ليس هناك من نظام يحفل بالتناقضات ويعتبر ليس فريدا من نوعه بل وحتى غير مسبوق في العصر الحديث کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي إضافة الى إنه يعتبر أسوأ نظام دکتاتوري في العالم من حيث تعامله مع شعبه وإستخدامه لأسوأ أنواع الممارسات القمعية، فإنه يعتبر أيضا أسوأ نظام سياسي ظهر في المنطقة والعالم ولاسيما عندما لايعترف بالحدود ويبيح لنفسه التدخل في شٶون الدول العربي والاسلامية بموجب مواد في الدستور الايراني ناهيك عن تصدير للتطرف والارهاب الى مختلف بلدان العالم.
هذا النظام الذي أصبح العالمين العربي والاسلامي وبسبب من نهجه الديني المتطرف الذي يعتمد على الوسائل والطرق الارهابية لفرضه على الاخرين، واحدا من أکبر التهديدات بالغة الخطورة بوجه هذين العالمين بل وحتى إن هذين العالمين يدفعان ضريبة الدور المريب الذي يقوم به هذا النظام في بلدان هذين العالمين ولاسيما من حيث مساسه بالامنين القومي والاجتماعي، ولعل من حقنا أن نقول للمتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي صح النوم، عندما تصف هذان النظام بـ”اللاعب المشين” في المنطقة، خصوصا وإن بلدان المنطقة تعاني الامرين في عقر دارها من جراء ماقام ويقوم، به هذا النظام ضدها منذ قيامه ولحد الان.
ساکي عندما تضيف بأن الهدف من الاستمرار في التفاوض مع النظام الايراني هو منعه من امتلاك سلاح نووي، فإن السٶال الذي يطرح نفسه بوجه هذه المتحدثة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، هو؛ مالذي فعله الاتفاق النووي للعام 2015، بهذا الصدد وهل تمکن من لجم سعي هذا النظام بإتجاه إمتلاك السلاح النووي؟ لاريب إن الاجابة بالنفي بل وإن هذا الاتفاق قد بعث الروح في جسد النظام الذي کان متداعيا على بعضه ومنهکا قبل إبرام ذلك الاتفاق سئ الصيت، ولکن وبعد إبرامه ووضع المليارات أمام هذا النظام فقد تم إطلاق يديه في بلدان المنطقة على مرئى ومسمع من الادارة الامريکية بشکل خاص والمجتمع الدولي بشکل عام، وإن من يتابع مايجري في مفاوضات فيينا يجد أن النظام الايراني يطالب مرة أخرى بإمتيازات وليس يخضع للمطالب الدولية خصوصا وإنه يراوغ في سبيل إحياء الاتفاق السابق أو إبرام مشابه له والانکى من ذلك ماقد أکد عليه المجلس الأطلسي الأميركي من أن العودة إلى الاتفاق النووي سوف تساهم في زيادة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وسوف ترفع مستوى التوتر إلى مستويات جديدة، كما أن التركيز على الملف النووي لن يمنع الحرب في المنطقة بل سيمولها، حيث سيحصل النظام الإيراني على أكثر من 100 مليار دولار إذا عاد بايدن للاتفاقية. وهذا يعني إن الخطر والتهديد سيتفاقم وإن النظام الايراني عندما يشعر بالقوة فإنه من العبث التصور بأنه سينصاع للمطالب الدولية وسيتخلى عن حلمه في الحصول على السلاح النووي ولاسيما إن هذ النظام لايمکن أبدا أن يتخلى عن نهجه مهما حصل وإن إستمراره في هذا النهج يتطلب بالضرورة سندا قويا ورادعا له وهو وجد ويجد في السلاح النووي ضالته لأن ذلك من شأنه أن يجعل منه أمرا واقعا، فهل يدرك مفاوضي النظام الايراني في فيينا هذه الحقيقة الدامغة ويعون ماتعني؟