من لا يعرف صابر العيساوي امين بغداد الذي قدم استقالته وهو في قمة عطائه .اقول ولو اني اختلف معه كثيرا ولكن من باب الانصاف لهذا الرجل ولمعرفتي به عن قرب اقول انه احد القاده الحقيقيون الذين تولى مسئولية التغيير، و بثًّ روح المغامرة في نفوس الآخرين، حيث كان يبحث عن طرق لتغيير الوضع الراهن بصورة جذرية، وكان لا يكل ولا يمل من البحث في البيئة الدخليه و الخارجية من أجل التوصل لأفكار حديثة جاده وطموحه ويبحث عن فرص من أجل الوصول لطرق تنفيذ ما لم يتم تنفيذه من قبل).
لقد كانت مهمته الأساسية ليست مجرد الحفاظ على الوضع الراهن فقط، ولكن التقدم بالمؤسسة إلى الأمام، ولا يتم ذلك في الغالب إلا بإحداث تغييرات جوهرية تؤدي إلى أحداث طفرات حقيقية في عمل المؤسسة على جميع المستويات. وكثيرا ما كانت تبرز في الواقع فرص كبيرة للمؤسسة؛ لكنها تتطلب منه لكي يقتنصها خوض تحديات كبيرة، كختيار الكادر المتقدم وتحفيزهم على التفكير بابداعات معينة في فترة وجيزة، أو إنشاء أقسام او استحداث دوائر جديده في المؤسسة أو غير ذلك من التغييرات التي ادت الى حدوث قدرا من البلبلة في المؤسسة لبعض الوقت، وكان هنالك مقاومة من قبل بعض الفاشلين والمتربصين ، وهنا برز دوره كقائد حقيقي، إذ قبل التحدي، وهذه اجمل وارقى صفه لديه وانا شخصيا اراها من انبل واشرف صفات القائد وكان بارعا وواثقا في بث الثقة في عروق الآخرين، بأنهم قادرين على التغيير. وقد أدى خوضه هذه التحديات إلى حدوث بعض الفشل في بعض الأحيان، لكن هذا الفشل ذاته هو عامل مهم في بناء شخصيته كقائد الذي اتسمت بالتحدي، إذ أن كل فشل هو فرصة للتعلم عند القائد الناجح، ( وكما يقوم المناخ بتشكيل الجبال، فإن الصعوبات أيضا تقوم بتشكيل القادة، إن الصعوبات مثل غياب الرؤية أو الظروف التي تخرج عن نطاق السيطرة، أو الأخطاء الخاصة من هم تحت امرته جميعها ساهمت في تشكيل المنهج الأساسي لديه كقائد ، وبتعبير آخر؛ فإنه كان لا يكف عن التعلم، إنهم يتعلم من حالات الفشل، فضلا عن حالات النجاح). وكان من اهم أسباب نجاحه كقائد يخوض نجاحاته بالتحدي هي اقتناص الفرص عن طريق إيجاد طرق مبتكره للتغير والإبداع وكذلك خوض التجربه والمخاطرة من خلال التوليد الدائم للمكاسب والتعلم من الأخطاء ان وجدت. وكان صابر العيساوي على يقين ان الطموحات العظيمة لا يمكن أن تتحول إلى واقع ملموس من خلال الجهود التي يقوم بها بمفرده، فالقيادة عنده هي جهد فريق وليس جهده شخصيا. وجوهر القيادة عنده هو ( إشعار اخوانه بقيمتهم وإمكانياتهم بشكل واضح إلى الدرجة التي تجعلهم يرون هذه القيمة والإمكانيات في أنفسهم).وكان يرى ان أساليب الأوامر المباشرة والسيطرة على الموظفين التي كانت سائدة لا تجدي نفعا وكان مؤمننا ، اذا لم ينجح القائد في بناء الحافز الداخلي لدى العاملين، فإن مؤسسته لن يمكنها أن تستمر في ظل تلك المنافسة الشرسة التي يشهدها العراق في هذه المرحلة وهذه هي قمة الشعور بالمسؤوليه لان المرؤوسين لا يمكنهم أن يقوموا بأداء أفضل ما لديهم أو ببذل الجهد طوال الوقت إذا جعلهم القادة يشعرون بالضعف والتبعية).واخيرا أقول للذين يستنكرون علينا قول الحقيقه كما هي أنني اكتب ما أراه صائبا وليس لي اي قصد او غايه او مصلحه مع هذا الرجل بل بالعكس يمكن ان أكون من أكثر المتضررين على المستوى الشخصي .ولكن الإنصاف والمصلحة العامه هي ما ابغيه وما أصبو اليه والله من وراء القصد.