خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
قبل أيام؛ شرع البعض في الاحتجاج أمام مبنى “القنصلية الإيرانية”، بمدينة “كربلاء” العراقية، وقد نجحت قوات الأمن العراقية، بالنهاية، في تفريق المتظاهرين.
وللحديث عن أسباب هذه التظاهرة وإرتباطها بالاضطرابات الأخيرة، في “كربلاء”، وكذلك الدور الأميركي والإسرائيلي، أجرت صحيفة (جام جم) الإيرانية؛ التابعة لـ”الإذاعة والتليفزيون”، الحوار التالي مع، “مرتضى موسوي”، خبير الشأن الإقليمي..
تياري: “صدام” و”اليماني”..
“جام جم” : من برأيك متورط في العمليات التخريبية الأخيرة على “القنصلية الإيرانية” بمدينة “كربلاء” ؟
“مرتضى موسوي” : بالنظر إلى إرتباطات من قاموا بتنفيذ هذه العمليات، يتضح أنهم يتبعون تياريين فكريين منحرفين، في “العراق”، أحدهما: حزب “صدام” البعثي، والآخر تيار “أحمد اليماني”.
وكلاهما جزء من منظومة البلطجية والتيارات التي تقودها غرفة عمليات مشتركة في “السفارة الأميركية”؛ على الأراضي العراقية، بالتعاون مع: “لندن والرياض وأبوظبي”.
وتعود نشأة هذه التيارات إلى ما قبل عام ونصف تقريبًا؛ بالتوازي مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في “العراق”؛ استياءً من الخدمات الحكومية، آنذاك، وانتهت باستقالة حكومة، “عادل عبدالمهدي”، وتشكيل حكومة “مصطفى الكاظمي”.
للحد من الدور الإيراني المؤثر بـ”العراق” !
“جام جم” : وما كانت أهداف مثيري الشغب في محيط “القنصلية الإيرانية” ؟
“مرتضى موسوي” : أساس القصة أن “الجمهورية الإيرانية”؛ طرف مهم ومؤثر على الساحة السياسية والاجتماعية العراقية، ويحظى بمكانة ثابتة جديرة بالملاحظة، ولذلك تتحسس باقي الأطراف الناشطة، في الساحة العراقية؛ إزاء الدور الإيراني، ويسعون إلى تقييد هذا الدور قدر استطاعتهم.
وقد شهدت الأعوام السابقة؛ القيام ببعض الإجراءات التي من شأنها تحجيم الدور الإيراني، من مثل تشكيل مجموعات معارضة تقود الرأي العام العراقي ضد “إيران”، لكن على كل حال فقد كانت “إيران” تدعم باستمرار المسار السياسي والاجتماعي، الذي من شأنها إشاعة الهدوء في “العراق”.
عصابات “صهيوأميركية”..
“جام جم” : أشرتم في حديثكم؛ إلى مساعي “أميركا” وحلفاءها في تقييد الدور الإيراني بدولة “العراق”، ما هو دور “أميركا” و”إسرائيل”، في العمليات التخريبية ضد “القنصلية الإيرانية”، في “كربلاء” ؟
“مرتضى موسوي” : في بداية كلامي؛ تحدثت عن دور بعض التيارات في هذه الأحداث. وهذه المجموعات؛ أو بالأحرى العصابات، (وهي بالطبع لا تُمثل المجتمع العراقي أو حتى جزء منه)، عبارة عن عناصر بلطجية مأجورة ومنظمة تنشط على الصعيد الأمني العراقي؛ وتقودها “السفارات الأميركية، والسعودية، والإماراتية، والصهيونية”.
السفارة الأميركية ببغداد أدارت العملية..
“جام جم” : وما الهدف ؟
“مرتضى موسوي” : تهدف “الولايات المتحدة” وحلفاءها؛ إلى تشويه صورة “إيران” في المجتمع العراقي، والعمل على تقييد قدرة المناورة والنفوذ السياسي والاجتماعي الإيراني.
وهذا النوع من العمليات؛ سياسي بالكامل ومطروح سلفًا على شبكات التواصل الاجتماعي في “العراق”، وتقوده بشكل مباشر، “السفارة الأميركية” في “بغداد”.
ومن سلسلة المساعي الأميركية، ما حدث قبل أيام أمام، “القنصلية الإيرانية”، في “كربلاء”، بغرض بث حالة من الحساسية السلبية تجاه النفوذ الإيراني في المجالات المذهبية والسياسية والاجتماعية العراقية.
ومن هذه المساعي أيضًا ترديد الشعارات المعادية لـ”الجمهورية الإيرانية”، في فضاء الشبكات الاجتماعية العراقية.
اغتيال “الوزني”..
“جام جم” : في إجراء مشبوه، اتهمت بعض وسائل الإعلام الأجنبية، النظام الإيراني باغتيال، “إيهاب الوزني”، الناشط الاجتماعي العراقي، فما علاقة هذا الموضوع بالعمليات التخريبية ضد “القنصلية الإيرانية”؛ في “كربلاء” ؟
“مرتضى موسوي” : في البداية يجب القول، هناك أحداث جادة وحقيقية حول ماهية هذه الاغتيالات، والفرضية الأهم: رغم عدم وجود مستندات كاملة عن ماهية العناصر التي تقف وراء هذه الاغتيالات، لكن هناك فرق للاغتيالات الكيدية في “العراق”، تتبع: السفارات الأميركية والإسرائيلية.
وبينما تبذل “إيران”؛ كل مساعيها لاستعادة التهدئة في “العراق”، رغم تعارض هذه الصراعات السياسية والاجتماعية واتساع دائرة الاحتجاجات العراقية، مع المصالح الإيرانية؛ ومبدأ حسن الجوار وتطوير العلاقات، لكن الأطراف الأميركية والإسرائيلية والكيدية؛ تريد فرض مطالبها على “العراق”؛ عبر نشر الفوضى السياسية والاجتماعية وفرض المزيد من الضغوط على الاقتصاد العراقي المنهك.
فالفوضي السياسية والاقتصادية بـ”العراق”؛ تهدد مكانة هذا البلد الإقليمية، وتحد من قدرة المساومة العراقية للدفاع عن الاستقلال والسيادة، ولا يمكن لأحد أن يربح من مثل هذه الأجواء سوى “الولايات المتحدة”. فلقد تحملت “الولايات المتحدة” ضغوطًا قاسية، فيما يخص سحب قواتها من “العراق”، ومن البديهي فإن لديها الحافز الأقوى لإثارة الفوضى والصراعات في المجالات السياسية العراقية، بحيث ترضح الحكومة للوجود الأميركي العسكري للتحرر من هذه الصراعات.
وفي ظل هذه الأوضاع، ورغم حالات الاغتيالات الأخيرة على خلفية الخلافات الأسرية، لكن تسعى التيارات التي تحدثنا عنها، وتقودها السفارة الأميركية، ولها نفوذ قوي في شبكات التواصل الاجتماعي العراقي، إلى نسبة هذه الاغتيالات لـ”الجمهورية الإيرانية”، على نحو يخدم الهدف الأساس؛ وهو تشويه صورة “إيران” والحد من نفوذها السياسي والاجتماعي في “العراق”.