بعد فشل جهود التهدئة .. لماذا تستمر إسرائيل في هجماتها على “قطاع غزة” ؟

بعد فشل جهود التهدئة .. لماذا تستمر إسرائيل في هجماتها على “قطاع غزة” ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مع تصاعد وتيرة الهجمات المتبادلة بين المحتل الإسرائيلي، على الشعب الفلسطيني الأعزل، والرد عليها من قبل المقاومة الفلسطينية، تزداد “إسرائيل” عنادًا باستمرار هجماتها وترفض وتفشل دعوات التهدئة، وهو ما يُثير التساؤلات هو أهدافها حيال ذلك، ففي آخر تصريحاته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، إن الهجمات على “قطاع غزة” مستمرة: “بكامل قوتها” و”ستستغرق وقتًا”.

وجاء تصريح “نتانياهو”؛ ردًا على سؤال لمراسل (بي. بي. سي) للشؤون الدبلوماسية، “بول آدامز”: هل تقترب العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة المسماة: “حارس الأسوار”، من نهايتها ؟.

واعترف “نتانياهو”، في مؤتمر صحافي، ظهر الأحد، بوجود: “ضغوط” تُمارس على “إسرائيل”، لكنه شكر الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، على وجه الخصوص، على: “دعمه” لـ”إسرائيل”.

3 أهداف لإسرائيل من هجامتها..

حول استمرار تلك الضربات؛ رجح الخبراء أنها تستهدف تحقيق 3 أهداف، قبل إنهاء الهجمات على القطاع والقبول بالتهدئة.

وتشمل الأهداف: “استنزاف قدرات المقاومة الفلسطينية وضرب بنيتها التحتية”، عن طريق استهداف مناطق إطلاق الصواريخ، و”ضرب الأنفاق” التي تُسيطر عليها حركة (حماس)، و”استهداف قيادات الفصائل الفلسطينية” بالقطاع.

وأكد الخبراء أن تحقيق أي من هذه الأهداف، قبل وقف إطلاق النار، يُعزز موقف “تل أبيب” في المباحثات الجارية للتوصل إلى اتفاق تهدئة، ويمنح القادة الإسرائيليين: “انتصارًا معنويًا” في الداخل الإسرائيلي.

ووسط تضارب الأنباء حول بدء هجوم بري على “غزة”، تحشد “إسرائيل” قواتها على حدود القطاع وتنشر عددًا كبيرًا من المدرعات والدبابات قرب الحاجز الفاصل بين “غزة” والأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، في خطوة تُعيد للأذهان تحضيرات مماثلة لتوغلات إسرائيلية سابقة في القطاع.

وتركزت: “المواجهات الرئيسة”، بين “إسرائيل” والفصائل الفلسطينية، في “غزة”، على 3 عمليات، أولها كانت: “الرصاص المصبوب”، عام 2009، والتي أدت لإجتياح بري للقطاع.

وفي 2012، أطلقت صواريخ وقذائف (هاون)، من “غزة”، تجاه أراضي تسيطر عليها “إسرائيل”؛ لترد الأخيرة بهجمات جوية وحشد بري لم يستكمل بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار.

والعملية الثالثة؛ كانت: “الجرف الصامد”، في 2014، والتي مرت بهجمات جوية وبرية ثم مواجهات بين الجانبين، خلال هدنة مؤقتة، وصولاً لتثبيت وقف إطلاق النار.

عمليات خاطفة..

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، اللواء دكتور “محمد الغباري”، أنه إذا استخدمت “إسرائيل”: “القوة البرية” في اقتحام “غزة”، فسيكون على شكل: “عمليات خاطفة، وليس تمركزًا على الأرض أو احتلال مناطق أو السيطرة عليها لفترة طويلة”.

وأوضح أن العمليات البرية لو جرت: “فستستهدف أماكن الصواريخ أو مخازن سلاح وذخيرة، لا تستطيع القوات الجوية الوصول إليها، فضلاً عن عمليات اعتقال بعض زعماء (حركة الجهاد) أو (كتائب القسام) و(حركة حماس)”.

ويصف “الغباري”، الحكومة الإسرائيلية الحالية؛ بأنها: “ليست في وضع مستقر أو قوي يجعلها تقدم على تحرك تخسر معه بشريًا واقتصاديًا، خصوصًا مع الأزمات التي تواجهها وأبرزها الانتخابات”.

وأوضح أن: “أخطر الخسائر ستكون أسر أو قتل جنود إسرائيليين أو استهداف آليات عسكرية، ونزيف اقتصادي نتيجة استدعاء المزيد من قوات الاحتياط الإسرائيلية”.

دور الأقمار الاصطناعية..

ويلفت الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إلى أن سبب الأزمة هو التحركات الإسرائيلية التي وصفها: بـ”المستفزة” للفلسطينيين والعرب في محيط “المسجد الأقصى”، مع استمرار خطة: “تهويد القدس” بلا هوادة، لترد فصائل فلسطينية عليها عبر صواريخ في مدى يصل إلى 50 مترًا، أثارت الذعر وأحدثت خسائر لدى “إسرائيل”، وهي الصواريخ التي حددت الأقمار الاصطناعية والاستطلاع الجوي الإسرائيلي أماكن خروجها، وحال شن ضربات خاطفة سيتم قصفها جوًا أو برًا في عمليات مركزة.

استهداف الأنفاق ومخازن السلاح..

ويوضح “الغباري”؛ أن إسرائيل: “تعلمت من حربها مع (حزب الله)، أن هناك أسلحة وصواريخ مخزنة في أنفاق ومرابض تحت الأرض، قد يحتاج الوصول إليها إلى تدخل قوات برية”.

ويتابع: “الاقتحام حال حدوثه سيكون لاستهداف الأنفاق ومخازن السلاح في عملية خاطفة، وليس احتلال أراض، وذلك في حال لم يكن تحرك القوات يحمل أهدافًا سياسية بالأساس”.

تحذيرات الوسطاء من التدخل البري..

في السياق نفسه، أشارت مصادر فلسطينية إلى أن الوساطة المصرية في الأزمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حذرت من حالة عدم الاستقرار في المنطقة حال حدوث تدخل بري في “غزة”.

مؤكدة في رسائلها لمسؤولي الجانبين، أن هذا التصعيد: “سيعقد الأزمة المتفاقمة، ويزيد من تدهور الأوضاع وأعداد الضحايا، وسيزيد من صعوبة الدور المصري تجاه وقف إطلاق النار”.

عملية محدودة لاستهداف قدرات المقاومة..

ويؤكد اللواء “علاء عزالدين”، المدير الأسبق لمركز “الدراسات الإستراتيجية”، أنه إذا قررت “إسرائيل” الدخول إلى “قطاع غزة”: “فسيكون عبر عملية محدودة بهدف الوصول إلى كل ما هو مؤثر على إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، واستهداف قدرات المقاومة القتالية، وذلك بعد الخسائر التي سببتها صواريخ الفصائل الفلسطينية من غزة إلى العمق الإسرائيلي”.

ويوضح “عزالدين”؛ في حديث لموقع (سكاي نيوز عربية)، أن: “العملية البرية؛ قد لا تتم إذا توقفت حركة (حماس) و(الجهاد الإسلامي)، عن إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل”، مضيفًا: “لن تتم عملية برية في غزة، إذا اتفق الجانبان على وقف إطلاق النار”.

ويتابع الخبير الإستراتيجي: “قدرات الفصائل الفلسطينية القتالية؛ ستوقع خسائر فادحة إذا قررت إسرائيل اجتياح غزة، خصوصًا مع حالة الصمود والدعم المعنوي القوي للفلسطينيين، مقابل حالة الذعر في إسرائيل بسبب الصواريخ التي سقطت فوق المدن الإسرائيلية وضربت العمق”.

ويشير إلى أن القوات الإسرائيلية: “لن تستطيع الاستمرار في غزة طويلاً حال اجتياحها برًا، بسبب الكثافة البشرية الكبيرة في القطاع، وقدرات الفصائل سواء المعروفة منها أو الخفية”.

مطالب بنزع سلاح المقاومة..

وأوضحت بعض المصادر الفلسطينية؛ أن “إسرائيل” طالبت، خلال المفاوضات الجارية للتهدئة؛ بـ”نزع سلاح المقاومة”، فيما بدا أنه: “مطلب تعجيزي” لعرقلة جهود التهدئة، وحتى تكسب “إسرائيل” مزيدًا من الوقت لتحقيق أكبر قدر من أهداف حملتها على “غزة”.

وأضافت المصادر الفلسطينية، أن: “بنك الأهداف الإسرائيلي” عينه على: “البنية التحتية لتجميع وتصنيع الصواريخ ومخابيء القيادة والسيطرة”، التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية لشن عملياتها ضد “إسرائيل” من “غزة”، فضلاً عن الأهداف المعلنة بشأن استهداف: “صواريخ جاهزة ومُصنعة”، وضرب أنفاق التهريب وقادة الفصائل الفلسطينية.

وتوضح المصادر، أن الحملة الإسرائيلية الحالية هي الأشرس على “قطاع غزة”، بسبب استهداف صواريخ المقاومة للعمق الإسرائيلي، وما يمثله ذلك من تطور نوعي في الصراع مع “إسرائيل”.

نهاية “حارس الأسوار..

ولفتت المصادر إلى أن “إسرائيل”؛ بررت حملتها العسكرية على “غزة”، بأنها تخشى من تزايد خطر صواريخ “غزة” وتطورها إلى قصف بري على “إسرائيل” في المستقبل، أو استئناف وصول الصواريخ إلى “تل أبيب” حال نشوب أي خلاف جديد مع الفصائل الفلسطينية.

وأكدت المصادر أن: “التكلفة الاقتصادية”، لضربات “إسرائيل” على “غزة”، هي العامل الأهم المؤدي إلى نهاية وشيكة لعملية: “حارس الأسوار” الإسرائيلية، فضلاً عن خسائر الاقتصاد الإسرائيلي عن تلك الفترة، لكن هذا التوجه يواجه عرقلة من جانب “نتانياهو”، الذي يسعى لاستغلال نتائج المواجهات الحالية في تحقيق مكاسب سياسية في الداخل الإسرائيلي.

ويعتبر اللواء “محمود منصور”، رئيس الجمعية العربية للدراسات الإقليمية، أن “إسرائيل” و(حماس) أوشكتا على تحقيق أغلب أهدافهما، خلال أسبوع، المواجهات، ما ينبيء بقرب وقف إطلاق النار خلال أيام.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة