لم انتظر طويلا حتى أَجِد سيارة أجرة لأذهب الى عملي ، فقد استدار سائق التكسي ليقف أمامي وكالمعتاد حوار حول المكان والأجرة واتفقنا ، أولى المفاجئات الزجاج الأمامي كان مغلقا ، ظنا مني بتشغيل التبريد ، كانت الإجابة انها عاطلة كما أن التبريد لايعمل وهو مضر بالصحة مع وجود وباء كورونا أعاذنا الله وأياكم منها ، لم أجادله، حتى بادرني أنت موظف ؟ نعم موظف ، فاسترسل في حديثه يعني راتب مضمون ، ونحن نحاول ان نكسب بالحلال والحكومة تحاربنا بالمعيشة بحظر التجوال ، فبادرته ونحن أيضا نكسب بالحلال فرمقني بأستهزاء، قائلا الموظفين عيشتهم على المراجعين بالرشاوي، فقلت له لتعمم ، فأجاب بعدم رضا مو كلهم أغلبهم ، ثم أخذ يتأفأف من الزحامات ،وهنا حاولت استفزازه
المن راح تنتخب اذا صارت انتخابات فبدأ بسيل من الشتائم على الطبقة السياسية والحكومة وحظه العاثر ، فغيرت مسار الحوار بالحديث عن موديلات السيارات ، وايضاً لم يستغرق بإجابة مختصرة حتى عاد باللعن على الفاسدين وهم وحدهم لهم التمتع بالحياة بأرقى السيارات والمنازل ، ونحن كالموتى ننتظر الرحمة ، فبادرته اذا ماالحل ؟.
ماكو حل خلصنا من ظالم تبدل بالف ظالم .
الحل بيد الله يخلصنا من الطبقة السياسية الظالمة وبيد أمريكا ، فقلت ومادور الشعب ،
فرد بضحكة مشوبة بالحزن الشعب لاحول ولاقوة مابيده شي ، واذا قصدك الانتخابات هي تفصال على مقاسهم ويقسومها بيناتهم ،
ثم هم لعبوها صح جوعونا بحيث صار تفكيرنا المعيشة والكهرباء واشطب يومك ، فأسترسل احنا مو خوش أوادم ركضنا وراهم وهاي النتيجة ، وهم هسه ممحتاجينه صار عدهم أتباع مستفادين منهم ، والبقية الى حيث، ونظرت اليه ليكمل حديثه ،بعدين منو راح يجي كلهم نفس الشي قابل اللي يجي من غير كوكب خلينا عليهم على الاقل عرفانهم والشين تعرفه احسن من الزين اللي متعرفه ،وهنا تهيأت لإعطاءه الأجرة بعد أن وصلنا لنهاية الرحلة فأعطيته عملة ورقية كانت قديمة نوعا ما ، فقلبها قائلا اخاف متمشي ماعندك غيرها ، فاابدلتها بورقة نقدية جديدة ،فأستدرك قائلا والله هاي ممرتاح الها رجعلي القديمة ، فتبسمت له عند نزولي وهمست له بلهجته هاي مشكلتنا نخاف منحب نغير .
انها حوارات يومية قد تصادفها في المقهى أو في السوق أو العمل لاتغير من الوضع شئ طالما نحن لانحرك ساكنا ،والله في محكم كتابه يقول ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ .