17 نوفمبر، 2024 6:52 م
Search
Close this search box.

المشهد العراقي بين الحكومة والشعب

المشهد العراقي بين الحكومة والشعب

أن صورة المشهد العراقي بين الحكومة والشعب، ومع الأسف مثيرة للحزن والألم والشفقة وبنفس الوقت مثير للسخرية من الأقدار، التي قلبت الكثير من الموازين وأبسط قوانين الحياة الصحيحة والطبيعية راسا على عقب بالعراق! ، فقد لعبت الأقدار والحظوظ والصدف كثيرا في ما آلت اليه الأمور في رسم صورة المشهد العراقي الذي تغطيه هالة كبيرة من السواد والحزن0 الحقيقة المؤلمة هو أن العراق وعلى مر تاريخه الحديث والقديم حتى، لم يشهد علاقة سيئة بين الحكومة والشعب كما التي شهدها مع حكومات ما بعد الأحتلال الأمريكي البغيض للعراق عام 2003! فلم تكن الحكومات على مستوى الأمل والطموح0 ولم تكن علاقتها مع الشعب علاقة حكومة تريد أن تبني وتعمر وتطور، كما هو المفترض والمتوقع والمأمول، بل أتسمت العلاقة ومع كل أسف بروح الأنتقام من أي شيء ومن كل شيء!، فصارت العلاقة وكأنها علاقة قاتل بمقتول وسارق ومسروق وظالم ومظلوم!، ومن الطبيعي أن الحكومة التي تؤسس علاقتها مع الشعب على هذه الصورة، والتي جعلت من الفساد بكل أنواعه وصوره عنوان كبير لثقافة وحياة المجتمع، ستجلب للوطن والشعب الكثير من الكوارث والخراب والدمار، وهذا ما حدث من بعد 2003 ولحد الان!، ونتيجة لذلك فقدت هذه الحكومات هيبتها وكرامتها وشخصيتها وثقتها أمام الشعب!0 كما لم يعد خافيا على أحد بل أن العالم كله يعرف! بأن كل الحكومات التي عينت ونصبت! لحكم العراق من بعد 2003 عملت من أجل مصالحها ومصالح أحزابها0فالأحزاب وسياسييها هم من يتكلمون بذلك ويفضحون ويتهمون بعضهم البعض!، فلا يمر يوم ألا ونسمع ونرى نائب على هذه الفضائية أو نائبة بتلك الفضائية يتكلمون على الفساد والمفسدين، ويكفي ما سمعه العالم أجمع من ( السيد مشعان الجبوري والشيخ صباح الكناني والسيد كريم النوري) عن فضائح الفساد الرهيبة0 الشيء الأكثر ألما هو أن الفساد لم يعد عيبا!، وتلك أكبر كارثة تضرب المجتمع أنسانيا وأخلاقيا، والشيء المخيف هو أن رقعة الفساد والمفسدين تكبر يوم بعد يوم لتشمل كل مفاصل ومفردات الحياة اليومية للعراقيين0 فالحكومات أغتنت على حساب فقر وجوع الشعب بشكل فاق كل التصورات بعد أن وضعت مصالحها الشخصية ومصالح أحزابها أولا وثانيا وثالثا وأخيرا ، حيث لاتوجد أي مصلحة للشعب والوطن في قاموسها السياسي وفي أجندة حكمها، وهي بذلك قد أجرمت بحق نفسها وبحق الشعب والوطن بعد أن صمت آذانها عن سماع أنين الفقراء والجياع وحسرات الأمهات والأرامل والأيتام وأغمضت عينها عن رؤية مناظر الخراب والدمار والأهمال التي سببتها للشعب، هذه بعض من صورة الطبقة الحاكمة التي تمتلك المال والسلاح والأعلام والقوة وكذلك الدعم الخارجي! والتي يعرفها ليس العراقيين حسب بل العالم أجمع0 تقابل هذه الصورة، صورة الشعب يكل أطيافه وملله ونحله الذي تمزق نسيجه الأجتماعي وأنهكته الحاجة والفقر والعوز والذل والمرض، كما أنهكه كثرة التفكير والقلق والهواجس من قادم الأيام، وأرعبته صور الموت بأشكاله المختلفة وأصابه الملل من طول الأنتظار وكثرة الدعاء من الله عز وعلا، عسى ان تنفرج الأمور بعض الشيء، فلا هناك من يسمع ألمه ووجعه، فقط هو نفسه من يسمع صدى ذلك!، وبالتالي لم تعد فيه مقاومة للتحمل بعد 4 عقود من الضيم والألم وتكرار وأجترار المصائب، حيث لا زالت جراحاته تنزف لحد الآن0 وصار على يقين تام بأن لا مستقبل له مع الحكومة، ولا ينتظر منها أي شيء، بعد أن سلبت أرادته وكرامته أمام رغيف الخبز! وعليه أن يكيف نفسه وحياته ومعيشته مع كل هذه الفوضى التي يعيشها العراق وأن لم يستطع فليمت كمدا!0وبأختصار يمكننا القول بأن الحكومات التي توالت على حكم العراق حولت العراق الى سوق لبيع كل شيء بدأ من الأنسان والوطن وأنتهاء الى أصغر حجر وشجر!0 نأتي الى المفصل المهم في مقالنا، وهو أن كل وجوه الطبقة الحاكمة بدأ منذ 2003 ولحد الآن، ينامون مرتاحي البال والضمير!، عكس ما يتصور جياع الشعب وفقراءه والمظلومين، فالطبقة الحاكمة لديها فلسفتها الخاصة وفهمها للأيمان بالله؟! فهم متيقنون أو هكذا أقنعوا أنفسهم، بأن الله سيغفر لهم كل ذنوبهم مع الشعب، بنص الآية 48 من سورة النساء ( أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر دون ذلك لمن يشاء)!، فماداموا هم غير مشركين بالله ، وما دامت هناك رحمة الله وعفوه وغفرانه للذنوب فلماذا الخوف والقلق والتردد ومحاسبة الضمير؟، وما الذي يمنعهم من الأستمرار فيما هم عليه والذي بدأوه منذ 2003 ولحد الآن؟0 هذا أضافة لأيات القرأن الكثيرة المليئة بالغفران للذنوب التي وحسب فهمهم تشجعهم على الأستمرار بكل فسادهم!0كما ويعتقدون جازمين، بأن زيارة واحدة للحج أو العمرة في كل سنة كافية لمحوا ذنوب سنة كاملة من الفسق والفجور والنهب والسرقة!، هذا ناهيك عن التبرك بزيارة الأئمة الأطهار من آل بيت الرسول والرجال الصالحين عليهم جميع أفضل السلام التي يرونها كافية أن تغفر لهم كل ذنوبهم وخطاياهم!0 والمضحك المبكي هو أن هذا ليس تفكير الطبقة السياسية الحاكمة فحسب بل هو تفكير كل فاسد وآكل للسحت الحرام في زمننا الرخيص هذا، نعم نحن نعيش أسوء زمن وأسوء عمر!0 ولأن حلم الله بالف عام على الظالم والسارق والقاتل والفاسد فأن الله عز وعلا سوف لم يستجيب دعاء الشعب ودعاء المظلومبن بالسرعة التي يتمنوننها ويعتقدونها! ، فأن الله عز وعلا له حكمته في ذلك والتي لا يعلمها ألا هو0 ولله الأمر من قبل ومن بعد والله المستعان على ما فعلته كل الحكومات التي حكمت العراق من بعد 2003 ولحد الآن0 أخيرا يقول الفيلسوف العربي أبن خلدون ( أذا رأيت الناس تكثر الكلام المضحك وقت الكوارث فأعلم أن الفقر قد أقبع عليهم وهم قوم بهم غفلة وأستعباد ومهانة كمن يساق للموت وهو مخمور!)0

أحدث المقالات