قتل حريق مستشفى إبن الخطيب بصورة بشعة العشرات من الراقدين فيه و المرافقين لهم و لذلك كان رد الفعل عالياً ضد الطبقة الحاكمة الماسكة بزمام السلطة، بينما لا يوجد أي رد فعل على قتلى تخفيض قيمة الدينار الذين تتزايد أعدادهم بإستمرار و تبلغ أضعاف قتلى حريق مستشفى إبن الخطيب و ذلك لأنهم يقتلون بعيداً عن الأعين و عن الضجيج.
مريض السكر يحتاج و بصورة مستمرة إلى الكشف الطبي لوصف العلاج المناسب و يحتاج بصورة مستمرة إلى قياس مستوى السكر في الدم لمراقبة تأثير العلاج الطبي على المرض و يحتاج إلى تناول الأدوية اللازمة للعلاج. و بطبيعة الحال فإن كل هذا يحتاج إلى المال لتغطية أثمانها، و كلما قلت الأموال المتوفرة عند الشخص المريض زادت خطورة تأثير المرض على حياته و التي غالباً يؤدي إلى قتله. و هنالك أمراض أخرى أكثر خطورة على حياة الإنسان بفقدان الأموال اللازمة لتوفير التغذية المناسبة و العلاج الطبي اللازم مثل السرطان الذي يحتاج علاجه إلى أموال طائلة.
عندما كان سعر الدولار يساوي 1190 دينار كانت هناك شريحة من الناس يعانون من الفقر و توابعه، من مثل صعوبة الحصول على الغذاء المناسب و صعوبة الحصول على الخدمات الطبية و الأدوية اللازمة و الذي يؤدي بالعديد منهم أن يفقدوا حياتهم و التي ما كانوا يفقدوها لو كانت لهم الأموال الكافية. و بعد رفع سعر الدولار إلى 1450 دينار أصبحت تلك الشريحة في خبر كان، و أصبحت شريحة أخرى من الناس يعانون من الفقر و توابعه مثل الشريحة التي سبقتهم و التي أصبحت في خبر كان.
إن الموت مصير كل الناس لقوله سبحانه و تعالى “كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” (القصص 88) و لكن ليس بسبب السكوت عن الفاسدين الذين يسرقون أسباب حياة الناس في الغذاء و الدواء لقوله سبحانه و تعالى “وَ مَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَ أَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” (هود 117).