بين الجلادين والجهلاء … فقد العراق عمره .
نصف حكومة التحاصص اجتمعت و وقعت .. نصفها الآخر قاطعت وثلاثة ارباع مجموعها نافقت , القليل من الشرفاء , تم تجاهلهم , مفردات الأتفاق الكاذب غردت , ودموع التماسيح تباكت , الأبتسامات الصفراء على وجوه المنتفعين تهدلت , القيم الوطنية والأنسانية تحت احذية المتهمين سحقت .
مؤتمر وطني ــ بلا وطنية ــ وميثاق شرف ــ بلا شرف ــ فالمجتمعون اغلبهم ابناء واحفاد ذات الوجوه التي اجتمعت واجمعت على باطل المجزرة التاريخية لأنقلاب 08 / شباط / 1963 البعثي , جديدهم اكثر سفالة من عتيقهم , والخلف اضاف عهراً الى مثالب السلف, في نفوسهم الواطئة تجمعت كل خطايا قتل العقل العراقي وتشويه الوعي المجتمعي , اظافوا الى تواريخهم غير النزيهة كل ما توفر من توابل اراذل البعث ونكهة القائد المقبور, هم ذاتهم وسيبقون كما هم, ضريبة مكلفة دفعها وسيدفع المتبقي منها بنات وابناء الرافدين , هم ذاتهم وبعد ميثاقهم فجرت قاعدتهم مساكين مدينة الثورة , ثم اتهموا ابرياء المحافظات الغربية , ووجه عملتهم الآخر, فجروا مساكين الموصل واتهموا ابرياء محافظات الجنوب والوسط , هم ذاتهم , موقعون ومقاطعون رأس الفتنة ونهايتها ومصنعي اقتتال الأخوة .
نتذكر , بأحترام واجلال , مقولة الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم ” العرب والكورد والمكونات الآخرى … شركاء في هذا الوطن ” , هكذا كان منطق الوطنية العراقية , فاصبح المنطق مغايراً في زمن سكراب العملية السياسية, فالعراق كعكة يتقاسمها الجلادون والجهلاء, فأحتلت الهويات الطائفية العرقية مواقع هوية الأنتماء المشترك وامتدت سكين الكراهية لتقطيع المتبقي من هوية الولاء الوطني, واصبحت شعوذة تخدير العقل وتدجين الوعي ثقافة رسمية لأعادة افتراس المستقبل العراقي .
اجتمعوا متفرقون , وتعانقوا متكارهون ونوايا الوقيعة تجتر ضمائرهم, كل يفكر في حجم حصته من ثقة واصوات ( ولد الخايبه ) للأنتخابات القادمة , بعد ان شفطوا ارادتهم وغيبوا وعيهم وافقدوهم رشدهم , وجعلوهم عاجزون عن رفض مأساتهم ورفع اصبعهم بوجه الباطل وقطع اللسان الذي يمكن ان يصرخ بهم ـــ لكـم طوائفكم ومذاهبكم وشعوذاتكم والمنقول وغير المنقول من اسلابكم , واتركوا لنا وطننا وامننا وادياننا وعقائدنا وحرياتنا في تنظيم حياتنا واعادة بناء مستقبل اجيالنا .
كذب الموقعون … وكذب المقاطعون , لا يجمع بين الكذاب والكذاب الا خيمة اللصوصية , انها الكذبة الكبرى والخديعة الأكبر التي علقها التاريخ المصنع في عنق الأنسان العراقي , غيبت دوره وجعلته ضحية تبحث عن صيادها .
موتمر وطني لتقطيع اجنحة الوطن, وميثاق شرف منزوع الشرف, فضيحة وخديعة اضافية مرت من تحت اقدام المواطن العراقي, مسخرة كنا ولا زلنا وسنبقى نجترها الى امد غير معلوم , وغداً ستتواصل, زحف مليوني لتجديد البيعة لموتنا وذلنا, لمن كذب علينا ورخصنا واشبعنا بيعاً في بزارات الجوار الطائفي .
هل حقاً انا ( شيعي ) وانت ( سني ) خلقنا لنكون مشروع فتنة تاريخية, نكره ونقاتل بعضنا, ام اننا عراقيون قبل وبعد طائفيتهم ومذهبيتهم وعثمانيتهم وصفويتهم, ونبقى كما كنا عراقيون رغم ذلنا وخنوعنا وانكسارنا وهزائمنا , مرجعنا ورمزنا ومصدر قوتنا وانتصار ارادتنا وطريق مستقبلنا , هو العراق ( الوطن ) لا غيره .. ؟؟ .
ايها المجتمعون : خذوا مؤتمركم وميثاق شرفكم وضعوه على رفوف المنقول وغير المنقول من مسروقاتكم , واتركوا العراقيون مجروحون بوطنهم , لصوص في شرايينكم يجري الفاسد من دماء التبعية والعمالة وسفلس التكفير والألغاء لأعضاء فرق ذاك الزمن الكريه , وبرئة ذات الزمن البعثي , تتنفس مؤتمراتكم ومواثيق شرفكم , خذوا الفاسد من ملخصكم واتركوا العراق للعراقيين , انهم اهله و ورثته عبر الاف السنين , وان كان لديكم شك , ستجيبكم اثار اجدادهم ومتاحف الدنيا التي هربت تاريخهم وجذورهم واصولهم وهويتهم العراقية المشتركة .