20 ديسمبر، 2024 3:34 م

تحليل جثة الامام ابو هارون لتبرئة الرشيد من سمه !

تحليل جثة الامام ابو هارون لتبرئة الرشيد من سمه !

هل تعلمون ان للامام موسى الكاظم ولد اسمه “هارون”؟.
اليس غريبا ان اغلب ائمة اهل البيت قد سموا اولادهم على اسماء من يدعي الشيعة انهم اعداء لهم؟
علي ابن ابي طالب يسمي اولاده بابي بكر وعمر وعثمان.ولم يكتف باسم واحد فسمى ابو بكر الاكبر وابو بكر الاصغر ,وعمر الاكبر وعمر الاصغر,وعثمان الاكبر وعثمان الاصغر!,والحسن يسمي اولاده بعمر وعثمان.والحسين يسمي اولاده ابو بكر ,وعمر,وعمر الاشرف!!.وموسى الكاظم يسمي اولاده عمر وابو بكر ,ويسمي ابنته “عائشة”!, بل ان يتمادى اكثر فيسمي ولده الاخر باسم من يدعي الشيعة انه قاتله ,الا وهو “هارون”!.
من نصدق؟
نصدق الشيعة الذين يدعون ان  آل البيت يكرهون الصحابة وانهم كانوا اعداء يسلب بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا؟
ام نصدق اهل البيت الذين بلغ بهم الحب لاصحاب النبي بان يسمون ابنائهم باسمائهم؟.

يقول الشيعة في كتاب “اعلام الهداية” الذي ينشره مركز البحوث العقائدية التابع للسيستاني ,يقول ((إنّ سيرة الإمام(عليه السلام) ومواقفه من الرشيد لم تكن استسلامية بل كان الإمام(عليه السلام) صلباً في مواقفه يتحدّى بها الرشيد)).
تخيل لو ان المالكي كان قد سمى احد اولاده باسم “صدام”,هل كنتم ستقولون ان مواقفه لم تكن “استسلامية” بل كان المالكي صلبا في مواقفه يتحدى بها صدام؟؟.
ام كنتم ستقولون اما انه كان يحب صدام حبا جما حتى سمى احد ابناءه باسمه,او انه كان منافقا وضيعا مستسلما وخانعا يدعي عداوة صدام وهو يسمي اولاده على اسمه؟.
نعود للموضوع:
فقد ادعى الشيعة ان الخليفة العباسي هارون الرشيد قد قتل موسى الكاظم بعد ان دس له السم وهو في السجن!.
وتقول الشيعة ان “محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق ” وهو ابن شقيق موسى الكاظم هو الذي وشى بموسى الكاظم عند هارون الرشيد!,اي ان احد “السادة” واحد ابناء العترة الطاهرة ,بل واحد اشد المقربين دما ونسبا من موسى الكاظم هو الذي وشى بالكاظم عند هارون الرشيد وانه كان يتجسس عليه (هل تستغربون بعدها ان كان المرجع الاعلى جاسوسا او عميلا او مخبرا سريا عند الامريكان اذا كان ابن جعفر الصادق يتجسس على امام زمانه؟).
http://www.aqaed.com/ahlulbait/books/aelam-kazem/indexs.htm
 
في نفس الموقع اعلاه يذكر المؤلف:
((لقد عانى الإمام الكاظم(عليه السلام) أقسى ألوان الخطوب والتنكيل، فتكبيل بالقيود، وتضييق شديد في التعامل معه ومنعه من الاتصال بالناس، وأذى مرهق، وبعد ما صبّ الرشيد عليه جميع أنواع الأذى أقدم على قتله بشكل لم يسبق له نظير محاولا التخلص من مسؤولية قتله وذهب أكثر المؤرخين والمترجمين للإمام الى أن الرشيد أوعز الى السندي بن شاهك الأثيم بقتل الإمام(عليه السلام) فاستجابت نفسه الخبيثة لذلك وأقدم على تنفيذ أفضع جريمة في الإسلام فاغتال حفيد النبي العظيم(صلى الله عليه وآله).)).
بالتاكيد فان ما تعرض له موسى الكاظم لم يكن اشد مما يتعرض له المعتقلين الان في سجون المالكي او سجون خامنئي او سجون حسن نصر الله؟.بل لم نسمع منهم انه تعرض للاغتصاب على يد السجانين كما يفعل خامنئي والمالكي اليوم بالمعتقلين صغارا وكبارا ذكورا واناثا؟, مثلما لن نسمع ان هارون الرشيد قد اعتقل احد ابناءه او اخوانه او زوجاته بتهمة تسترهم عليه مثلما يفعل المالكي وخامنئي اليوم؟.
بل لقد عاد نفس الكتاب وعلى لسان موسى الكاظم نفسه لينفي انه قد تعرض لاي نوع من انواع القسوة او التضييق,وكما سياتي بعد قليل.
فقد سرد صاحب نفس الكتاب قصة مقتل الامام بالقول:
((فعمد السندي الى رطب فوضع فيه سماً فاتكاً وقدّمه للإمام فأكل منه عشر رطبات فقال له السندي «زد على ذلك» فرمقه الإمام بطرفه وقال له: «حسبك قد بلغت ما تحتاج اليه».ولمّا تناول الإمام تلك الرطبات المسمومة تسمّم بدنه وأخذ يعاني آلاماً شديدة واوجاعاً قاسية، قد حفت به الشرطة القساة ولازمه السندي بن شاهك الخبيث فكان يسمعه في كل مرة أخشن الكلام وأغلظه ومنع عنه جميع الاسعافات ليعجل له النهاية المحتومة.)).
اذن فقد تم دس السم في التمر,من الذي نقل للشيعة انه كان هنالك عشر تمرات؟. ولماذا رضي الامام ان ياكل من التمر المسموم وهو يعلم انه مسموم؟.اليس هذا “انتحارا” لانه اكل من التمر وهو يعلم انه مسموم؟. علما ان الراوية التي تذكر ان امراة يهودية قدمت للنبي محمد عجلا مسموما فلما مضغ منه مضغة واحد نزل اليه الوحي واخبره انه مسموم,في الحال امر النبي بعدم الاكل من العجل لانه مسموم,اي ان النبي لم يستمر بالاكل عندما علم انه مسموم,ولو اكل منه مع علمه بانه مسموم فسوف يكون ذلك “انتحارا”,على خلاف موسى الكاظم الذي اكل من التمر مع علمه بانه مسموم !!.
ثم يكمل الكتاب القصة فيقول:
((وفي الاثناء استدعى السندي بعض الشخصيات والوجوه المعروفة في قاعة السجن، وكانوا ثمانين شخصاً كما حدّث بذلك بعض شيوخ العامة ـ حيث يقول: أحضرنا السندي فلما حضرنا انبرى إلينا فقال:
انظروا الى هذا الرجل هل حدث به حدث ؟ فإنّ الناس يزعمون أنّه قد فُعل به مكروه، ويكثرون من ذلك ، وهذا منزله وفراشه موسّع عليه غير مضيّق، ولم يرد به أمير المؤمنين ـ يعني هارون ـ سوءاً وإنما ينتظره أن يقدم فيناظره ، وها هو ذا موسّع عليه في جميع اُموره فاسألوه.)).
وهنا يظهر اولا ان السم الذي يزعمون انه سقي به لم يكن سما قاتلا ولم يكن “فتاكا” كما يدعون,والا فلو كان السم فتاكا لمات من يومه او على الاقل لمات بعد يوم او يومين,اما هنا فيظهر ان المدة كانت طويلة بحيث ان الناس قد سرى بينهم ان الامام قد فعل به كذا وكذا,وان السجان قد جمع هؤلاء الناس ليثبت لهم بانه لم يصبه مكروه!.
ثم من اخبر الناس ان الامام قد فُعل به كذا وكذا وهم يدعون ان الزيارة قد منعت عنه وانه كان في حبس انفرادي؟.
نعود لتكملة القصة,فيقولون:
((يقول الراوي: ولم يكن لنا همّ سوى مشاهدة الإمام(عليه السلام) ومقابلته فلما دنونا منه لم نر مثله قطّ في فضله ونسكه فانبرى إلينا وقال لنا (اي الامام الكاظم):
«أما ما ذكر من التوسعة، وما أشبه ذلك ، فهو على ما ذكر،غير أني أُخبركم أيها النفر أني قد سقيت السمّ في تسع تمرات، واني اصفر غداً وبعد غد أموت».)).
اي هنا يعترف موسى الكاظم بان السجن لم يكن ضيقا ولم يكن يعاني فيه من اي سوء(على خلاف ما يعانيه المعتقلون الان في سجون المالكي وخامنئي!).بل ان السجانين قد توسعوا له في فسحته وفراشه وفي كل شيء!.
الان وبغض النظر عن صحة هذه الرواية,وبغض النظر عن سندها ومصداقية من نقلها ,ومدى موثوقيته خصوصا وهو لم يذكر لنا اي سند للراوية , فان الراوية متضاربة مع بعضها مما يشكك في صحة الرواية كلها.
لقد توفي موسى الكاظم وهو يناهز الخامسة والخمسين سنة,وهو معدل اعمار اغلب الناس في ذلك الوقت,فهو لم يمت شابا,وبالتالي فامكانية ان يكون قد مات ميتة طبيعية امر لا يوجد ما ينفيه.
وبالتالي,وامام قصة مقتل او وفاة الامام موسى الكاظم,فنحن امام ثلاث احتمالات:
الاحتمال الاول اما انه قد سُم فعلا,وحينها سيتوجب علينا معرفة الجهة التي سمته  ,هل هارون الرشيد هو الفاعل ام السجان ام منافسي موسى الكاظم من امثال اولاد اخيه كمحمد ابن اسماعيل ابن جعفر الصادق الذي اسس فيما بعد الفرقة الاسماعيلية .فمن المعلوم ان الابن الاكبر لجعفر الصادق هو اسماعيل وليس موسى الكاظم,وبالتالي فكان الاصوب ان تكون الولاية بعد جعفر الصادق لاسماعيل وليس للكاظم, الا ان وفاة اسماعيل اثناء حياة ابيه قسمت الشيعة الى الاسماعيلية وهم الذين يعتقدون بولاية اسماعيل ويعتقدون انه اختفى ويسمونه احيانا بالمهدي. وبين الاثنى عشرية الذين يعتقدون بولاية موسى الكاظم. وهذا التنافس بين بين الطرفين كان حادا  ودمويا,وقد ذكرنا اعلاه كيف ان محمد ابن اسماعيل كان هو من وشى بموسى الكاظم عند هارون الرشيد وذلك من اجل ان يكون هو “جابي الخمس” وليس الكاظم ,حسبما تذكر كتب الشيعة انفسهم!.
الاحتمال الثاني ان يكون قد مات موتا طبيعيا لكبر سنه ,وان حادثة التسمم قد لفقها الشيعة له مثلما لفقوا للامام محمد الجواد قصة ان زوجته قد سمته عن طريق منديل فركت به ذكره!,بينما اثبت الكثير من الشيعة انفسهم انه قد “قبض” ولم يثبتوا صحة تسممه!.
الاحتمال الثالث ان يكون الرجل قد انتحر ,وهو امر يقدم عليه الكثير من المعتقلين .

وحيث اننا نجلّ الامام عن الانتحار ,فسوف نقتصر على الاحتمالين الاوليين, فنقول اما انه قد “سُم” واما انه قد توفى وفاة طبيعية.
في العصور السابقة لم يكن بالامكان معرفة طريقة وفاة الانسان بالسم ام بدونه ,لكن التقنيات الحديثة تمكننا من معرفة طريقة وفاة الانسان حتى لو مر على وفاته الاف السنين. وبالامس راينا كيف امكن تحليل عينات من جثة ياسر عرفات واثبات تعرضه للسم رغم مرور اكثر من عشر سنوات على وفاته.
وبالتالي فان بالامكان اليوم اخذ عينات من رفات الامام موسى الكاظم وتحليلها لمعرفة ان كان الامام قد مات مسموما فعلا ام انه مات موتة طبيعية ؟.
من شان تحليل من هذا النوع ان يخمد الكثير من الفتن التي تعم العراق والمنطقة,خصوصا ان اثبات وفاه طبيعيا سوف يلغي الى الابد هذه الخرافات التي تعبث بالعالم,كما ان من شانها ان تبريء الخليفة هارون الرشيد من هذه التهم الباطلة والاكاذيب التي روجها ضده البرامكة والمجوس والتي كان هدفها الطعن بالدولة الاسلامية اولا,والطعن بالاسلام عموما.
قبل سنة او سنتين اقترح النائب عباس البياتي ان يتم “استنساخ” نوري المالكي ,ونحن نرى اليوم ان عملية تحليل عينات من رفات موسى الكاظم ومن ثم اخماد فتنة الطائفية التي اشعلت بواسطة خرافات من هذا النوع اولى واهم وارخص ثمنا من عملية استنساخ الابقار كالبقرة دولي او نوري المالكي!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات