عرف العراق ومنذ القدم بعدة ألقاب ومسميات واشهرها ” وادي الرافدين , أرض السواد , ارض الحضارات , أرض الأنبياء ” , فسبب التسمية الأولى هو وجود هذين النهرين العظيمين فيه دجلة والفرات ما يحملانه من خيرات وثروات يلقيانها على أراضيه , وسبب التسمية الثانية هو كثرة الخضرة والنخيل ولشدة الاخضرار يصبح كأنه لون اسود , والتسمية الثالثة جاءت نتيجة لجود أقدم الحضارات في العالم وأكثرها حيث تشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 1200 موقع اثري في العراق , والتسمية الأخيرة ” أرض الأنبياء ” هو كثرة الأنبياء الموجودين في هذه الأرض المقدسة .
هذا وغيره من الخيرات والثروات والمميزات التي جعلت العراق من أهم بلدان العالم , لكن أين كنا وكيف أصبحنا ؟ ومن هو المسؤول عن ذلك ؟ حيث تحول وادي الرافدين إلى وادي السارقين , وأصبح النهران يجريان بدل الماء دما ” سني , شيعي , مسلم , مسيحي , عربي , كردي , صابئي , أيزيدي , آشوري , كلداني ” , وتحولت ارض السواد إلى أرض المفخخات والقتل وصارت أرض صفراء جرداء خاوية تملؤها الجثث وهياكل السيارات المتفجرة , وصارت ارض الحضارات أرض العمالات والعملاء إذ يوجد فيها أكثر من 1200 حزب وكتلة ومستقل وجهة وكلٌ خاضع لأجندة خارجية ويخدمها ويراعي مصالحها في العراق , وتغير العراق من ارض الأنبياء إلى ارض الخونة والأدعياء , فكثرة المفسدين والسراق وآكلي المال العالم ومغتصبي الحقوق والحريات , وصار العراق أرض النفاق والطائفية والتمزيق والقتل والإرهاب وصار يسمى بوادي ” الخراب ” .
فمن المسؤول عن كل ما يجري في العراق ؟ هل هي جهات حكومية أو جهات دينية ؟ أم هو الشعب ؟ أم هي إرادة الله ومشيئته ( حاشا لله أن يفعل ذلك ) , ولأجل معرفة ذلك نبدأ بتحليل الوضع وبالتتبع ونبدأ من مشيئة الله سبحانه وتعالى , فأنه جلت قدرته يقول { .. إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ..} ويقول جل وعلا {روَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ } الزخرف76 , أذن الله سبحانه وتعالى ملقي الأمر على عاتق البشرية , وحسب هذا الرأي يتحمل الشعب مسؤولية ما يجري لكونه انتخب من هم ليسوا بأهل للمنصب والحكم , ولكن الشعب هل انتخب هؤلاء بإرادته أم انه تم خداعه والضحك عليه وهذا مما لاشك فيه وثابت عقلا وتاريخيا .
إذن إننا نجد إن المؤسسة الدينية ” حوزة النجف ” وعلى رأسها السيستاني الإيراني وبشير الباكستاني ومحمد إسحاق الأفغاني ومحمد سعيد الحكيم الإيراني , قد تدخلت تدخلا واضح وبصورة علنية في كل مجريات الأحداث في العراق , وذلك من خلال إصدار الفتوى ” التي لا تملك أي شرعية دينية ” حيث تم تحريم النساء على الرجال إذا لم ينتخبوا الائتلاف الموحد ” الطائفي ” !! سوف يعتبر ممن كسر ظلع الزهراء عليها السلام ممن يتخلى عن الذهاب للانتخابات وقد ساهم في قتل الحسين عليه السلام وووو … الكثير من الافتراءات والكذبات والتصريحات التي تم طلائها بصبغة شرعية واعتمدوا في ذلك فطرة الناس وسذاجتهم وبساطتهم فغرروا بهم وجعلوهم يهبون إلى صناديق الاقتراع وانتخاب المفسدين والطائفيين والسراق والعملاء دونما معرفة بأي شخص من حيث الولاء والتاريخ والوطنية .
وفي الانتخابات التالية اعتمدت المؤسسة الدينية في النجف ” عندما أقول المؤسسة الدينية فاني اقصد بها العملاء الأربعة سيستاني أفغاني باكستاني إيراني ” اعتمدوا على أسلوب الالتفاف والمكر والخداع , حيث صرح كبيرهم السيستاني إلى انه يقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب والكتل المشاركة في الانتخابات ؟! وهذه أم المهازل والضحك على الذقون , فكيف تقف على نفس المسافة مع السارق والقاتل والملحد والعميل والمخلص ” إن وجد ” ؟! , كيف تكون نظرتك واحدة إلى كل هؤلاء يا أيها السيستاني ؟! فأين التشخيص الدقيق وأين النظرة السياسية عندك ؟ .
فكان هذا تصريحا علنيا ولكن بالخفاء قامت ” المؤسسة الدينية ” بتعطيل الدراسة الحوزوية وإرسال طلبتها إلى كل مدن العراق ليعتلوا المنابر ويثقفوا لقائمة المالكي وحكومته وتحقق ما كانوا يصبون إليه .
ووقعت كل الصراعات في العراق والاقتتال الطائفي والسرقات والمفاسد ونهب الأموال وانتهاك الحرمات وضياع الحقوق فلم يؤثر فيهم ولم يحركوا ساكنا , بل إنهم وقفوا مع حكومة المالكي وخصوصا في الأيام التي قرر فيها الشعب إن يخرج بتظاهرات يطالب فيها بالإصلاح وبالتغير , لكن أنقذت المالكي فتوى السيستاني التي حرم فيها الخروج بهذه التظاهرات وذهبت أمال الشعب أدراج الرياح , ولكن بعد فترة من الزمن شاءت الأقدار أن يحدث الخلاف بين المالكي والمؤسسة الدينية وبدأت التصريحات الناقدة من هذه المؤسسة بالظهور من خلال وكلائها وطرد المالكي وعدم استقباله , فصارت حكومة المالكي هي الفاسدة والمفسدة والطائفية وكان المؤسسة الدينية كانت غافلة عن ذلك .
نعم حكومة المالكي فاسدة ومفسدة وعميلة , لكن هل هي السبب ؟ أم هي نتيجة لسبب ؟ الجواب واضح وبديهي وهو أن حكومة المالكي هي نتيجة لفتوى السيستاني خصوصا ومؤسسة النجف عموما , وبمعنى أخر أن كل ما يجري في العراق هو بسبب تدخلات السيستاني والثلاثة الآخرين ” أفغاني وإيراني وباكستاني ” , فإذا حكومة المالكي تقتل فهي أخذت الشرعية من السيستاني وإذا تسرق فهي مؤمنة شرعا من السيستاني وإذا زرعت الطائفية فهي بأمر السيستاني الذي أوجب انتخابها .
فالتشخيص الغير دقيق وعدم المعرفة بالوضع السياسي هذا أولا وثانيا العمالة المزدوجة الواضحة لإيران ودول الغرب وثالثا المصلحة الشخصية والنفعية , كلها عوامل دفعت بالسيستاني ومؤسسة النجف بان تجعل من الوضع في العراق على ما هو عليه ألان , أذن المسؤول على تحول العراق إلى وادي الخراب هو السيستاني ومؤسسته وأتباعه , أما الشعب فقد ضحك عليه بالفتوى والحكومة هي نتيجة تلك الفتوى .