرير قاعدة H3 وله دور في مواجهة الجماعات الارهابية في طرفي الحدود العراقية _ السورية سواء عندما كان قائدا للواء الطفوف التابع للعتبة الحسينية او خلال تسلمه لقيادة عمليات الانبار للحشد الشعبي.
وقبل فترة تسربت معلومات عن مركز كارنيغي للشرق الأوسط وهو مركز بحثي معتبر لدى منظري السياسة الأمريكية ، اشار فيه إلى لواء الطفوف المنتشر في الانبار وقرب الحدود مع سورية مؤكدا ارتباطه بالمقامات الدينية في كربلاء ، وانه يتكون من مقاتلين عقائديين ، كما اشار إلى أنه يشكل قاعدة اساسية لمسك الارض على الحدود من سورية ، ويؤثر على تواصل القوات الأمريكية في العراق وسورية ، مما يقتضي حسب التقرير التخلص من قيادات هذا اللواء المؤثرة .
واعتقد أن ماورد في التقرير يعطي انطباعا واضحا على وجود عدم ارتياح أمريكي لمكانة ودور قاسم مصلح وأن هناك ايعازات بضرورة التخلص منه ولو عبر تلفيق تهم معينة ليلحق بالقيادات السابقة التي تم التخلص منها ، كالحاج ابي علي البصري ، وهي سياسية تدريجية تهدف الى انهاء تاثير ودور الحشد الشعبي، واقصائه عن المشهد العراقي ، واهم محطات هذا التحرك هو ماجرى للحشد في البصرة مؤخرا وتقييد تحركاته ،وتفتيش عجلاته ، ومراقبة تنقلاته .
اما السؤال المهم هو لماذا قاسم مصلح بالذات ولماذا توقيت الاعتقال في هذا الوقت تحديدا ، وهل المطلوب جس نبض الحشد والمرجعية والشارع العراقي ، تساؤلات عديدة مطروحة يمكن من خلالها قراءة المشهد السياسي والامني العراقي القادم …
بلاشك الاعتقال تزامن مع انتصار المقاومة الفلسطينية التي وجدت تجاوبا شعبيا وحشديا معها خصوصا في العراق ، لذلك هناك توجهات استراتيجية صهيو _ أمريكية تهدف الى أضعاف قوى المقاومة عبر تقطيع تواصل ارتباطاتها الجغرافية كما هي الحدود العراقية السورية ، كما أنه يهدف الى تنغيص الفرحة بانتصار المقاومة وتسريب اليأس والاحباط عبر تلك الاثارات والتحركات المشبوهة .
هناك إقتراب الإنتخابات التشريعية العراقية ، حيث تصاعدت أصوات بضرورة تأجيلها لشهرين آخرين أو لاجل غير معلوم بعد أن شعرت بعض الجهات بأنها فقدت وهجها الشعبي بسبب انكشاف زيف دفاعها عن الشرائح الهشة وانها المسؤولة عن ارتفاع سعر الدولار مما أدى إلى اشتعال الأسعار في العراق على حساب الفقراء ، لذلك لجأت هذه الجهات إلى أمرين تعتقد انه من خلالها التوصل إلى تأجيل الانتخابات وإلى اعلان حكومة طوارىء وهما تفعيل التظاهرات والتحرش بالحشد الشعبي ، ويبدو أن العمل عبر هذين المسارين قد بدأ وان الأيام القادمة حبلى بالمزيد من المسارات الأخرى.
كما أن توقيت الاعتقال يتزامن مع دعوات غير خجولة للتطبيع مع العدو الصهيوني ومنها ماسمعناه مؤخرا من سعد البزاز ومن تغريدات لزعامات شيعية وسنية معتبرة تتماهى مع الدعوات لاتفاقيات أبراهام.
وبرأي المراقبين انه اذا ماسمح باعتقال قاسم مصلح ومن ثم اعفائه أو تلفيق تهم ضده فإن معنى ذلك أن العراق ذاهب لنسخة صدامية جديدة لاترعوي وان الاحزاب الشيعية والسياسيين سيكونون في مرمى هذه الديكتاتورية الجديدة التي سيكون الشعب العراقي ضحيتها من جديد …