بمزيد من الغضب والالم واجه شباب كربلاء جريمة اغتيال الناشط المدني ايهاب جواد الوزني رئيس تنسيقية احتجاجات كربلاء يوم الاحد 9-5-2021 حيث اغتيل بدم بارد امام داره ليضاف الى قائمة شهداء انتفاضة تشرين الباسلة وان هذه الجريمة النكراء تمت ادانتها ليس فقط على النطاق المحلي بل وعلى النطاق الدولي والامم المتحدة ، اما الحكومة العراقية الضعيفة الهزيلة واجهزتها الامنية الفاشلة في القيام بواجبها في حماية ارواح المواطنين فوعدت من جديد بمحاسبة القتلة وكونهم لن يفلتوا من العقاب ! وهذا ما سبق وان تعهدت به مرات عديدة سابقة دون اتخاذ اية خطوات جدية في تقديم القتلة ومن يقف ورائهم من قيادات المليشيات القذرة الوقحة للمحاكمة وهي التي ترتكب جرائمها في وضح النهار وبتواطؤ واضح من عناصرها المخترقة للاجهزة الامنية .
ان اغتيال الشهيد ايهاب والذي نقدم احر التعازي وتمنياتنا بالصبر والسلوان لعائلته واصدقائه ومحبيه ولشباب انتفاضة تشرين جاء بهدف ترويع الناشطين وكذلك لكونه من المرشحين للانتخابات القادمة ولخوف الاحزاب الطائفية الجبانة المتسلطة من احتمال فوزه في حالة اجراء الانتخابات ضمن الشروط الضرورية من النزاهة والشفافية وباشراف دولي فعال وبعيدا عن التزوير وبيع وشراء اصوات الناخبين وحرق الصناديق او ملئها يالاصوات الوهمية ، ولا يبدو لحد الان ان اي من تلك الشروط سوف يتحقق بل بالعكس وبوجود السلاح المنفلت واستنادا الى تجربة انتخابات عام 2018 المزورة بشكل قبيح وفاضح فلا يمكن ان نتوقع الا عملية تغيير الوجوه داخل الكتل الطائفية المهيمنة وفق نفس اسس الطائفية والمحاصصة البغيضة المستمرة منذ التاريخ الاسود لاحتلال العراق وغزوه عام 2003
ان المليشيات واغتيالها الناشطين بسلاح الكواتم والذي تكرر مرات كثيرة في محافظة كربلاء الى جانب المحافظات الاخرى اثبت من جديد استحالة اجراء انتخابات حرة ونزيهة تتوفر فيها فرصة حقيقية يعبر الناخبون فيها عن ارادتهم الحقيقية بانتخاب ممثليهم خاصة مع عدم وجود اية ارادة حقيقية لدى الحكوية في توفير الاجواء الأمنة للانتخابات بل بالعكس فان الحكومة اثبتت لحد الان بانها مجرد اداة لتنفيذ اجندات المليشيات الوقحة ومواصلة الكذب على الشعب عبر نشر تصريحات عن انجازاتها الوهمية سواء في محاربة الفساد او ضبط السلاح المنفلت او انجازات خدمية كاذبة والثابت انها ضعيفة وعاجزة ولا تطلق سوى الوعود في حين لم يحاسب اي قاتل او يقدم للمحاكمة ولم نسمع اي شيء عن نتائج لجان التحقيق الكثيرة التي يتم تشكيلها على نفس الطريقة الخادعة للحكومات السابقة .
ان هناك مسئولية تاريخية كبيرة تقع على عاتق الاغلبية الصامتة التي ينبغي ان ترفع صوتها عاليا وتشارك في هبة جماهيرية عارمة تسفط القتلة والمجرمين الفاسدين الذين اذاقوه مرارة العيش طيلة السنوات الماضية متوغلين في نهب ثرواته وامتهان كرامتة وحرمانه من ابسط متطلبات العيش الكريم وليس تجربة الشعب التونسي ببعيدة عنا حيث تسبب حرق الشاب عزيزي لنفسه في انفجار الثورة هناك واود ان اتسائل كم من التضحيات القادمة مطلوبة لايقاظ الناس وهبتهم للمطالبة بحقوقهم العادلة وايقاد شرارة الثورة مجددا ؟
لقد اكدت العديد من التنسيقيات مقاطعتها للانتخابات لحين كشف قتلة المتظاهيرن وكنس السلاح المنفلت من الشارع وهي اهم المطالب رغم ان هناك ضوابط عديدة اخرى سبق وان اعلنت من قبل التنسيقيات للحد من تزوير ارادة الناخبين الا ان طريق شباب العراق وقواه المدنية والديمقراطية لا يلتقي مع طريق الاحزاب الطائفية التي بدأت تكرر نفس اسلوبها القديم .
ان الخطاب الطائفي هو بضاعتهم القديمة التي تتكرر قبل الانتخابات وهاهم يعودون اليها مجددا مرددين نفس النغمات القديمة التي لم تقدم اي شيء لشعبنا العراقي المبتلى بويلات المحاصصة وسرقات “الآباء المؤسسين” ا لدنسة وقشلهم المتواصل طيلة السنوات العجاف التي تسببت في افقار أكثر من اربعين بالمائة من ابنا ء العراق الذين تجري استنزاف خيراتهم امام اعينهم ومعظمهم خانعبن ساكتين ولا ندري الى متى سوف تستمر هذه المعاناة ومتى سيبتفض الشعب من جديد ورمي هذه الحثالات في مزبلة التاريخ .
. ان بلادة الطبقة الفاسدة الحاكمة بلغت حدا لا يوصف فالكذب اصبح لديهم امرا عاديا وتناضات مزاعمهم وصلت حدا مقرفا وادائهم الفاشل اصبح على كل لسان الا انهم يتعامون عن الحقبقة متوهمين
لغبائهم بان هناك من تعبر عليه خزعبلاتهم المكررة المملة .
ان الفساد في العراق قد وصل مدبات فلكية اذ لا يوجد اي مجال لم يتلوث به وطالما ان الطبقة الكسيحة الحاكمة فاسدة للنخاع فلا يمكن اليوم تمشية ابسط معاملة روتينية بدون دفع الرشوة وذلك لغياب المحاسبة والمراقية والسرقات الضخمة لمليارات الدولارات من قبل المتحكمين برقاب ابناء الشغب المستكين والقابل بهذا الظلم والهوان في غالبيته لحد الان وعلى شعبنا العراقي المبتلى ان لا يتوقغ منقذا غيبيا او حلا سحريا او خارجيا لحل ازمة العراق واخراجه من ماساته والحل لن يكون الا على ايدي واذرع ابناء العراق الوطنيين المخلصين وشبابه البواسل المضحين بارواحهم في سبيل استرجاع وطنهم وانتزاع حقوقهم وتوفير الحياة اللائقة الكريمة لجيلهم وللاجيال القادمة .
ان المعارك القادمة لن تكون سهلة او يسيرة وان المجرمين القتلة والسراق والفاسدين سوف لن يستسلموا بسهولة رغم ان نظامهم العفن قد انتهت مفعوليته منذ انتفاضة تشرين 2019 على الاقل ولكن النصر هو حليف شعبنا لا محالة بتصميم وارادة ابناء العراق الغيارى .