“تهافت التهافت” في النقد الفني !

“تهافت التهافت” في النقد الفني !

خاص : بقلم – د. مالك خوري :

“دراما خارج الكاتالوج” / “أداء ممثلين يخترق حاجز التمثيل” / “نقل المتفرج من “مقعده أمام الشاشة” ليشارك “الأبطال داخل الكادر” / “ميزان من ذهب لا يحتمل إيحاء غير مقصود…” / “استحوذ على العقول وسكن القلوب”…..

كلمات كبيرة وهامة في معانيها ووقعها. لكنها في نفس الوقت لها محاذير ذات خطورة.

لأستهل بالقول؛ أن هذا ليس نقدًا شخصيًا، ولا حتى بالضرورة تعبير عن اختلاف في الرؤية. ما أقدمه هنا هو نقد لنهج في العمل النقدي تفاقم حتى أصبح يمثل مشكلة هامة في ثقافتنا الفنية.

فمع كل الاحترام للأستاذ “طارق الشناوي”؛ ولتاريخه المميز الطويل في المجال الفني، فهذا لم يُعد نقدًا. بل أقول أن هكذا: “نقد” قائم على المبالغة، والفارغ من أي مضمون جدي لاستعمال التعبير قد يسيء عمليًا إلى مستوى النقد في بلادنا.

أنا شخصيًا اختلف نظريًا، وبشكل جذري، مع نوع النقد السائد والذي يعتمد على محاولة: “إعطاء علامات” تقييمية للعمل الفني ولأداء العاملين فيه. إذ أجد في هذا انغماسًا في ممارسة لا يمكنها بالنهاية الهروب من انطباعية القراءة والاستنتاجات.

بديلي، والذي أراه أكثر واقعية وأقل انتقائية، هو التركيز على وضع العمل في إطاره التاريخي والصناعي لفتح نقاش حول أشكال تأثيره ووقع طروحاته على محيطه الاجتماعي والثقافي والسياسي.

لكن حتى في إطار مدرسة النقد الكلاسيكية، فإن هناك أصولاً ومقومات لا بد من الحفاظ عليها من أجل رزانة التقييم وفائدته.

“فالتبجيل” المقرون بانطباعية مفرطة في تقييم أي عمل والعاملين فيه؛ يُسيء بالنهاية إلى العمل الفني نفسه، وكذلك إلى الجهود المبذولة للمساعدة في الرفع من مستوى الأعمال الفنية.

لنرحم فنوننا والفنانين عندنا قليلاً، ولنحاول أن نكون حرفيين… حتى مع أصدقاءنا بينهم. ولنحاول أن نكون أكثر احترامًا وأكثر جدية في تناول أعمالهم. ألم يقل المثل: “صديقك من صدقك” ؟!

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة