مع تعثر مفاوضات فينا وتزايد التشاٶم بعدم التوصل الى تفاهم يمهد للتوصل للعودة للإتفاق النووي الايراني، وتواتر التقارير والوثائق الاستخبارية الغربية بشأن مواصلة النظام الايراني لمساعيه السرية من أجل إنتاج القنبلة الذرية، وتزامن ذلك مع تفاقم الاوضاع الداخلية في إيران وتصاعد مشاعر الرفض والغضب لدى الشعب الايراني ضد النظام، فإن الاخير وکما تٶکد تقارير المعلومات الواردة، يعمل من أجل تقوية أجهزته القمعية من جهة وتعزيز وترسيخ دوره ونفوذه في بلدان المنطقة والسعي من أجل توسيعه.
النظام الايراني الذي إستغل العامل الديني ببعده الطائفي الى أبعد حد من أجل بسط نفوذه وهيمنته على بلدان المنطقة، تمکن من خلق أجواء غير آمنة وإنعدام الامن والاستقرار وخصوصا من خلال التأثير السلبي على الامن الاجتماعي لبلدان المنطقة، قد جعل من أمن وإستقرار المنطقة ورقة مساومة وضغط بيده مع المجتمع الدولي، ولأنه يشعر بأنه ليس هناك في الافق مايبعث على الامل بقرب التوصل لتافهم يمکن أن يستفيد منه، فإنه يعمل جاهدا على کل مامن شأنه تعزيز وترسيخ دوره ونفوذه في بلدان المنطقة، ولعل إضافة الى تصنيف تقرير الاستخبارات الأميركية السنوي، المعروف باسم “تقييم التهديد السنوي” Annual Threat Assessment، النظام الايراني على إنه التهديد الرئيسي لمصالح الولايات المتحدة والدول الحليفة في الشرق الأوسط، وإشارته الى أن هذا النظام يمتلك مخزونا مخيفا من اليورانيوم منخفض التخصيب، فقد أکد هذا التقرير أيضا بأن النظام الايراني يرکز جهوده على تعزيز قدرات وكلائه لتهديد حلفاء واشنطن، مؤكدا أن الاستراتيجية الإيرانية تهدف لضمان بقاء النظام وتحقيق الهيمنة الإقليمية. وقد أفاد التقرير في جانب آخر منه بدعم النظام الايراني للحوثيين بالأسلحة والمستشارين لتسهيل شن هجمات على السعودية، مضيفا أن هذا النظام يؤثر على وتيرة الهجمات التي تشنها الميليشيات ضد مصالح واشنطن في العراق، وأن النظام الايراني يدعم ميليشيات الحشد العراقية حفاظا على نفوذه العسكري والسياسي. وأضاف أن هذا النظام يسعى إلى الحفاظ على استمرار عناصر موالية له بالحكومة العراقية.
وفي ظل ماقد أسلفنا ذکره، وفي ضوء إصرار النظام الايراني على التعنت وعدم رضوخه للمطالب الدولية فيما يتعلق ببرنامجه النووي وبنشاطاته المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، فإن الاوساط السياسية النافذة في البلدان الغربية صارت ترى بأن أي إتفاق مع هذا النظام لافائدة من ورائه بل وإن ماقد قاله مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، “إن إدارة بايدن تدعي أنه بمجرد انضمامها مرة أخرى إلى الاتفاق النووي، سوف تتفاوض بشأن “صفقة أطول وأقوى وأوسع نطاقا” مع النظام الإيراني، لكن الحقيقة هي خرافة …. وسراب في الصحراء.”، بل وإنه أضاف وهو يشير الى قرار الأغلبية الأمريكية الموقع من قبل 225 نائبا من الديمقراطيين والجمهوريين للاعتراف بحق الشعب الإيراني في جمهورية ديمقراطية وإدانة انتهاكات حقوق الإنسان وإرهاب الدولة من قبل النظام الايراني، :” هذا اتفاق كبير. الحقيقة هي أن الديمقراطيين والجمهوريين قد اجتمعوا في السياسة فيما يتعلق بالنظام الإيراني لأول مرة بطريقة مهمة خلال العقد الماضي.”، ولاشك من إن العالم قد بدأ يصحو من غفلته ويدرك حقيقة أن النظام الايراني ووکلائه في المنطقة تهديد مستمر للمنطقة والعالم ويعمل على التصدي له بالاسلوب والطريقة المناسبة له.