لم يزل نبأ تثبيت حکم السجن لعشرين عاما بحق الدبلوماسي الارهابي أسدي وصيرورته قطعيا بعد عدم إستئناف الاخير لقرار الحکم الذي صدر بحقه بعد تورطه بقيادة مخطط إرهابي لتفجير المٶتمر السنوي العام للمقاومة الايرانية في باريس عام 2018، حتى تناقلت وکالات الانباء خبر إدانة محكمة عليا في الدنمارك يوم الخميس الماضي مواطنا نرويجيا من أصول إيرانية بتهمة التجسس والتواطؤ في الشروع في قتل معارض إيراني في الدنمارك، لتؤيد بذلك حكما أصدرته محكمة أدنى درجة، وهي قضية طالبت بسببها الدانمارك مطالبة الاتحاد الاوربي لفرض عقوبات على النظام الايراني عام 2018، بعد إعتقال ذلك الرجل.
مكتب المدعي العام الدنماركي على غرد على تويتر يوم الخميس المنصرم”أدانت هيئة محلفين في المحكمة العليا الشرقية بالإجماع إيرانيا بممارسة أنشطة مخابراتية غير مشروعة والتواطؤ في محاولة قتل إيراني يعيش في رينجستيد”، وبطبيعة الحال فقد ثبت ضلوع مخابرات النظام الايراني في تجنيد وتوجيه هذا الرجل من أجل القيام بنشاطات تجسسية وإجرامية، وإن تتابع صدور حکمين قضائيين من جانب محکمتين أوربيتين في بلجيکا والدانمارك ضد عملاء وجواسيس وإرهابيين للنظام الايراني، يکشف مرة أخرى الوجه الحقيقي البشع لهذا النظام ومن إن معارضيه لايتخلصون من شره وعدوانيته المفرطة حتى ولو کانوا على بعد آلاف الکيلومترات من أوطانهم.
هاتان القضيتان تأتيان بعد أن تم الترکيز على ملف حقوق الانسان في إيران بصورة ملفتة للنظر الى الحد الذي إنه قد کتب أكثر من 150 مسؤولا سابقا في الأمم المتحدة وخبراء دوليين ومنظمات غير حكومية مرموقة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، ورئيس مجلس حقوق الإنسان والدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان واللجنة الثالثة للجمعية العامة ومقرري الأمم المتحدة داعين إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية في مجزرة عام 1988 ضد السجناء السياسيين في إيران. کما إن هذين الخبرين قد تزامنا أيضا الى حد ما مع قرار أغلبية الکونغرس الامريکي المٶيد لنضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والداعي لجعل برنامج السيدة مريم رجوي ذو العشرة بنود بمثابة خارطة طريق من أجل حل المعضلة الايرانية.
الاوضاع الصعبة أساسا التي يعاني منها النظام الايراني الامرين، تزداد صعوبة وتعقيدا مع تأزم موقف هذا النظام على الصعيد الدولي وتزايد عزلته أکثر من أي وقت مضى، ولاسيما وإن الفترات الاخيرة وما قد تخللتها من أنباء صادمة بالنسبة للنظام الايراني، قد کانت أشبه ماتکون بموسم تساقط الکوابيس والمصائب على رأسه.