بدأ الانسان التواصل مع اخيه الانسان باستخدام الإيماءات والأصوات من أجل نقل المعلومات .
وفي إفريقيا ، كانت الطبول وسيلة شائعة للاتصال ، مما أتاح نطاقًا أكبر للتواصل الاجتماعي .
ادرك الناس المعرفة بالعقل المجرد والتصورات الخاصة ، ونقلها الى الآخرين من خلال التواصل فاصبحت الحاجة ملحة الى اللغة التي عززت مفهوم الاتصالات لنقل المعلومات .
وبعد ذلك تطورت وسائل الاتصال عبر التاريخ . وانتقل الانسان من التواصل شفهيًا الى الكتابة .
فاخذت المجتمعات القديمة تنشر الاخبار عن طريق تلاوة البيانات على الجمهور مباشرة في الساحات العامة ، وقد كانت الوسيلة الأساسية للاتصال السياسي في المدن .
وبعد انتشار صناعة الورق دخل العالم في عصر المعلوماتية الواسعة .
فشهدت بعض المدن نوعًا من الصحف المنشورة على الجدران كوسيلة من وسائل الاتصال .
وانتشرت الصحافة كافضل وسيلة اتصال جماهيرية ، قبل ظهور الراديو ، الذي كان عن حق ثورة في عالم الاتصالات عبر الاثير .
ويعد الراديو من أهم وسائل الاتصال التي عرفها الانسان منذ قديم الزمان .
وتمكن الراديو من نشر الاخبار العالمية ، وبث مختلف البرامج الثقافية والموسيقية والرياضية والفنية ، اضافة الى الحوارات والمقابلات .
وقد كان الراديو وسيطا إعلاميا مهما منذ بدء أول بث في أوائل العشرينيات من القرن الماضي .
وقد مدح المنلوجست العراقي عزيز علي الراديو بقوله
الراديو ينور الأفكار
الراديو يفتح الأبصار
الراديو ينقل الاخبار
الراديو يفضح الأسرار
ما دام يفضح الأسرار ، يعني يضر الاستعمار… يحيا الراديو
ويعتبر الراديو وسيلة اتصال أحادي الاتجاه بين المرسل والمستقبل . وهو يسمح للمرسل بالتأثير على الجمهور من خلال برامجه المتنوعة .
ثم جاء التلفزيون كوسيلة اتصال متطورة حيث يعرض بالصورة والصوت برامج إعلامية وتثقيفية ، مثل الأخبار والأفلام الوثائقية والأحداث الرياضية ، اضافة الى البرامج الترفيهية على اختلاف انواعها .
ورغم انحسار البث الحي للتلفزيون ، الا انه مازال يؤثر على حياة كثير من الناس منذ أن تم تطويره قبل أكثر من 80 عامًا . وهو وسيلة مهمة لقضاء وقت الفراغ وتشكيل الآراء
حول مختلف القضايا .
اما الهواتف السلكية للتحدث مع الاخرين فقد ظهرت عندما أجرى جراهام بيل مكالمته الهاتفية الاولى عام 1876.
وقطعت الاتصالات بعد ذلك شوطا كبيرا منذ ذلك التاريخ .
ثم تحولت الهواتف السلكية الى اجهزة لاسلكية بعد فترة من اختراع اجهزة استقبال الراديو المستخدمة في الحرب العالمية الثانية .
ولم تكن الهواتف المحمولة شائعة الاستخدام الا في التسعينيات . حيث بدأ المزيد من الناس في شراء هذه الهواتف التي أصبحت تتطور سنة بعد اخرى .
وبظهور الانترنت على اجهزة الكومبيوتر ، انتقلت ثورة المعلومات هذه الى الهاتف المحمول فتمكن الأشخاص من التواصل عن طريق الاحاديث بالصورة والصوت ، والبريد الإلكتروني وبث مقاطع فيديو باستخدام الكاميرات .
وانتشر إنتشارا واسعا بعد شيوع وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر وانستغرام وغيرها .
ولعل فائدة الهاتف المحمول الفائقة تكمن في قدرته على الحركة. حيث يمكننا اصطحاب الهاتف في كل مكان ، وبذلك يمكن التواصل مع الغير في الشارع وفي المركبات، وأصبح من السهل التحدث مع ألاهل والاصدقاء في الهواء الطلق .
وادخل للهاتف المحمول ميزات ذكية ، ووظائف متعددة مثل البحث عن طريق الإنترنت وكاميرات الصور فائقة الجودة والملاحة وما إلى ذلك.
وبذلك لم يعد الهاتف المحمول وسيلة اتصال فقط بل غير مجرى حياتنا الشخصية والاجتماعية ، واصبح جهازا لاغنى عنه لانجاز الاعمال والتواصل والتسوق وتسديد الفاتورات والقراءة والتسلية . .
كما اصبح الهاتف المحمول اكثر وسائل الترفيه انتشارا بسبب تنوع وظائفه ، ودخوله في مختلف ميادين الحياة .
وبالمقابل وجد في استخدام هذه الهواتف ومخرجاتها العديد من السلبيات التي تترتب عليها مشاكل نفسية وسلوكية وصحية .
وبالرغم من هذه السلبيات فلا احد يستطيع الاستغناء عن الهواتف المحمولة . حيث اصبحت جزء” لا يتجزأ من حياتنا اليومية ، وهنالك العديد ممن ادمن عليها .
لقدأصبحنا ننظر إلى العالم الواسع من خلالها . وهي وسيلة فعالة للعلاقات العامة ، والتواصل الاجتماعي مع الاخرين في محيطنا المحلي والعالمي .
ان الهاتف المحمول قد خلق عالماً جديدا في حياتنا ، يتعذر الاستغناء عنه لاي سبب كان . رغم اننا مازلنا نحلم بالزمن الجميل .