دبلوماسي إيراني يكشف سر إشتعال صراعات الشرق الأوسط .. العالم لم يدخل مرحلة: “ما بعد ترامب” !

دبلوماسي إيراني يكشف سر إشتعال صراعات الشرق الأوسط .. العالم لم يدخل مرحلة: “ما بعد ترامب” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تشهد “أفغانستان واليمن والعراق وفلسطين” مواجهات شديدة؛ وسط توقعات بإتساع دائرة الصراع، في الوقت الذي تصورنا أن تتجه فيه أجواء الشرق الأوسط إلى التهدئة برحيل، “دونالد ترامب”، الأمر الذي يُضاعف من المخاوف إزاء مستقبل هذه المنطقة.

وللحديث عن هذه المسألة، أجرت صحيفة (آرمان ملى) الإيرانية الإصلاحية، الحوار التالي؛ مع “نصرت الله تاجيكـ”، السفير الإيراني الأسبق في “الأردن”…

تبعات فترة “ترامب”..

“آرمان ملى” : كان المتوقع انحسار دائرة الصراعات في المنطقة برحيل، “دونالد ترامب”، وإنطلاق المفاوضات “الإيرانية-السعودية”، لكننا نتابع حاليًا إشتعال الصراع في “فلسطين”، و”اليمن وأفغانستان”، وسط تحركات مشبوهة في “العراق”؛ مثل إشعال النيران في “القنصلية الإيرانية”، ما هي أسباب ذلك وأي الدول تعمل بشكل سري على تخريب المنطقة ؟

“نصرت الله تاجيكـ” : كان المتوقع أن يبقى العالم بمأمن من اندلاع حرب عالمية ثالثة، برحيل “ترامب”؛ وأن ندخل مرحلة جيدة تُعرف: بـ”ما بعد ترامب”.

وبدأ العالم يتنفس الصعداء بعد وصول، “جو بايدن”، إلى السلطة، وذلك بسبب أنه يريد الوفاء بالمصالح الأميركية عن طريق التعددية، دون إثارة التوتر والصراعات. وقد أوجد، “بايدن”، رؤية تعريفية جديدة على الساحة الدولية. وحاليًا أرتقت قدرت التطبيع الدولي بتلكم الرؤية، وهذا في ذاته شيء جيد.

وفي هذا الصدد؛ إنطلقت المفاوضات “الإيرانية-السعودية”. ولا ننسى أن “إيران” كانت قد أعلنت مرارًا بضرورة حل مشكلات المنطقة داخل المنطقة، لكن “السعودية” لم تلتفت إلى المقترحات الإيرانية؛ بسبب التعلق بدعم إدارة “ترامب”. لكننا نشهد حاليًا إمكانية المصالحة وإعلاء الخطاب، ويجب العلم بأهمية هذه المسألة.

والتوتر الراهن في الأراضي المحتلة؛ هو من تبعات فترة “ترامب” الرئاسية. كان “نتانياهو”؛ يأمل في تقابل “إيران” و”الولايات المتحدة”، قبل وصول، “بايدن”، إلى السلطة، ومن ثم التخلص من “إيران”. وحاليًا يلمس “الكيان الصهيوني” انحسارًا في كل مكان، ويبذل أقصى مساعيه للحصول على إمتيازات من المنطقة وتوجيه ضربة إلى “إيران”. لكنه لم يحقق أي نتيجة، حتى الآن، بل تراجع في المقابل النفوذ الإسرائيلي.

وكل هذه الصراعات هي من تبعات فترة “ترامب”، ولذلك لم ندخل فعليًا مرحلة: “ما بعد ترامب”.

وأقتنعت الدول العربية؛ بأن المذابح الراهنة في الأراضي المحتلة، قد تكون بسبب التطبيع مع “الكيان الصهيوني”. والأحداث الحالية في الشرق الأوسط؛ هي نتاج مجموعة المكونات التي ظهرت في المنطقة، خلال السنوات الماضية. وحاليًا لم يُعد بمقدور “السعودية”، بعد التغييرات السياسية في “الولايات المتحدة”، وتحت ضغط الرأي العام، ارتكاب المزيد من الجرائم في “اليمن”.

كذلك عمل “ترامب”، في “أفغانستان”، على نحو ما نشهد تبعاته حاليًا، وأحدها إحتدام الصراعات الداخلية. والآن بمقدور دول الشرق الأوسط؛ التعاون معًا للدخول في مرحلة: “ما بعد ترامب”، بأقل الخسائر. والتحركات في “العراق” هي نتاج حساسية سياسية ولا تنطوي على الكثير من الجوانب الدولية.

والجهة الوحيدة المستفيدة من الاضطرابات في المنطقة، هي “الكيان الصهوني”، ولذلك يقدم أطروحات خاصة تضمن تحقيق أهداف الكيان. وفريق “بايدن” الجديد للسياسة الخارجية؛ يُدرك هذه المسألة، ولن يكون أداة “إسرائيل” كما في الماضي.

وضع الدول العربية..

“آرمان ملى” : كيف تتوقع شكل معادلات الشرق الأوسط في المستقبل القريب ؟

“نصرت الله تاجيكـ” : كل شيء مرتبط بأداء دول المنطقة.

ما بدأ في الدول العربية، عام 2012م، وعُرف باسم: “الربيع العربي”، تحول إلى طوفان، ويجب أن نرى كيف ستستمر الدول العربية في هذا المسار.

والواقع أو وضع الدول العربية حاليًا غير جيد، ومعظم هذه الدول تعيش إما على المساعدات الدولية أو الأميركية. وتتراجع هذه المساعدات حين ينحو الاقتصاد العالمي باتجاه الركود.

حتى الدول التي تتمتع بوضع جيد بسبب الطاقة، تتأثر بعدم الاستقرار. ولم تتبلور العلاقات على الساحة الدولية بشكل جيد، فقد يساعد الخطاب الإقليمي في الخروج من الوضع الأمني؛ ثم يليها العلاقات الساسية والاقتصادية والثقافية، وربما يزداد الأمل في المزيد من الاستقرار بالشرق الأوسط.

من جهة أخرى، يجب الإلتفات إلى اختلاف سياسات “بايدن” عن “أوباما”، الذي كان يركز على الشرق الأوسط بشكل أساس، في حين يتطلع “بايدن” للخروج من الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة