الحجاب قانون شرعی ام التزام اجتماعی تتحلل المجتمعات من أرثها القیمي العظیم فی التعاضد والاخاء والتعاون والتضامن الاجتماعی وحسن الجوار تبقی لاهثه ملتصقه وآراء كل ما یعبث بهویتها ویهدد وجودها…. كذلك هو الحال فی مجتمعاتنا الشرقیۃ والعربیۃ التی جعلت من المراۃ بشكلها ولباسها هویه للاسلام دون قیم المجتمع المثلی.
یوسفنا القول …. ان مجتمعاتنا ظلت اسیرۃ لتفسیرات وآراء علماٸها الذین حصروا هویۃ الاسلام فی شكل المرأۃ ولباسها( الحجاب) اكثر مما هو علیۃ فی القیم التي تتسامی بها الشعوب وتتفاضل بها الامم…. وكأن المراۃ بشكلها ولباسها هي من تختزل صورۃ الاسلام ولیست جوهر المرأۃ المتمثل بقیمها ووعیها المنیر الی جانب مكارم الاخلاق بین البشر الذین خلقهم الله وفضلهم بعض علی بعض باخلاقهم وصفاتهم وقیمهم الانسانیۃ.
تعلمنا منذ كنا طلاب بالمدارس ان الله لا ینظر الی اجسامنا ولو لبست اثواب الانبیاء وانما ینظر لی قلوبنا. فاذا كانت قلوبنا رحیمۃ قذف الله فیها حبه فاكرمها بنعیم وسعادۃ داٸمة واما اذا قلوبنا یملٸها الحقد والغل والبغضا قذف الله فیا التعاسۃ وامراض لا تهناء بها ابدا…
يؤسفنی القول انني لطالما اشعر بالتمییز تجاه هویتي داخل مجتمعاتنا الاسلامیۃ واحتقار لا تخفیها نظرات كل من عرف انني مسلمۃ بلا حجاب ومومنۃ بلا مذهب.. لطالما أنعت بنعوت توصفني باننی غیر محجبۃ او سافرۃ او غیر ملتزمۃ والی حد اكثر تطرفا یشككون باسلامي وهویتي.
ان الانتماء للاسلام كدین یتمثل بقیم لا بعادات تربی علیها اناس بدون وعی وباتو یرددونها دون تساول ودون اهتمام بجوهر اانسان وقیمۃ ….. وأيا كان سبب هذه الظاهرة فی نظرات الناس ونعوتهم لغیر المحجبۃ ، سواء كان رغبة في الزهد أم رعب من عذاب القبر وجحيم جهنم، أم ضغط مجتمعي لا يتسع المجال هنا لشرحه، فإنها لا شك ظاهرة تحتاج للدراسة والتحليل وأول سؤال على الجميع أن يسأله: هل الحجاب قانون شرعي ام التزام وضغط یمیلیه المجتمع علی المرأۃ لتتجب؟
واذا اخذنا بنظر الاعتبار ان ظاهرۃ الحجاب ظاهرۃ حدیثۃ دخلت مجتمعاتنا العربيۃ والشرقيۃ مع امتداد الحركات الاسلامیۃ فی النصف الثاني من القرن الماضي. وبعیدا عن تفسیرات رجال الدین الذین صوروا المرأة بصوتها ولباسها ووجها وكفیها عورۃ وان كانت طفلۃ لا لم تبلغ من العمر ٦ اعوام .
. للاسف البنات الاطفال فی مجتمعاتنا تجبر علی الحجاب وتعنف بسببه منذ الصغر وتحرم الخروج من المنزل للتسوق او التعلیم اذا لم تكن محجبۃ وعندما تكبر تكون نافرۃ وتخلع حجابها لانه لم یكن بارادتها وقناعتها
. ان تعنیف الاطفال لاجل لبس الحجاب ظاهرۃ تشكل بحد ذاتها انتهاك لحقوق الطفل بالحریۃ والكرامۃ كما یكشف حجم الاستیلا علی قراراته وتشكیل وعیه بارادۃ والدیۃ ومجتمعۃ دون ارادته كفرد له الحق بما یلبس ان یرتدي من ملابس تشكل هویته. تفاقم هذا الامر مع موجۃ المد الاسلامي فی العراق مع مجي الملیشیات الایرانيۃ التی بسطت نفوذها فی وسط وجنوب العراق وفرضت الحجاب علی بنات الابتداٸيۃ والمتوسطۃ والاعدادیۃ والجامعات. فكان الحرمان من التعلیم هو ضریبه من لا ترتدي الحجاب فی المناطق التي تسیطر علیها الملیشیات الایرانيۃ . اما سیطرۃ تنظيم القاعدۃ فی وسط وغرب واجزاء من شمال العراق کان مشابها لسلوك الملیشیات الایرانيۃ فی النهج الاسلأمي فی التعامل مع الاطفال وتعنیفهم الی مجي تنظیم داعش التی فرض تعالیم الحجاب الاسلامي علی الاطفال من البنات والنساء لیس من المسلمات فحسب بل علی غیر المسلمات من المسیحیات والایزیدیات ابان احتلال داعش لمحافظۃ الموصل عام ٢۰١٤ .
بعیدا عن تفاهات العقل وسذاجۃ القناعات الفارغۃ لدی غالبیۃ الرجال عن المرأۃ کشفت لی تجربتي فی العراق واسترالیا ان كثیرا من المسلمات آلواتي سافرن الی اوربا من مختلف ألبلدان العربیۃ والشرقیۃ تركن حجابهن بمجرد وصولهن الی بلاد الغرب ….لربما ساٸل یسأل ما الذي دعاهن الی ان یمارسن حیاتهن بشكلها البسیط لولا الحریۃ والكرامۃ التي حفظت للمراۃ وجودها وكیانها المستقل فی بلاد الغرب.. هولاء النسوۃ عندما وجدت الحريۃ لتصون كرامتها بدأت تبحث عن حریتها حتی لو وجدت انه ضد قناعاتها وعادات مجتمعها البالیۃ فتبحث عن جودتها بالقناعۃ لا بالتقلید الاعمی…. ان الثقافة التي كرسها رجال الدین والتقالید القبلیۃ ألمترسخۃ فی ثقافتنا عبرالتاریخ حول حجاب المرأة باعتباره دليل أخلاقها وشرفها وشرف اسلامها دون النظر إلى القيم الأخلاقية مثل الأمانة والصدق والاحترام التي يجب التعامل على أساسها. وینبغي التشدید هنا علی ان الحجاب ليس دليل أخلاق أو شرف المرأة ولیس دلیل الشرف والنزاهۃ انما هي القیم والعادات النبیلۃ والاخلاق الحسنۃ ان یسمو بها الفرد علی سواه من اقرانه
… نور باسل حسين.
كاتبة و ناشطة عراقية مقيمة بملبورن… اهتم بشوون المراة وحقوقها ومفاهيم الهوية الثقافية….