فيما يحيي ملايين العراقيين وعشرات الاف المسلمين القادمين الى كربلاء من مختلف دول العالم مراسيم عاشوراء ذكرى مقتل الامام الحسين التي تصل ذروتها غدا الخميس طالب الحكيم بجيش حسيني عابر للطوائف والاديان والقوميات.
واكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم في كلمة له بمهرجان عزاء للحسين في بغداد اليوم ان الامام الحسين حطم طاغوت الانحراف والحاكم باسم الشرعية المغتصبة مضيفا “وما احوجنا اليوم الى جيش حسيني ثائر عابرا للطوائف والاديان والقوميات”، مبينا ان” معركتنا مع الانحراف والتعصب والطائفية هي معركة حسينية المنهج والمعنى”، داعيا الى” جعل عاشوراء محطة لمراجعة المواقف والتحاور”. وشدد بالقول “اننا سنواجه الفساد ونقضي على المفسدين وسيبقى شعارنا ثابتا (شعب لا نخدمه..لا نستحق ان نمثله)”.
واضاف ان الحسين حطم طاغوت الانحراف المتجلبب بلباس الدين والحاكم باسم الشرعية المغتصبة وهذا هو اخطر انواع الانحراف حيث يحكم باسم الله والله منه براء وهو ما نجده في زماننا الحالي فيمن يدعي انه دولة اسلامية للعراق والشام .. وقال ان ما صدر عنهم مؤخراً من اعتبار الحسين كان ضد مقولة رسول الله محمد (احبَّ الله من احبَّ حسيناً , وحسين مني وانا من حسين , والحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة) … واشار الى ان المواجهة بين الحسين ويزيد لم تكن مواجهة بين ثائر وحاكم انما هي مواجهة بين الصلاح والانحراف.
دعوة لجيش حسيني عابر للطوائف
واكد الحكيم “ان الحاجة اليوم وسط هذا البحر المتلاطم من الكراهية والتعصب الاعمى والطائفية والطغيان كبيرة لرفع مبادئ نهضة الحسين عاليا .. وما احوجنا لجيش حسيني ثائر يجمع فيه كل العناوين الانسانية ويكون عابرا للطوائف والاديان والقوميات انه جيش يحمل رسالة السلام والتسامح والتعايش الحسيني .. جيش محبة ووئام لا جيش عسكر وقتال”.
واضاف ان الحسين اراد ان يوصل الدين المحمدي الاصيل الى قلوب الناس والى اخر عصر من عصور البشرية وان يثبت ان الاسلام دين المحبة والسلام والعدل والانصاف وكان يدرك ان ثمن هذه المهمة هي التضحية بنفسه وابنائه واخوته واصحابه ولولا تلك الدماء الزكية الطاهرة لما كنا هنا اليوم ولما اجتمعنا تحت هذه الراية ولما كان هناك اسلام اصيل ونقي.
انتصار زينب
وقال “ان العراق قدره الحسين المصلح المضحي الشهيد وعدو عراق الحسين قدره ان يُحشر ويُكتب مع يزيد ويرمى في حضيض التاريخ”. واضاف “لقد قادت العقيلة زينب معركتها من اللحظة التي انهى بها حسيننا معركته العسكرية حيث شكلت المساحة الجغرافية من كربلاء الى الكوفة وصولاً الى الشام مسرحا لهذه المعركة التي انتصرت بها سيدة بني هاشم على جيوش الطغاة وآلتهم الاعلامية الباغية وما اشبه اليوم بالبارحة حيث مازالت سيدتنا العقيلة مستمرة في خوض معركتها وهي تمثل صمود الحق امام الباطل وصمود التسامح امام التطرف والاصالة امام الانحراف”. واضاف “من هنا نخاطب الذين يحاولون استهداف قيمنا وامُتنا وأوطاننا.. من الإرهابيين واليزيديين الجدد.. إن بوجهكم الملايين من الحسينيين والزينبيات أصحاب الثورة والمنهج الحسيني.. ولن تحققوا مآربكم الخبيثة ما دام فينا عرق ينبض”.
مواجهة الفساد
وشدد الحكيم على ان “منهج الاصلاح الحسيني هو منهجنا والاولوية القصوى لنا هي مواجهة الفساد والوقوف بحزم مع من يسانده ويقف ورائه فلن نقبل ان يكون عراق الحسين واحة للفساد والمفسدين … ولن نقبل ان تنهب ثروات شعبنا وتستباح حقوقه وحرماته فاننا في تيار شهيد المحراب وكتلة المواطن سيكون همنا الاول ومعركتنا الكبرى القادمة بأذن الله تعالى هي مواجهة الفساد والقضاء على المفسدين وان ننطلق بمشروعنا في الثورة الادارية الشاملة كي نخلص مؤسسات الدولة من الروتين والاهمال والتكاسل والتخلف كما سيبقى شعارنا للمرحلة القادمة واحدا وثابتا وهو ( شعب لا نخدمه …. لا نستحق ان نمثله )”..
المنطقة ومتغيراتها الخطيرة
وعن اوضاع في المنطقة قال الحكيم انها تمر بمتغيرات كبيرة وهي تقف اليوم على مفترق طرق بين ان تغرق في الفوضى والتكفير والظلام وبين ان تتلاقى شعوبها على المحبة والامن والسلام .. واكد ان العراق يمثل اليوم السد المنيع بوجه طوفان الكراهية والانحراف وعليه تقع مسئولية كبيرة في ان يكون جسرا للتواصل واللقاء وليس جبهة للتقاطع والعداء .
واضاف ان دول المنطقة عليها مسئوليات كبيرة في العبور بشعوبها الى بر الامان وسط هذا الاضطراب الكبير .. فمن البحرين التي مازالت تعاني من انقسام حاد وخطير الى سوريا التي تحولت الى ساحة للمواجهة الدولية ونتمنى عقد مؤتمر جنيف 2 بنجاح لأيقاف القتال في هذا البلد العربي الشقيق وتحقيق حل سلمي سياسي يجتمع عليه الشعب السوري بكل مكوناته الى مصر فتونس واليمن …. فانها جميعا بحاجة الى قيادات حقيقية تقدم مشروعا ناجزا وشاملا لشعوبها واوطانها كي تحمي دولها من الوقوع رهينة بيد الارهاب وان تنئى به من التدخلات الدولية التي اذا ما بدأت فانها لن تنتهي .
ورحب بما اسماه التطور الايجابي في المفاوضات بين ايران والغرب وعبر عن الامل في ان تفضي الى حل شامل لهذا الملف الحساس على قاعدة الاعتراف بالحق الايراني كدولة اسلامية في المنطقة تمتلك الطاقة النووية السلمية ورفع الحصار عنها وتطمين المنطقة والمجتمع الدولي بسلمية المسار.. كما رحب بزيارة المسئولين الاتراك للعراق وازالة بواعث التصدع في العلاقة مع هذا الجار الاسلامي الشقيق. وشدد الحكيم على ضرورة العمل على تحسين العلاقات مع دول الخليج العربية وقال ان فلسطين “تبقى قضية الامة الاولى ومهما تطورت الاحداث في الساحات الاخرى فذلك لا يشغلنا عن الاهتمام بفلسطين وشعبها العربي المسلم وقضيته العادلة”.