يبدو ان الصدر قد صب الزيت على النار، بعد ان صرح بخصوص رئاسة الوزراء القادمة. فقد ورد عنه او تياره ما مضمونه:
◾ان رئيس الوزراء القادم، سوف يكون صدريا او يختاره الصدريون.
? او..كما اعتقد، ان قرب موعد الانتخابات، هو السبب وراء اشتعال حربا اعلامية ضد الصدريين .
ويمكن القول ان هذه الحرب الاعلامية ضد التيار الصدري، قادتها المصالح الخارجية والداخلية. وهي تسقيط سياسي، لاجل التاثير على نتائج الانتخابات.
◾وتضمن الهجوم الاعلامي ضد الزعيم الصدر، نشر شائعات واثارة شبهات، واتهامات لا اساس لها.
بل هي مغالطات، يمكن مناقشتها، ليطلع عليها، من يهتم بالحقائق.
ومن تلك الشبهات، مثلا:
لماذا يتدخل الصدر بالسياسة؟
هل هو رجل دين ام سياسي؟
ماذا يريد الصدر؟
ويمكن تفكيك هذه المغالطة، اذا ناقشنا مفهوم السياسة.
فما هي السياسة؟
وقد عرفها اهل اللغة والاصطلاح هكذا:
1️⃣ السياسة هي رعاية شؤون الدولة…
2️⃣ او هي امر الرعية ونهيها…
3️⃣ هي فن الممكن..
4️⃣ تغيير الواقع موضوعيا…
5️⃣عملية صنع القرارات..
6️⃣العلاقة بين الحاكم والمحكوم..
7️⃣توزيع القوة والنفوذ..
8️⃣تحقيق اهداف استنادا على خطط..
9️⃣ السعي الى السلطة…
و تعريفات اخرى…
هذه هي السياسية اذن..
اما الدين، فهو العلاقة بين الله والفرد…
ولا يتدخل الدين في القضايا الاجتماعية. كما هو الفهم الشائع..
◼اذن، لماذا يتدخل الصدر، وهو طالب علوم دينية، ليس الا…؟!
◾ويمكن الاجابة عن هذا الأشكال، كالتالي:
1️⃣ يحق للصدر التدخل بالسياسة والشأن العام، لانه مواطن. وهذا حق قانوني.
2️⃣ او لانه يمثل مجموعة من المواطنين.
3️⃣ يتدخل الصدر بالسياسة، لكونه قائد او مرشد لاكبر كتلة برلمانية.
4️⃣ يتدخل بناءا على مناشدات من اتباعه، او مناشدات من عناوين مجتمعية اخرى.
5️⃣ يجب عليه التدخل، بناءا على مبدا “الحسبة”. وهو مفهوم شرعي.
◾◾ويضاف الى ذلك:
ان التعريفات التي وردت لمصطلح السياسة، اعلاه، باستثناء النقطة 9️⃣ هي تقع ضمن التكليف الديني والشرعي للفرد العادي، فضلا عن تكليف المتخصص في العلوم الدينية..
? ويمكن ان نبحث ادلة ذلك، كالتالي:
اولا. على مستوى الانبياء والرسل، انظر في سورة الاعراف اية ٨٥..
ۖ”…فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”
فهذه الاية تبين ان الدين ليس هو العلاقة بين الخالق والمخلوق فقط، بل بين افراد المجتمع، ايضا. ويتعلق بالبيع والشراء وادارة الارض واصلاحها، فضلا عن عشرات ومئات الايات، التي تثبت هذا المفهوم، الذي يتطابق مع مفهوم السياسة.
◼ بل حتى النقطة التاسعة، هي ضمن اهتمامات التخطيط الالهي، انظر سورة ص اية ٣٥. :
“قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ”
فضلا عن عشرات الايات الاخرى، تتعلق بالنبي يوسف وسليمان وداود عليهم السلام.
? ويبقى السؤال، لماذا يتدخل الصدر في السياسة دون غيره، هل هو مجتهد؟
وهذا يمكن مناقشته لاحقا، بعنوان “مقتدى الصدر بين الاجتهاد والاعلمية”..
وللحديث بقية.