إذاً ما الداعي الّذي دفعكم لحكم العراق يا حزبيّو “الدعوة” إن كنتم منذ تأسيس حزبكم زائداً عشر سنوات من الحكم وفي النهاية تقيمون “طقساً” علمانيّاً “حفل انتخاب ملكة جمال بغداد !؟ ضاربين بعرض الحائظ مبادئكم , فمثل هذا من “فجور” كما تعلمون لأنّه “يكشف عن عورات النساء” ؟ وهو من بناة أفكار الغرب “الكافر” أيضاً , فهل وبعد أن نصّبكم بريمر أصبح مسموحاً به لأتباع آل البيت ونحن لا نعلم ؟ .. فإذا كان كذلك فمن غير الداعي أنّكم سبّبتم وتسبّبون كلّ ذلك النزيف من الدماء والتضحيات طيلة مسيرتكم الحزبيّة .. كذلك وبحسب علمنا ليس آل البيت من كانوا يبحثون عن الحكم أو ليقيموا مسابقات ملكات الجمال وفي نفس الوقت تقتحم “ميليشيّاتهم” محلّات بيع الخمور وقتل أصحابها ومداهمة نوادي الأدباء والمثقّفون والملتقيات الاجتماعيّة وإيذاء روّادها وتحطيم ممتلكاتها كونها “بؤر مجون” تنتخب ملكات جمال ! .. فكما تعلمون يا سادة ليس الاسلام دين نفاق يُمدّ هذا وفي نفس الوقت يُمدّ ذاك ! .. أيّ تناقض هذا يا سادة ويا قادة ؟ .. هل من مبادئ حزب الدعوة وأهدافه تنصيب ملكات الجمال من بين عضوات حزبكم مثلاً ؟ .. هل سبق وحضر أحدكم يا ساسة حفلاً عالميّاً غربيّاً تجري فيه مراسيم تنصيب ملكة جمال “الكون” ؟ .. هل أنتم على علم بشروط مثل هذا النوع من المسابقات ؟ .. وهل أنتم والحالة هذه مؤيّدون لما كان يقوم به النظام البائد منها هذه المراسيم ؟ .. وهل أصبحت مثل هذه ومثيلاتها من أولويّات “نصرة المذهب” ؟ .. هل أصبحت الآن وبعد أن ذقتم حلاوة المنصب ؛ “حلالاً” ؟ .. وهل هي من وصايا آل البيت ؟ .. وهل مثل هذه تلائم و “البوشي” وكلّ ما يُغلّف رؤوس وأبدان “الزينبيّات” ؟ .. وهل آل البيت كانوا يقيمون طقوس انتخاب ملكات الجمال ؟ .. وعلى ضوء ذلك ولدفع “الحرج” عنكم مستقبلاً , هل ستكون مثل هذه الشعائر عفواً المراسيم على الطريقة “الشرعيّة” بالنقاب وبالحجاب على غرار الّلاعبات الرياضيّات في إيران أو في غيرها من بلدان “الإسلام” ؟ .. وهل سيثبّت هذا “الطقس” وأمثاله في التقويم الهجري بفتوى بعد نقله من التقويم الميلادي ؟ .. وهل من الجائز ومن غير المانع إقامة طقسه مع بدء مراسم عاشوراء في السنين المقبلة كما حصل اليوم ؟ ..
أنا متأكّد أنّ الدعوويّون الحقيقيّون الّذين حملوا مبادئ حزبهم محمل الجدّ حتّى وإن كانت طروحاتهم لا تلائم الواقع وتخالف سنّة التطوّر ومع ذلك نكنّ لهم الاحترام على ثباتهم ومنهم أخوة أعزّاء ؛ لم يكن ليرضوا يُعبَث “بأصول الدين” ولا في أحرج ظروفهم , وإلاّ لما ماتوا على مبادئهم ليترك لنا الزمن هؤلاء ! .. ولأنّهم كذلك فمن الطبيعي أن لا يكون لهم مكان في إدارة دفّة العراق مع هؤلاء الزمر , ومن بقي حيّاً منهم بنفسه وبمبادئه فهو الآن يا إمّا تحت الثرى ويا إمّا مغيّب ولم يكن لديهم سابق علم بحقيقة من كان يقودهم حين دخلوا الحزب بلهفة ! .. فمثلما أنّكم تسعون إلى الحكم اليوم يا قادة وتطلبونه ولو في الصين عفواً ولو في البيت الأبيض بشغاف قلوبكم فإنّكم وكما علّمتنا نكسات حكمكم العراق طيلة عشر سنوات مستعدون لأجل “التكرْسيّ” الانسلاخ عن دينكم وعن مبادئكم وعن قومكم ومستعدّون لأجل المنصب الإتيان بأنواع المفاسد والفواحش ما ظهر أو بطن “تأكلون كلّ ذي ظفر ومن البقر والغنم وشحومهما وظهورهما والحوايا .. ومبيضها” ومستعدّون لقتل الحسين ع آلاف المرّات ومستعدّون لرمي آلاف من مسلم بن عقيل ع من فوق سطح سور الكوفة ومستعدّون للتحالف مع ابن ملجم ومع المجرم عبيد الله بن زياد بل ومستعدّون التحالف مع الّتي أغوت ابن ملجم إن تطلّب التشبّث بالكرسي ذلك تتمتّعون بملذّات النهب والسلب والكذب الّتي تتيحها لكم كراسيّكم , ألم يكن هناك من باع حسينا ً وآل حسينا أفلا يبيع العراقيّين والعراق ! , ومع الأسف أنّ الكثير من البسطاء “الشيعة” يعلمون لكنّهم يدارون لا يريدون مكاشفة أنفسهم وهم يسعون لقتل الجوع في بطونهم .. في الحقيقة ليسوا وحدهم هؤلاء المتاجرون بالمذهب كذلك المتاجرون بالمذهب السنّي أيضاً فليسوا بأقلّ منهم شرّاً واستهتاراً بما فيهم المتاجرون بالديانات الأخرى كذلك ..
بالتأكيد لسنا ضدّ كلّ ما من شأنه الاهتمام بأهم مخلوق في الكون “المرأة” ولا ضدّ كلّ ما يسلّط الضوء على جمالها وعلى محاسن بديع صنعها , شرط أن تكون تلك “المسابقات” من ضمن النشاطات الإنسانيّة النابعة من الاهتمام بالمرأة في كافة مجالاتها وفق شروط حقيقيّة تعزّها بمكمّلات أخرى غير سطحيّة تعتمد جسدها فقط , كما والمسابقات برأيي مدركات ملحّة على عقل الإنسان تدفع باتّجاه خلق النموذج الأنثوي قد يحفّز بشكل أو بآخر الطبّ في تتبّعه , وما الابداع المستمرّ في طرح كلّ نتاج عصري لتزيين للمرأة من الّذي بدأ يقارب النساء بدرجة واحدة من الحسن ؛ إلاّ نتائج تلك المسابقات ؛ ولذكاء المرأة دور كبير في إبراز جمالها , وبعيداً عن الابتذال المتداول وبعيداً عن إهانتها بعلاقات اجتماعيّة منحرفة ك زيجات العرفي أو المتعة أو المسيار الّذي أجيز هذا الأخير في الخليج بعد ظهور النفط ! ..