بالرغم من أن جل ( إن لم نقل كل ) العراقيين باتوا مؤمنين بقدرات السياسيين العراقيين الجدد على التمثيل والضحك على أذقانالمساكين من أبناء الشعب الجريح المظلوم … إلا إن الفنان يوسف العاني يبقى– وبالتأكيد – أكثر قدرة على إقناع الرأي العام والجمهور العراقي بل والعربي بقدرته وموهبته التمثيلية الصادقة !!! … فهو يمثل علما– له جذور – في أروقة الفن العراقي الحديث في العقود السابقة ( إختلفنا معه أم لم نختلف ) … خاصة وقد تميز بالشخصية الشاملة التي تجمع– وباحترافية – بين التمثيل والتأليف … مثلما جمعت وبذات الإحترافية بين المسرح والتلفزيون والسينما … ومن لا يتذكر سعيد أفندي فهو بالتأكيد يتذكر عبود يغني أو الملا عبود الكرخي … ومن لم يدرك مسرحية الخرابة فهو بالتأكيد قد أدرك مسرحية النخلة والجيران أومسرحية حرم صاحب المعالي … ويكفي العاني أنه من مؤسسي فرقة الفن الحديث العراقية المسرحية التي طالما جمعت العراقيين من مختلف مشاربهم حول فنه وأدبه … كما يكفي عارا من أسس من بعد الإحتلال فرقة الفتن الحديثةالتي سعت إلى بث الفرقة بين العراقيين وتدمير نسيجهم الإجتماعي .
ومما لا يُنكر أن العاني كان أكثر صدقا بتجسيده لأدواره التمثيلية … وأكثر إبداعافي تأليفاته المسرحية أو التلفزيونية … ممن كانوا يضحكون علينا قبيل كل إنتخابات أوتبريرا بُعيد كل إخفاقات !!! … ولكنه ومن باب الأمانة لم يكن عصاميا مثل الحكومات العراقية الجاثمة على صدور المساكين من أبناء الشعب المظلوم !!! …فبينما أبكانا العاني بصدق وأضحكنا بذات الصدق … سارت الحكومة على نهج واحد ( ثابت !!! ) تجاه شعبها التي تحرص على تلبية إحتياجاته … وقد جعلت من البكاء والحسرات والتقرحات والحزن ديدن العراقيين الوحيد … ليلهم ونهارهم … صبحهم ومساؤهم !!! … طبعا إما من باب ترقيق القلوب وغسلها من المكدرات !!! … أو من باب حرصها على الخير المحظ للعراقيين بالسير خلف من يبكيهم لا خلف من يضحكهم !!! .
لقد شهدنا في فترتين متباينتين … نزيفان متباينان … ومن مكانين مختلفين !!!… النزيف الأول كان من مؤخرة خالد العطية ( أجلكم الله ) … صرفت عليه الدولة العراقية مبلغ 58 مليون دينار … ( نفاها العطية من باب الأمانة وقال إنها فقط 48 مليون دينار ) … إستطاعت ومن خلاله إيقاف هذا النزيف الدامي وبفضل الله … ( بينما تسعى ذات الحكومة وبذات الحكمة لإيقاف نزيف الدم العراقي بتطبيق نفس التجربة !!! ) … والنزيف الثاني يعاني منه العاني في معدته منذ أيام … وبالرغم من خطورة الوضع الصحي للعاني والذي أكده الأطباء في مستشفى الراهبات في بغداد … إلا أن الوضع الصحي ( البواسيري ) للعطية كان أخطرا بكثير حسب ما نص عليه روح الدستور العراقي ( الذي لا يدرك معناه إلا من من تتلمذ على يد من خلع الشاه!!! ) … وقد وضّح العطية وباسهابخطورة العملية لقناة العراقية … من خلال شرح علمي وافي … وربط تخصصي بين البواسير وجراحة الجملة العصبية !!! .
والذي حفزني لكتابة هذاالرجاء للحكومة العراقية بالإسراع لعلاج يوسف العاني في الخارج أسوة بالعطية … هي الكلمات الرصينة والواثقة… التي نطق بها العطية وهو يجلس على كرسي اللقاء في قناة العراقيةجلسة مستقرة … متزنة !!! …إن دلت على شيء فانها تدل على نجاح العملية التي أجراها !!!! … والحمد لله ) … عندما قال : إن إجراء مثل هذه العملية في خارج العراق وبالمستشفيات العالمية هو ليس خصوصية له فقط … وإنما هو حق لكل العراقيين !!!… فالقانون يسمح لهم بذلك … من هنا أتمنى أن يكون يوسف العاني من العراقيين الذين سينالهم هذا الخير في القانون العراقي .