هي مناسبة للاشادة بتضحيات العمال من اجل حقوقهم ونضالهم واضرابهم في شيكاغو والذي شارك فيه عموم العمال، والحرفيين والتجار في أعقاب الحادث الذي فتحت فيه الشرطة النار على المضربين فتم قتل أربعة في الأول من أيار وتجمع حشد كبير من الناس في اليوم التالي في ساحة هايماركت. وظل الحدث سلمياً إلى أن تدخلت الشرطة لفظ التجمع، فألقى مجهول قنبلة وسط حشد الشرطة. وأدى انفجار القنبلة وتد0خل شرطة إلى وفاة ما لا يقل عن اثني عشر شخصاً بينهم سبعة من رجال الشرطة. وتلي ذلك محاكمة مثيرة للجدل، حيث تمت الحكم بإعدام سبعة أشخاص . كان حادث هايماركت مصدرا لغضب الناس في أرجاء العالم. بعد إن اعترف مدير البوليس عند تقاعده ومرضه إن البوليس هو الذي رما القنبلة ولفق التهمة للعمال ، وهز اعتراف مدير البوليس كل ولايات أمريكا والعالم ، وظل حادث “شهداء هايماركت” في الذاكرة بالأول من مايو- أيار
هكذا أصبح الأول من أيار احتفالاً دولياً لنضال العمال لانجازاتهم في تنمية الصناعة والاقتصاد ، وحضي باهتمام وتقدير الكثير من دول العالم ، تقام فيه الاحتفالات والمهرجانات والمسيرات ، وفي كثير من الأحيان يتخذ الناس هذا اليوم كيوم للاحتجاج السياسي ، أو كيوم للاحتجاج على بعض الإجراءات الحكومية ضد مسيرات الدعم لمطالب العمال .
ولأئن العمل يعتبر عصب الحياة ، وأساس الحضارة ، وسبب الرقي ، وساهم بتوفير معظم وسائل الراحة والتقدم للإنسان ، عليه لا يمكن الكلام على العمل من دون الكلام على العمال الذين هم الأكثر تأثيرًا في الإنتاج على الإطلاق.، ولهذا تسعى الجهات ذات الصلة والدول إلى تعزيز القدرات التنظيمية والمهنية للعمال ، بوضع المبادئ والأسس التي تساعد على استقطاب الكفاءات والاستفادة القصوى من كل فرد من خلال التخطيط والتعليم والتدريب والحوافز وكل ما له صلة بالتنمية الصناعية والاقتصادية. .
ولما كانت التنمية أيضا مرتبطة بالعمال فان من مصلحة الدولة إعداد المراكز التعليمية والمهنية وتجهيزها بالوسائل التقنية الحديثة لرفع المستوى العلمي والمهني للعمال لضمان جودة وزيادة الإنتاج، كما من واجب الدولة تهيئة فرص العمل للعمال لمعالجة البطالة التي انتشرت بالسنين الأخيرة خاصة الشباب. .
أن الاحتفال بعيد العمال يكتسب أهمية كبيرة في هذا الوقت لان الطبقة العاملة في مختلف أنحاء العالم تتعرض لظروف صعبة، نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية ، وتفشي فايروس كارونا الذي عطل الحياة في معظم دول العالم. .
أن تاريخ الطبقة العاملة في العراق حافل بمآثر النضال الوطني والكفاح السياسي والمواقف المتميزة على مدار العقود الماضية ،وقدم العمال ونقاباتهم العديد من التضحيات والشهداء، وأسهموا بشكل كبير في بناء الوطن وحمايته. .
الان و نتجة شلل النمو الاقتصادي و تدمير المؤسسات اوالمصانع والتي لا يزال معظمها عاطل بسبب الفساد وضغط دول الجوار لهذا انتشرت البطالة وخاصة في صفوف الخرجين والعراق اصبح حاضنة للكواررث واحدة بعد أخرى نتيجة سوء الإدارة والمحاصصة وتحكم الأحزاب المتخلفة وانتشار الفساد و( فايروس كارونا ) الذي شل مرافق الحياة في جميع انحاء العراق والعالم وقطع شريان وسبل العيش للجميع وبالاخص العامل الذي يعيش على اجر العمل اليومي لقد أصيبت الطبقة العاملة بخيبة الأمل لأنها لا ترى من يواسيها أو ينتشلها من البطالة في وقت قريب؟.
لكن لا يأس مع الحياة بعد ان استطاع شباب ثورة تشرين من اسقاط حكومة عبد المهدي وفسح المجال لتشكيل حكومة السيد مصطفى الكاظمي التي تعهدت بإصلاح الحال واجراء انتخابات مبكرة ومحاسبة القتلة وحصر السلاح بيد الدولة ومنذ تشكيل الكاظمي حكومته يحاول بشتى الطرق اجتياز الموعوقات التي تضعها اطراف مستفيدة من الفوضى والفساد والتي تعمل بشراسة لافشال مهمته الوطنية من اجل إعادة كرامة العراق وموقعه المميز في العالم .
ان شبابنا المنتفض وعمالنا البواسل هم الضمانة الاكيدة لحفظ حقوق شعبناالمظلوم بالمشاركة الجادة في الانتخابات المبكرة لآحلال نظام ديمقراطي يصون الشعب ووحدته واراضيه وينظف البلد من شرور وافعال التدخلات الأجنبية والخارجية .
وبهذه المناسبة نقف بكل احترام وإجلال لشبابنا والطبقة العاملة ونقابات العمال في العراق والعالم مثمنين ما قدمته وتقدمه هذه الطبقة لخدمة الانسان ، وتضحياتها الجسام في النضال من اجل تحقيق حرية الشعب وسعادته كلنا ثقة أن تنال الطبقة العاملة المناضلة في العراق كامل حقوقها – نحو عيش كريم ومستقبل أفضل اسوة بما يتمتع به عمال العالم من حقوق.