بالرغم من مشاهدتي للفلم العربي “الصعاليك” لاكثر من مرة الا اني احسست التمتع بالمشاهدة الاخيرة اكثر من غيرها لربط احداثه ببعض الشخصيات السياسية وواقعنا العراقي الذي اجتاز كل دول المعمورة حيلا بالفساد.
احداث الفلم تدور حول مجموعة لصوص يتطور عملهم للعب مع (الكبار) في عمليات تجارية مشبوهة وفي نهاية الفلم اراد المخرج ان يتغلب الصعاليك على الكبار لقدرتهم الكبيرة على التحايل والخدعة واتباع الطرق غير المألوفة ، وبالتالي خسارة اسيادهم ( الكبار) امام مجموعة ساذجة وتافهة تنفق ما تحصل عليه على ملذاتهم الشخصية الحياتية وبما يخالف تعاليم الخالق وكتابه المبين .
وقبل كتابة فكرة العمود لم اجد تعريفا محدداً لمهنة “الصعلكة” او توظيفاً سلوكياً لهذة الوظيفة فهي تختلف من مجال الى اخر ، فالصعلكة في الادارة تختلف عن السياسة والثقافة والادب ، علما ان الصعلكة لا تعني القذف دائما .
فالحصيري مثلا كان انموذجا للصعاليك في بغداد، وهو يشرب الخمر في الشارع ، و( جان دمو) كان صعلوكا ايضا ،والمتخلي عن حقوقه وواجباته يسمى صعلوكا ، والشاعر الشنفرى بن فجالة وعروة بن الورد كانا صعلوكين ايضا ، بسبب قيامهما بسرقة بعض القصائد والدواوين وبيعها وتوزيع ايراداتها على الفقراء والمحتاجين من ابناء جلدتهم ونوري السعيد كان صعلوكا ايضا عندما اقنع البريطانيين بادخال العراق في عصبة الامم .
وبالعودة الى واقعنا الديمقراطي المحلي نجد الكثير من سياسيينا صعاليك لكن على عكس الشنفري والورد لان الصعلوك في السياسة هو المتحول المتغير الذي لاموقف له يلهث وراء مصالحه ومنافعه الشخصية ، والصعلكة في السياسة ليست مطلوبة لان السياسة فن الممكن لخدمة الناس وبممارستها فانك تفقد الهدف الاساس الذي جئت لتحقيقه ، وما اكثرهم في بلدنا .
في ديمقراطيتنا الحديثة الناشئة نجد الكثير من الصعاليك الذي تولوا قيادات لايستحقونها ولا يتوقعونها حتى في الاحلام ، فالصعلكة في السياسة تفسد القائمين عليها بالخلق والضمير ان كان هناك ضمير ؟ لاستخدامهم طرقا واساليب في الحيلة والرذيلة السرقة .
وبسبب الديمقراطية الهشه والمحاصصة التي نعيشها سمح للصعاليك الاقزام ان تجعل من الابيض اسود ومن الحلال حرام ، ولربما يستفد منهم مخرج فلم الصعاليك لانتاج جزء ثان وثالث ورابع ان اراد شرط ان يكون عنوان الفلم “صعاليك الديمقراطية” .
[email protected]
