بعد تفعيل اتفاق “واشنطن-طالبان” .. انشقاق “الذئاب النافرة” من “طالبان” إلى “داعش” خراسان !

بعد تفعيل اتفاق “واشنطن-طالبان” .. انشقاق “الذئاب النافرة” من “طالبان” إلى “داعش” خراسان !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تسببت المنافسة المميتة، بين (طالبان) الأفغانية، وولاية “خراسان” الداعشية؛ في بلورة حملة دعاية واسعة لكل التنظيمين حيال وفاء المجاهدين لأفكار القيادات أو إذاعة بيانات وخطب الواعظين.

وللوهلة الأولى؛ لا يبدو أن (داعش خراسان) من الأطراف الرئيسة في الصراعات، في “أفغانستان”، لكن ومع اندلاع العمليات الانتحارية المعروفة: بـ”الذئاب المنفردة”، وبخاصة منذ العام 2018م، فقد أصبحت هذه الولاية مصدر تهديد كبير لـ (طالبان) والحكومة الأفغانية الحالية. بحسب “مريم وريج كاظمي”، في موقع (مركز دراسات السلام الدولي) الإيراني.

تحول العلاقة بين “طالبان” و”داعش خراسان”..

والهجمات الإرهابية في أغلب المناطق الحضرية والمزدحة، مثل منطقة “برديس”، حيث جامعة “كابل”، تتخوف (طالبان) الأفغانية حيال مستقبل قدرتها القيادية.

وتمثل (داعش خراسان)؛ تهديد طويل الأمد لمسار “الحكومة-الشعب الأفغاني”، وهذا الموضوع انعكاس بقاء هذا التنظيم في مشهد العمليات الأفغانية والمناطق الحدودية مع “باكستان”.

مع هذا؛ فقد كانت علاقات (طالبان) مع (داعش خراسان) قوية، منذ تشكلت في الفترة: (2014 – 2015م)، لكن الأوضاع اختلفت؛ بسبب خطاب السلام والاستقرار وانتقال سلطة بعض المناطق إلى (طالبان).

ورغم أن الاتفاق، بين “الولايات المتحدة” والقيادات الطالبانية، غير نهائي، لكن الثقة انعدمت تقريبًا بين التيار الرئيس في (طالبان) والجهاديين أعضاء هذه الحركة، لأنه من غير الواضح ما إذا كانت (طالبان) جادة بخصوص التعامل مع الأميركيين؛ وعلى استعداد للصدام بقوة مع العناصر الإرهابية في الداخل والخارج.

انشقاقات في صفوف “طالبان”..

ووفق ما تقدم؛ فقد اتجه بعض أعضاء (طالبان)، في الفترة الأخيرة، صوب (داعش خراسان)، في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية.

“داعش” يجذب الذئاب النافرة..

وعليه؛ سوف تستعمل (طالبان) المستاءة؛ كل الأدوات على نحو يملء هذه الفراغ، وقد تكون هذه الأداة تنظيم كـ (القاعدة)، للتعامل مع أذرع (داعش) المتعددة في المنطقة.

والتنظيم الجهادي الوحيد القادر، في الوقت الراهن، على الجذب هو (داعش خراسان)، لكن من غير الواضح ما إذا كان (داعش خراسان) قادر على استيعاب آلاف الجهاديين الغاضبين، لأنه سوف يحتاج قطعًا إلى ميزانية ضخمة من صناديقه الاستثمارية.

وقد يتحقق ذلك؛ إذا قررت الأطراف الأجنبية الداعمة لـ (طالبان) توفير الدعم للعناصر المنشقة، لكن لا يوجد دليل يمكن البناء عليه في تأكيد حدوث ذلك من عدمه. لكن لو كان (داعش) في موقع يخوله جذب عدد كبير من العناصر الطالبانية، فضلًا عن عدد كبير كذلك من (طالبان) الباكستانية، و”الحركة الإسلامية التُركستانية”، وغيرهم من الجهاديين؛ الذين تم إجتذابهم مسبقًا، ناهيك عن موضوع التعينات الداخلية.

وبينما يوصف (داعش خراسان)، بـ”المنظمة المركزية الهرمية”، فإن شبكة (حقاني) لن تقبل مطلقًا العمل تحت إمرة شخص آخر.

في أحضان “داعش”..

في الوقت نفسه، فقد تجاهلت قطاعات كبيرة من عناصر (طالبان)، قبل سنوات، قرار مكافحة (داعش خراسان)، وهذا الأمر ساهم بالدرجة الأولى في توقيع اتفاقيات تعاون بين شبكة (حقاني) و(داعش خراسان)؛ في مختلف المجالات، مثل تنفيذ عمليات إرهابية في العاصمة، “كابل”.

والأمر نفسه؛ ينطبق على “قاري بريال”، زعيم المجلس الشمالي وبعض جبهات (طالبان) الصغيرة في شرق “أفغانستان”.

وكل هذه الفصائل عقدت في إطار المحافظة على قدراتها في مواجهة (داعش) وسائر التنظيمات الجهادية، روابط عميقة. فإذا تعين على شيكة (حقاني) و”بريال”، والجبهات الأصغر، البقاء في (طالبان)، فسوف يصعب عليها قطع التعاون مع (داعش خراسان). وهم يسعون للبقاء في أمان الفصائل المحسوبة على (داعش)، وهذا سوف يبعث على الإحتكاك بين القيادات الطالبانية.

وتدرك (طالبان) الأفغانية أن الحرب ضد العناصر الغاضبة في قالب (داعش خراسان)، سيكون أولوية بالنسبة للحركة بعد الاتفاق مع “الولايات المتحدة الأميركية”.

ومع إنطلاق مفاوضات السلام الأفغانية، تبنى (داعش خراسان) والفصائل الموالية، إستراتيجية البقاء. مع هذا ماتزال مجموعة صغيرة باسم: “المهاجير”، تقوم بأنشطة محدودة.

وهي تشكيل إرهابي سري دون قواعد ثابتة، وينشط اعتمادًا على مصادر مالية وعسكرية ضئيلة، وإن كانت تحظى بدعم ذراع الداعية في تنظيم (داعش خراسان).

وتقوم سياسة (داعش خراسان) الجديدة على الوفاء للقيادات البارزة والنشاط السري انتظارًا للحظة المناسبة، لكن عدد كبير، لاسيما من القيادات قد أستسلم على نحو عجيب إلى (طالبان)، وإن أبدى البعض ميلًا للتعاون مع الحكومة الأفغانية.

لكن ماتزال (طالبان) تتخوف حيال تشكل ميليشيات داعشية جديد من العناصر الغاضبة، لاسيما في الشمال، حيث طردت الحركة مرارًا بعض العناصر على خلفية التعاون مع تنظيم (داعش).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة