يحرص نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کثيرا على بسط سيطرته ونفوذه التام على العراق، وهو يعلم جيدا بأن ذلك لن يتم مع تواجد قواعد وقوات لدولة قوية مثل الولايات المتحدة الامريکية، ولذلك فإنه يعمل کل مابوسعه من أجل إخراج الامريکيين من العراق وأن تخلو له الاجواء کي يقوم بتنفيذ مخططاته کما يريد وکما يتناسب مع أهدافه، ومن دون شك فإن النظام الايراني لايتمکن وبصورة مباشرة المطالبة بخروج الامريکيين من العراق بل إنه يعهد بذلك للقوى والاطراف التابعة له في هذا البلد کي يقوموا بتنفيذ هذا المطلب الحيوي بالنسبة له.
التصريحات الاخيرة التي أدلى بها رئيس تحالف الفتح هادي العامري، الاشهر من نار على علم بعلاقاته المشبوهة بالنظام الايراني، والتي طالب فيها ببسط السيطرة الکاملة على الاجواء العراقية وإعادة القواعد الجوية العراقية لسيطرة القوات الأمنية. تصريحات العامري التي جائت في خضم اجتماعات اللجان الفنية بين الجانبين العراقي والأميركي، والتي شدد في جانب منها على ضرورة”إعادة السيطرة على القواعد الجوية العراقية في عين الأسد وحرير بشكل كامل من قبل القوات العراقية، وكذلك بسط السيطرة الكاملة على الأجواء العراقية وإنهاء الانتهاكات المستمرة للطائرات المسيرة”، فإن الذي يجب أن نلاحظه ونأخذه بعين الاهمية هو إن العامري يقصد الامريکيين ويرى في دورهم وتواجدهم في العراق إنتقاصا لسيادة البلاد ولکن، لايخفى على أحد من إن هدف العامري وهمه ليس من أجل سيادة العراق التي يقوم بنفسه بأکبر دور لإنتقاصها من خلال کونه يعمل على تقوية وترسيخ دور ونفوذ النظام الايراني بصورة تجعله الآمر الناهي في العراق.
النظام الايراني ومن أجل أن يخلو له الجو في العراقي ويصول ويجول فيه براحته ويعمل فيه مايشاء، فإنه بذل ويبذل جهودا مضنية ولکن من خلال عملائه في العراق، وهو يسلك طريقين من أجل تحقيق هدفه، الاول عن طريق دفع الميليشيات المسلحة التي تتبع قوة القدس الارهابية بتنفيذ هجمات على القواعد والقوات الامريکية، والطريق الثاني هو دفع وکلائه من الوجوه السياسية الخاضعة لأمرته بأن ترفع عقيرتها وتطالب بخروج القوات الامريکية وإخلاء قاعدتي عين الاسد وحرير، مع إن مايعانيه العراق وبصورة مباشرة وکما يعرف العامري نفسه والنظام الايراني من خلفه ليس بسبب الدور والتواجد الامريکي بل إنه بسبب الدور والنفوذ المشبوه وبالغ الخبث للنظام الايراني مع ملاحظة إننا لاننسى بأن الامريکان هم من مهدوا وساعدوا على إبتلاء العراق بسرطان نفوذ نظام ولاية الفقيه.
العراق هو فعلا بحاجة الى أن تخضع أجوائه لسيطرته وکذلك الامر بالنسبة لقاعدتي عين الاسد وحرير، لکن وفي نفس الوقت لايجب أبدا حصر قضية سيادة العراق بهاتين القاعدتين والطائرات المسيرة، بل يجب أن تشمل البلاء والمصيبة الکبرى المتمثلة بدور ونفوذ النظام الايراني وأذرعه العميلة في العراق، إذ يعتبر الحديث من دون ذلك عن سيادة العراق مجرد هرطقة وکلام فارغ ولاشئ سوى ذلك!