وكالات – كتابات :
كشف تقرير نشره موقع (ميدل إيست آي)؛ عن اسم قائد في (الحرس الثوري) الإيراني؛ يوصف: بـ”مساعد قاسم سليماني”، مؤكدًا أنّه: “غادر” مهمته في “العراق”: “غضبًا من زعماء الفصائل المسلحة”.
واستند التقرير؛ إلى مصادر وقادة في الفصائل؛ تحدثوا عن: “تعنت” يبديه قادة الفصائل الكبيرة، حيث: “يعيشون فزعًا”؛ خشية مصادرتهم من قبل “طهران”، مقابل “الاتفاق النووي” مع “الولايات المتحدة الأميركية”، على حد تعبير التقرير.
تمرد بسبب “الاتفاق النووي”..
قال قادة الفصائل المسلحة والسياسيون، لـ (ميدل إيست آي)؛ إن المسؤولين الإيرانيين يشعرون بإحباط متزايد بسبب تعنت الجماعات المسلحة العراقية المتحالفة معهم، مع استقالة الرجل المكلف بالإشراف عليها من دوره احتجاجًا.
في السنوات الأخيرة، كانت الفصائل المسلحة مستأجرًا رئيسًا في السياسة الإيرانية في “العراق”، حيث حصلت على دور رسمي وغير رسمي متزايد في البلاد، لا سيما بعد ظهور “تنظيم الدولة الإسلامية”، في عام 2014.
ومع ذلك، أدى اغتيال الجنرال الإيراني البارز، “قاسم سليماني”، في “بغداد”، في كانون ثان/يناير 2020، إلى تخفيف قبضة “طهران” على وكلائها العراقيين، الذين أصبحوا متمردين بشكل متزايد؛ مع سعي “إيران” إلى التوصل إلى اتفاق مع “واشنطن” لرفع العقوبات.
وقد أفزعت المحادثات الجارية في فيينا بين إيران والولايات المتحدة حول العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 الفصائل المسلحة العراقية، التي تخشى أن تصادرها طهران مقابل تخفيف العقوبات.
سعيها إلى استقلال قرارها..
وبالمثل، بدأت “إيران” و”المملكة العربية السعودية”؛ مفاوضات في محاولة لتهدئة التوترات والأزمات الإقليمية؛ لا سيما في “اليمن ولبنان”.
وردًا على ذلك، سعت الفصائل المسلحة إلى مزيد من الحكم الذاتي، وكثفت هجماتها على القوات الأميركية فى “العراق”؛ فى مخالفة للأوامر الإيرانية.
وكان الجنرال “حيدر الأفغاني”، ضابط (الحرس الثوري) الإيراني المسؤول عن الجماعات المسلحة العراقية، قد قدم الأسبوع الماضي؛ طلبًا لنقل خدماته خارج “العراق”، حسبما قال قادة الفصائل المدعومة من “إيران”.
وقال أحدهم إنه فعل ذلك: “بسبب فشله في مهمته ورفض قادة عدد من الفصائل العراقية المسلحة الإنصياع لأوامر”.
موضحًا: “إن (قادة) الفصائل المسلحة غاضبون جدًا ويشعرون بأنهم مجرد دمى، (إيرانية). أولاً (الإيرانيون)؛ يطلبون منهم الهجوم، ثم يطلبون منهم إلتزام الهدوء”.
متابعًا: “إنهم، (الفصائل المسلحة)، يريدون نوعًا من الاستقلال. لقد كانت هذه القضية موضع جدل كبير، (بين الإيرانيين والعراقيين)، خلال الأشهر القليلة الماضية”.
الإحباط يأكل الكثيرين..
وقد طلبت (ميدل إيست آي)، من (الحرس الثوري) الإيراني، التعليق، لكنها لم تتلق أي رد حتى وقت النشر.
وقال القائد إن (كتائب حزب الله) و(عصائب أهل الحق)، أقوى الفصائل المسلحة الشيعية، يبدوان في طليعة التمرد.
ويُعتبر “الأفغاني”، وهو مساعد سابق لـ”سليماني”، أول مسؤول إيراني يُعرب عن غضبه من الفصائل؛ ويطلب نقله بعيدًا عن “العراق”. ويعتقد أيضًا أن العديد من الآخرين يشعرون بالإحباط، ولكنهم لم يُعربوا عن ذلك مثل “الأفغاني”.
في الأيام الأخيرة غادر البلاد إلى مدينة “مشهد” الإيرانية، حيث تُقيم عائلته، بعد أن قدم طلبه إلى الجنرال “إسماعيل قاآني”، خليفة “سليماني”، كرئيس لـ (قوة القدس) النخبوية.
بيد أن قرار نقل “الأفغاني” لم يُتخذ بعد، وفقًا لما صرح به القادة العراقيون.
وقال قائد مقرب من “الأفغاني”: “يقول، (الأفغاني)، إن كل واحد منهم، (قادة الفصائل)، يتصرف بمفرده ولا يستمع إليه”.
وقال “قاآني” صراحة؛ إنهم أصبحوا متمردين وغير مطيعين. ومن المعروف أن الإيرانيون صبورون. الافغاني؛ هو أول مسؤول ينزعج ويغادر العراق بسبب موقف الفصائل”.