الانتخابات الخدعة الاكبر في تاريخ العراق
تتطلع شعوب العالم بعد كل عملية انتخابية الى تغيير ملموس وفق ما يطرحه المرشحون من خطط للنهوض ببلادهم بمختلف الجوانب وتطويرها نحو الافضل ، لذا نجد الاقبال الجماهيري والتفاعل الواضح مع العملية الانتخابية واختيار المرشحين بكل شفافية بعيداً عن كل المسميات الاخرى والتلاعب بنتائج الانتخابات وتزوير نتائجها ، وهذه الصورة الحقيقة لما يسمى بالعملية الانتخابية .
منذ سقوط النظام الاسبق بعد عام 2003 والشعب العراقي يتطلع الى نظام سياسي ديمقراطي عادل يأتي من خلال عملية الاقتراع يغير مجرى العملية السياسية ويفرض العدالة والمساواة بين ابناء الشعب العراقي بمختلف اديانه وتنوع اطيافه من شماله الى اقصى الجنوب ، لكن ماحدث كان صدمة كبيرة لم تغير من المعادلة شيء وانما قلبت الموازين رأساً على عقب وبدلاً من تحسن الاوضاع وتغييرها نحو الافضل ، كانت النتائج سلبية بكل معنى الكلمة .
بطبيعة الامر لم يدرك الجميع ماستفرزه العملية الانتخابية ونتائجها من تغيرات طرأت على الوطن ولا سيما ان العملية الانتخابية سارت وفق اقتراع اقرب مايكون للتعصب الديني والقومي والحزبي بعيداً عن الحس الوطني ومصلحة الوطن ، لذا كانت النتائج مخيبة للامال ولازالت مخلفات نتائج الانتخابات منذ اجراءها تسير وفق وتيرة واحدة رغم محاولة التغيير من خلال صناديق الاقتراع الا ان الامر اصبح اقرب الى المستحيل بعد سيطرة الاحزاب المنتخبة على جميع مفاصل الحكومة والبرلمان وتقاسمها جميع المناصب ، وهذا مايؤثر على نتائج الانتخابات مسبقاً ويجعل من عملية التغير تسير كالسلحفاة او ابطأ بكثير .
ان العملية الانتخابية ليست عملية تدوير للاسماء والمناصب وبقاء رؤساء الكتل الكبيرة على رأس القرار السياسي ، وانما هي عملية تغير جذري، وتشريع القوانين بما يخدم مصلحة الوطن ، وتصحيح للاخطاء السابقة والمضي بالعملية السياسية نحو الطريق الصحيح بعيداً عن التدحلات الخارجية التي تحاول ان تفرض اجندتها من خلال الانتخابات .
يجب ان نتطرق الى امر مهم جداً وهو كيف سيكون الاقبال الجماهيري على صناديق الاقتراع ، هل سيكون الامر مشابهاً لانتخابات سنة 2018 ليس بالمستوى المقبول حسب ماذكرته وسائل الاعلام العالمية بنسبة لاتتجاوز25% ، واعتقد ان سبب هذه النسبة المتدنية لعدم ثقة الناخب العراقي بالعملية الانتخابية ونتائجها التي يعدها البعض خدعة او ان النتائج معروفة مسبقاً ، وهذا الامر بطبيعة الحال من الاسباب المهمة لعزوف الاغلبية بعدم الذهاب الى صناديق الاقتراع وعدم اهتمامهم بنتائجه ، الامر الاخر الذي يثير الانتباه هو كيفية اجراء الانتخابات بوجود هذا الكم الهائل من الاسلحة خارج سيطرة الدولة والتي من الممكن ان تلعب دور مهم في التاثير على حرية الناخب بالاختيار .
اذا ما اريد للعملية الانتخابية ان تمضي كما مخطط لها يجب على الحكومة ان تهيئ كل الاجواء المناسبة لانجاحها ، وهذا يتطلب جهود كبيرة من قبل المفوضية المستقلة للانتخابات بتثقيف المواطنين على اهمية تحديث المعلومات والحصول على البطاقة البايومترية قبل اجراء الانتخابات وكذلك تعريف الناس بضرورة المشاركة بالعملية الانتخابية لضمان نجاحها واختيار المرشحين الاكفاء ، وهذا يأتي من خلال اقامة الندوات والمحاضرات التوعوية والتثقيفة لحث الناخب على ممارسة حقه الطبيعي بالادلاء بصوته بكل حرية ، وكذلك يجب التركيز على دور الاعلام في عملية التثقيف من خلال البرامج والاعلانات التي تبثها القنوات التلفزيونية ، وكذلك باجراء جولات ميدانية في المدن والاقضية والنواحي والقرى .