انتظارًا لمحاكمته بجرائم “الإبادة الجماعية” .. التحذيرات تتصاعد من عودة “داعش” مع ارتفاع وتيرة الهجمات !

انتظارًا لمحاكمته بجرائم “الإبادة الجماعية” .. التحذيرات تتصاعد من عودة “داعش” مع ارتفاع وتيرة الهجمات !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

باتت الأنباء عن تنظيم (داعش) الإرهابي تتدوال كثيرًا، في الفترة الأخيرة، بعد أن كانت قد قلت بشكل كبير، وهو ما يُشير إلى عودة جديدة له.

وأكد “كريم خان”، رئيس فريق التحقيق الأممي في جرائم (داعش)، في حديث لـ (الشرق الأوسط)؛ إمكانية بدء محاكمات لعناصر التنظيم، العام المقبل: “إذا تمت الخطوات التشريعية اللازمة داخل العراق”.

وأحاط “خان”، “مجلس الأمن”، بالتقرير الأخير لفريقه؛ الذي يتضمن ثلاثة مستجدات؛ الأول أنه للمرة الأولى وصف جرائم (داعش)، بحق الإيزيديين؛ بأنها “جريمة إبادة جماعية”، والثاني: وصفه ما ارتكبه التنظيم من إعدامات جماعية، في قاعدة “سبايكر”، قرب “تكريت”، بأنه: “جريمة ضد الإنسانية”، والثالث: أن الأدلة أشارت إلى استخدام (داعش)، السلاح الكيماوي والبيولوجي.

وقال “خان”؛ إن التنظيم استهدف محو جماعات بأكملها، مضيفًا أن الهدف من تبني “الأمم المتحدة”، القرار (2379): “محاسبة الأفراد الذين ارتكبوا تلك الجرائم، من خلال محاكمات عادلة”.

القتل لرفض تغيير الديانة..

وقد حدد الفريق: 1444 من الجناة المحتملين، من بينهم: 469 شخصًا، تم تحديدهم باعتبارهم شاركوا في الهجوم على “سنجار”، و120 شخصًا شاركوا في الهجوم على قرية “كوجو”.

ونقل موقع أخبار “الأمم المتحدة”، عن “خان” قوله؛ إن الجرائم المرتكبة ضد المجتمع الإيزيدي تُمثل بعضًا من أكثر أعمال العنف وحشية وانتشارًا، ضمن ما جناه (داعش) ضد شعب “العراق”.

وأشار رئيس فريق التحقيق الأممي؛ إلى أن (داعش) كان يُخيّر السكان بين تغيير الديانة أو الموت؛ وقد قُتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال لأسباب متعلقة بهذا التخيير.

ومن صور بطش (داعش)، استعباد الآلاف، واختطاف النساء والأطفال من عائلاتهم وتعريضهم لأقصى الانتهاكات، بما في ذلك الاغتصاب المتسلسل وغيره من أشكال العنف الجنسي غير المحتمل.

أسلحة بيولوجية بيد “داعش” !

وكشف التقرير السادس لـ (يونيتاد)؛ عن تطورات سريعة طرأت على تحقيق جديد؛ فُتح بشأن استخدام (داعش)، أسلحة كيميائية وبيولوجية، في “العراق”.

فقد وجد التحقيق أن (داعش) استخدم، بشكل متكرر، أسلحة كيميائية ضد السكان المدنيين، في “العراق”، بين عامي: 2014 – 2016، وقام كذلك باختبار عوامل بيولوجية على السجناء.

وعانت الطائفة الإيزيدية صنوف العذاب على يد تنظيم (داعش) الإرهابي، الذي ارتكب، قبل أكثر من 6 سنوات، مجازر ومذابح وتشريدًا وسبيًا واغتصابًا للنساء، لا تزال المقابر الجماعية، في “العراق”، شاهدة عليها.

وقوبل استهداف الآلاف من الإيزيديين وتدمير مدنهم وقراهم وأماكنهم المقدسة، باستنكار دولي وإقليمي، وتعاطف واسع في أنحاء العالم، نشر قضية الأقلية المضطهدة لتصبح إحدى أبرز قضايا العصر الإنسانية.

مازالت عصابات “داعش” نشطة !

إلى ذلك، طالب عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالعراق، “فاضل الغراوي”، القائد العام للقوات المسلحة، “مصطفى الكاظمي”، إعلان حالة الاستنفار الأمني وملاحقة عناصر (داعش)، في العديد من المحافظات العراقية.

وبحسب وسائل إعلام عراقية؛ قال “الغراوي”، في بيان، يوم الإثنين؛ إن: “الجرائم الوحشية لعصابات (داعش) الإرهابية، في العديد من محافظات العراق، وقتلهم المدنيين وترويعهم والهجمات المتوالية ضد القوات الأمنية، والتي كان آخرها استشهاد وجرح عدد من القوات الأمنية في قاطع عمليات مدينة سامراء، مازالت مستمرة وتحتاج موقف حازم من القوات الأمنية لإيقافها”.

وأوضح أن توالي هذه الهجمات يؤكد أن: “عصابات (داعش) الإرهابية مازالت نشطة”، مطالبًا: “القائد العام للقوات المسلحة؛ بإعلان حالة الاستنفار الأمني وملاحقة هذه العصابات الإجرامية والقضاء عليها”.

يحاول الظهور على الساحة من جديد..

كما حذر مسؤول كُردي كبير؛ من أن هناك مؤشرات متنامية على أن تنظيم (داعش) الإرهابي، يحاول الظهور على الساحة مجددًا، بعد تزايد الهجمات في “العراق”.

ويأتي ذلك بعد مقتل ما لا يقل عن 19 من أفراد قوات الأمن العراقية والكُردية العراقية، في الأيام القليلة الماضية، في مختلف أرجاء البلاد، وفقًا لبيانات عسكرية وتصريحات مسؤولين أمنيين.

من جهته؛ دعا الرئيس العراقي، “برهم صالح”، إلى توخي الحذر من خطر نهوض التنظيم  مرة أخرى.

وتأتي الهجمات، بعد أعنف هجوم انتحاري شهده، “العراق”، في 3 سنوات، والذي أعلن التنظيم المتطرف مسؤوليته عنه، ووسط مخاوف من أن يخل تخفيض عدد قوات تقودها “الولايات المتحدة”؛ باستقرار البلاد.

ونقلت وكالة (رويترز)، عن “لاهور طالباني”، الرئيس المشارك لـ”الاتحاد الوطني الكُردستاني” والقائد السابق للمخابرات، قوله في مقابلة مع الوكالة: “لقد أعاد التنظيم صفوفه؛ فيما يبدو”.

يُذكر أن تنظيم (داعش)، وهو في الأساس جماعة خرجت من رحم تنظيم (القاعدة)، سيطر على مساحات شاسعة من أراضي “العراق” و”سوريا”، من 2014، وفرض حكمًا من الترويع؛ شمل قطع الرؤوس في العلن وتفجيرات نفذها أنصار له في الخارج.

يشن هجمات على الحدود السهل اختراقها..

وأعلن “العراق”، هزيمة التنظيم عسكريًا، في 2017، لكنه لا يزال يُشن هجمات في مختلف أرجاء شمال البلاد، وعلى الحدود التي يسهل اختراقها مع “سوريا”.

وشهدت الأشهر القليلة الماضية؛ أكثر من 25 هجومًا دمويًا؛ ألقى مسؤولون عراقيون بمسؤوليتها على مقاتلي (داعش)، وقُتل أكثر من 30 في تفجير، في كانون ثان/يناير 2021، في سوق مزدحمة، في “بغداد”.

10 آلاف داعشي ناشط بين العراق وسوريا..

ولفت “طالباني”؛ إلى أنه لم يُقض بالكامل على التنظيم، وأضاف أن هناك بضعة آلاف من مقاتليه يعملون في “العراق”.

ويقول بعض المسؤولين العسكريين الغربيين؛ إن عدد من ينشطون، بين “العراق” و”سوريا”؛ قد يتجاوز 10 آلاف.

مخاوف من التجنيد عبر التواصل الاجتماعي..

كما أعرب “طالباني”؛ عن قلق خاص من قدرة التنظيم على التجنيد عبر وسائل؛ منها مواقع التواصل الاجتماعي، وأشار إلى أنه أُلقي القبض، قبل ثلاثة أسابيع، على 38 شخصًا جُندوا للعمل مع (داعش)، وجميعهم من الأكراد الذين تتراوح أعمارهم بين: 20 و22 عامًا.

وأضاف: “كانوا على وشك شن هجمات، تلقوا عتادًا وقنابل ومتفجرات، وكان هذا جرس إنذار”.

ويُشارك قادة عراقيون، “طالباني”، مخاوفه، فكتب الرئيس العراقي، “برهم صالح”، على (تويتر)، الأسبوع الماضي؛ يقول: “لا نملك أن نشعر بالرضى عن النفس”؛ في محاربة مقاتلي “تنظيم الدولة الإسلامية”.

افتقار التنسيق سبب الاخفاقات الأمنية..

هذا؛ وتُعزى بعض الإخفاقات الأمنية إلى الافتقار للتنسيق بين الجيش العراقي والقوات التابعة لـ”إقليم كُردستان”، شبه المستقل.

وحارب الجانبان، التنظيم، لكن العلاقات بينهما تدهورت، منذ محاولة الأكراد الفاشلة نيل استقلال كامل، عام 2017، وهو مسعى أوقفته “بغداد” عسكريًا.

ويقول “طالباني”؛ إن مقاتلي (داعش)؛ يمكن أن يستغلوا الأراضي المتنازع عليها بين الجانبين .

وأضاف: “الافتقار للتنسيق، بين أربيل، (عاصمة الإقليم الكُردي)، وبغداد، أدى إلى عودة ظهور التنظيم وزيادة قوته ونشاطه وقدراته”.

تخفيض واشنطن قواتها..

يُشار إلى أن “الولايات المتحدة” خفضت قواتها، من نحو 5 آلاف؛ كانت متمركزة للمساعدة في قتال تنظيم (داعش)، إلى نصف هذا العدد، خلال العام الماضي.

ومع خفض التحالف، الذي تقوده “الولايات المتحدة”، لعدد قواته في “العراق”، من المتوقع أن يملأ “حلف شمال الأطلسي”، هذا الفراغ بالتدريب والتنسيق مع القوات العراقية، لكنه ليس مفوضًا بالمشاركة في العمليات القتالية.

وتُطالب فصائل شيعية مسلحة مدعومة من “إيران”؛ بانسحاب القوات الأميركية بالكامل.

وأصبحت هذه الفصائل، خصم “الولايات المتحدة” الرئيس، في “العراق”، منذ هزيمة (داعش)، وراحت تطالب بالانسحاب بقوة أكبر، منذ أن قتلت “الولايات المتحدة”، القائد العسكري الإيراني، “قاسم سليماني”، العام الماضي، والذي كان ضمن لائحة الإرهاب الأميركية.

ولفت “طالباني”؛ إلى أنه يخشى من تداعيات سحب القوات الأميركية.

وسحبت “الولايات المتحدة”؛ قواتها من “العراق”، عام 2011، تاركة فجوة أمنية أمكن للمتشددين استغلالها، وفقًا لوكالة (رويترز).

تحذير فرنسي..

يُشار إلى أن “وزارة الدفاع” الفرنسية أيضًا؛ قد حذّرت مؤخرًا من أن تنظيم (داعش) عاد للظهور في “العراق” و”سوريا”، مجددًا، مشيرة إلى أن التنظيم: “قادر على التحرك”.

وقالت الوزارة إن: “تنظيم (داعش) انهزم جغرافيًا، لكنه قادر على التحرك”.

“وزارة الدفاع” الفرنسية؛ أشارت إلى أن: “هدف فرنسا، التي تقود العمليات البحرية للتحالف؛ هو تفكيك (داعش) نهائيًا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة