خاص : كتبت – نشوى الحفني :
بعد 11 يومًا من تبادل إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية و”إسرائيل” المحتلة، توصل الطرفان إلى اتفاق هدنة رسمي برعاية مصرية.
تلك الهدنة؛ حصلت على اهتمام الصحف العالمية للوقوف على أهميتها وما سيترتب عليها من خطوات مستقبلية، فقالت صحيفة (واشنطن بوست)، إنه مع التوصل لوقف إطلاق نار بين “إسرائيل” والفلسطينيين، تتجه الأنظار إلى المعاناة الإنسانية في “غزة”، والمستقبل السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، والتداعيات المحتملة التي يواجهها.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه في “إسرائيل”، التي عزز الصراع فيها فرص “نتانياهو” في البقاء بالسلطة بعد رابع انتخابات غير حاسمة خلال عامين، هاجم السياسيون اليمينيون وقف إطلاق النار، وهدد البعض بسحب دعمهم لـ”نتانياهو”. وقال “عتامار بن جفير”، زعيم حزبي يميني متشدد في الدولة العبرية، والذي كان “نتانياهو”؛ يتودد إليه، إن وقف إطلاق النار مخزي و”استسلام للإرهاب”. بينما وصف “جدعون سار”، حليف “نتانياهو” السابق الذي يقود الآن حزبًا صغيرًا لمعارضته، وقف إطلاق النار بأنه محرج.
وقال “غادي يفاركان”، المنتمي لحزب (الليكود)، إن إطلاق النار دون عودة جثامين الجنود الذين أسرتهم (حماس)، في عام 2014، وإثنين من المدنيين الإسرائيليين تحتجزهم الجماعة؛ كان جائزة للإرهاب، بحسب ما ذكرت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل).
مستقبل “نتانياهو” بعد الهدنة..
ولم يُعرف بعد كيفية تأثير وقف إطلاق النار على المستقبل السياسي لـ”نتانياهو”، الذي كان على بُعد أيام، وربما ساعات، من الإطاحة به من دوره في قيادة البلاد، عندما بدأ القتال. وذكرت تقارير أن ائتلافًا من أحزاب المعارضة كان قريبًا لإعلان تأمين أغلبية من الأصوات البرلمانية لتشكيل حكومة جديدة عندما أطلقت (حماس) صواريخها. لكن الصراع قضى على هذه الجهود وفتح الباب لإجراء خامس انتخابات في “إسرائيل” في عامين.
كما حذرت حركة (حماس) أيضًا من استعداداها لمواصلة القتال؛ لو لم يستمر وقف إطلاق النار. وقال قيادي في المكتب السياسي للحركة، “عزت الرشيق”، في تصريحات لـ (رويترز)، إن “نتانياهو” والعالم بأسره ينبغي أن يعرفوا أن أيدينا على الزناد، وأننا سنواصل تطوير قدرات هذه المقاومة.
اختلاف شروط وقف إطلاق النار..
بينما قالت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية: إنه “في مؤشر على التحديات المقبلة، فإن كلا الطرفين، (إسرائيل وحماس)، قدّما رواية مختلفة لشروط وقف إطلاق النار. في الوقت الذي قالت فيه إسرائيل إن اتفاق الهدنة لم يتضمن أي شروط مسبقة، فإن (حماس) قالت إن إسرائيل وافقت على إيقاف إجراءاتها العدوانية، في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، والمسجد الأقصى”.
وأضافت: “حذّر مسؤولون غربيون من أن الهدنة لا تزال هشة، حيث استمرت الغارات الإسرائيلية على غزة قبل ساعات من بدء الهدنة، بينما إنطلقت صافرات الإنذار التي تُحذّر من هجمات صاروخية على جنوب إسرائيل”.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين وقادة آخرين في (حماس) قولهم: إنهم يقومون بتقييم التطورات على الأرض، لحسم ما إذا كانوا سيلتزمون باتفاق إيقاف الأعمال العدائية، في الوقت الذي حذّر فيه المتحدث باسم حركة (حماس)، “أبوعبيدة”، من أن الحركة ستُطلق وابلاً كبيرًا من الصواريخ على “إسرائيل”؛ في حالة انتهاك الأخيرة لاتفاق الهدنة.
واقع الأرض سيحسم مستقبل الهدنة..
بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، “بيني غانتز”: إن بلاده سوف تتابع تطورات الأحداث خلال الساعات والأيام المقبلة، وإن الواقع على الأرض سوف يحسم كيفية المضي قدمًا.
وأشارت إلى أن “الولايات المتحدة ومصر وقطر” والعديد من الدول الأوروبية؛ لعبوا دورًا في إقناع “نتانياهو” وقادة (حماس)؛ بإنهاء العمليات العسكرية.
كما ساهمت “الأمم المتحدة” في المفاوضات أيضًا، حيث كان، “تور وينيسلاند”، المبعوث الدولي الخاص للصراع في العاصمة القطرية، “الدوحة”، أمس الخميس، حيث يقيم الزعيم السياسي لحركة (حماس)، “إسماعيل هنية”، وشخصيات بارزة أخرى من الحركة، وفقًا لمصادر مطلعة على الزيارة.
مسألة وقت أمام تجدد المعارك..
وفي السياق ذاته؛ ذهب تقرير لصحيفة (الإيكونوميست) البريطانية؛ إلى أن تجدد المواجهة بين “إسرائيل” و(حماس)، مسألة وقت، لأن الهدنة لم تحل أي إشكاليات عالقة بشكل حقيقي.
وأضافت (الإيكونوميست)؛ أن: “شرارة التوسع في المواجهة الأخيرة؛ جاءت في القدس. ولو لم تكن القدس لكان هناك سبب آخر. فكلاهما، (إسرائيل وحماس)، عالقتان في أزمة دائمة، محاصرتان بمنطق الحرب، الذي يفرض عليهما الاستمرار في نفس الحركات”.
وخلصت إلى أن: “هذه الجولة انتهت.. لكن لا يوجد ما يُرجح لدورة العنف أن تنتهي. ستخرج إسرائيل و(حماس) من هذه المعركة بمثل ما دخلتا فيها. لم يتم حل أي شيء. ومع ذلك فمن المرجح أن يكررا ذلك مرة أخرى”.
إعادة الإعمار يستغرق سنوات..
وفي سياق متصل، قالت صحيفة (إندبندنت) البريطانية: إن إعادة إعمار “قطاع غزة”؛ سوف يستغرق سنوات لمعالجة آثار حرب الـ 11 يومًا الماضية.
وأضافت، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة: “حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني؛ من أن البنية التحتية الهشّة في قطاع غزة تعرضت لأضرار كبيرة، بعد تعرض المستشفيات والمدارس ومحطات الطاقة والصرف إلى ضربات خلال الصراع”.
ونقلت عن مسؤولين دوليين وآخرين في منظمات المجتمع المدني؛ قولهم: إن مدارس ومحطات تحلية المياه، ومحطات الصرف الصحي تأثرت بشدة جرّاء القصف الإسرائيلي، ما يعني أن مساحات واسعة من القطاع، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني، يعاني بالفعل حاليًا من عدم وجود مياه أو كهرباء أو صرف صحي، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في “غزة”.
وقالت “تامارا الرفاعي”، المتحدثة باسم (الأونروا): إن هذا رابع صراع يشهده “قطاع غزة”، في 13 عامًا، في الوقت الذي تعاني فيه “غزة”، بالفعل من الحصار وجائحة (كورونا)، بينما حذّرت جماعات الإغاثة الدولية من المشكلات طويلة الأمد التي تواجهها “غزة” حاليًا، حيث وصفت “منظمة أطباء بلا حدود”، القصف الإسرائيلي على القطاع؛ بأنه: “لا يُغتفر ولا يُطاق”.