“عبدالله أنوار” يوضح .. أثر “كورونا” سيبقى في التاريخ والأدب !

“عبدالله أنوار” يوضح .. أثر “كورونا” سيبقى في التاريخ والأدب !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

ربما تكون معايشة فترة (كورونا) أهم حدث في حياة جيل الشباب، لكن لم تمنع العلماء أمثال: “عبدالله أنوار”، البالغ من العمر (97 عامًا)؛ من الإرتباط بالبحث والكتابة.

والواقع أن “أنوار”، عالم متعدد المواهب، بحيث يصعب عليك أن تختار له مجال فتقول خبير المخطوطات، أو الباحث، أو المؤرخ، أو القانوني، أو المترجم.

وقد أجرت معه صحيفة (همشهري) الإيرانية المحسوبة على بلدية “طهران”، الحوار التالي عن الكتابة والحياة في فترة الـ (كورونا)…

نشاطات فترة “كورونا”..

“همشهري” : كيف تقضي فترة (كورونا) ؟

“عبدالله أنوار” : لم تتسبب (كورونا) في أي تغيير على نشاطاتي؛ سوى قيود اللقاءات والتجول، لكنني مازلت مشغولًا بشدة في تصحيح النماذج وإعداد الكتب.

الخيار الأفضل في الأيام الصعبة..

“همشهري” : برأيكم ما هي مكانة الأدب والكتاب في مثل هذه الظروف ؟

“عبدالله أنوار” : بالنسبة لأهل الكتاب، فالخيار الأفضل في الأيام الصعبة هو القراءة. أما غير القراء فالحقيقة لا أدري كيف يقضون أيامهم، وما هي خياراتهم في هذه الأيام.

ولقد أمضيت حياتي كلها مع الكتاب، وسوف أستفيد طالما أنا على قيد الحياة من الكتب الكثيرة في مكتبتي. ووصيتي بعد موتي إهداء هذه الكتب إلى المكتبة الوطنية؛ بحيث تكون متاحة للطلبة والمهتمين.

اختيار الكتب..

“همشهري” : ما هي مقترحاتكم لاختيار الكتب في تلك الفترة ؟

“عبدالله أنوار” : المكوث بالمنزل دفع الكثير من الأفراد للبحث مجددًا عن الكتب والقراءة وإزجاء الوقت بهذه الطريقة.

لكن أي الكتب نختار فالمسألة رهن بالذوق الشخصي، فالأدباء سوف يبحثون عن الكتب الأدبية، والمهتمون بالشعراء سوف يبحثون في دنيا الشعر عما يوافق أوذاقهم. بل إن البعض قد يفضل القراءة في مجال الرياضيات. فكل شيء مرتبط باهتمامات القراء.

تأثير أزمة الفيروس..

“همشهري” : في رأيكم كيف ستؤثر فترة (كورونا) على التاريخ والأدب الإيراني ؟

“عبدالله أنوار” : أحداث مثل: الحرب، والقحط، والأوبئة المعدية؛ تلقي بظلالها في العادة على التاريخ والأدب الإيراني.

وفيروس (كورونا) ترك تغييرًا في عموم “إيران”، والكل يُفكر في ماهية الحياة بعد (كورونا) ؟.. والحقيقة إن (كورونا) حدث عجيب؛ وهو فيروس أوجدته الطبيعة، لكنها لم تقض عليه.

وهذا الفيروس متحور باستمرار. أريد القول إننا لم نجرب مثل هذا من قبل. وأنا متأكد أن هذا التطور العالمي سوف يؤثر في أدب وأعمال كتابنا.

التاريخ والأوبئة..

“همشهري” : كيف تم تسجيل الحوادث المشابهة في الأدب والتاريخ الإيراني ؟

“عبدالله أنوار” : على سبيل المثال؛ انتشر الوباء في “إيران” قديمًا. وقد وقعت أحداث مشابهة في “العصر القاجاري”، حيث انتشرت الأمراض المعدية مرارًا.

وفي فترة الوباء؛ لجأ “فتحعلي شاه”، إلى منطقة “سوهانكـ”، “طهران”، في فترة الوباء للاعتزال. وكل هذه الأحداث مسجلة في تاريخنا. وهناك الكثير من الحالات المشابهة في تاريخ “العصر الناصري”.

“همشهري” : ماذا يتعين على الكاتب أن يراعي في تسجيل الأحداث التاريخية المهمة ؟

“عبدالله أنوار” : يجب على الكاتب الإخلاص للحقيقة. ويجب تسجيل كل شيء كما حدث بالضبط، لاسيما في تلك الفترة، حيث إزدادت أجهزة تسجيل المعلومات وتغيرت نوعية تسجيل التاريخ.

قبل “كورونا”..

“همشهري” : كيف كنت تقضي أيامك قبل (كورونا) ؟

“عبدالله أنوار” : لم أكن بلا عمل مطلقًا، وكذلك الحال حاليًا. فالبطالة لا تعني لي شيئًا بالأساس.

وقبل (كورونا)؛ كنت أتصفح من الثامنة صباحًا أصعب الكتب غير المقرؤة، وكنت أقوم بالتدريس في المنزل مدة ساعات. يأتيني الطلاب وأقوم بالتدريس لهم في المنزل. وأنا أسعى في تربية جيل الشباب إلى ترويج العلوم الغربية في “إيران”، وتسجيل فخر علمي وثقافي جديد لبلادنا.

ولطالما أوصى الشباب بعدم التخلف لحظة عن علوم الغرب والإطلاع على أحدث الإنتاجات العلمية العالمية.

“همشهري” : قبل ذلك تم وضع اسمك على أحد الشوارع في المنطقة الثالثة بـ”طهران”.. فلماذا قلت في الحوارات الصحافية إنك لا تحب هكذا عمل ؟

“عبدالله أنوار” : اختار أعضاء مجلس البلدية اسمي بسبب تقاعدي بعد فترة عمل طويلة في المكتبة الوطنية. وأنا لم أكن على علم بالموضوع؛ والحقيقة كنت أفضل عدم تخليد اسمي بهذه الطريقة.

وأعتقد أن الأسماء تأتي وتمضي بهذا الشكل. وفي رأيي الأمر على هذا النحو غير مهم.

“همشهري” : لكن ماذا عن الآثار القيمة التي كتبتم ؟

“عبدالله أنوار” : لا أحب أن أترك كتابًا يحمل اسمي، والكتب المنشورة باسمي هي من فعل الأصدقاء. والحقيقة لم أنشر بعض كتاباتي ولا أميل إلى طباعتها. وكثيرًا ما تُنشر الأعمال غير المطبوعة بأسماء آخرين، لكن الأمر لا يعنيني.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة