باب الشيخ المحلة الرائعة بكل مشارب وأجناس وألوان سكانها كانت بيوتها صغيرة المساحة في البناء تضم القلوب النظيفة القانعة بما اقسم الله لها من رزق وحياة وصفاء الذهن ومتعايشة على لقمة الخبز المشتركة حتى بعض بيوت الشخصيات واصحاب الدخل الجيد تشاركهم في احياناً كثير معاناتهم ، والمحلة كانت زاخرة بالبيوت الصغيرة المساحة و تحتوي على طابق واحد أو طابقين وتسكن فيها اما عائلة واحد أو عائلتين او اكثر حسب المساحة وهناك بعض البيوت الكبيرة هي في الاساس كانت اسطبلات للدواب سابقاً تم استغلالت للسكن باعداد كبيرة وذلك لقلة دخولهم اليومية واجورها البسيطة و متلاصقة الغرف جداً بحيث يمكنك سماع ما يتحدث به أهالي الغرفة المجاوراذا تم الحديث بصوت عالي، وينام اكثر افراد المحلة في الصيف على السطوح وينشرون الرقي على الجدران لعدم وجود وسائل التبريد ويجتمعون لأكله بعد التلطف بالبرودة ، والتهوية في الازمان الماضية كانت تعتمد على المهفات اليدوية فتسمع أحاديث الجيران ويسودها فقرعام ماعدا وجود قلة قليلة من المتمكنين في المحلة وهم بيوتات معروفة ، فالحياة اليومية لمعظم أهل المحلة لا تتجاوز الإبكار لأداء صلاة الفجر في الحضرة الكيلانية من خلال الاعلام والتمجيد بذكر الله والنبي واله من على المأذن وباصوات مله مامي الكوردي والمله خالد الشيخلي او المله عبد الستار الطيار والاخرين ثم الإفطار والذهاب للعمل في الأسواق القريبة جداً من بيوتهم ويذهبون إليها سيراً على الأقدام على الاكثر ، و ما اعظم صلاتهم الاجتماعية القوية البديعة وهم يعيشون في أحضانها الدافئة، بحنان تحرص عليهم من كل شر وسوء وقد أنجبت هذه المنطقة الودودة شخصيات بارزة يشار إليهم بالفخر والاعتزاز والبنان من كبار قادة الجيش والشرطة ، وقد تركوا بصمات سيظل يشهد لها التاريخ بعد أن تبؤوا مراكز كبيرة ومهمة في سلم ووظائف الدولة والحكومة وقيادة الحركات الوطنية مثل المناضل عزيز الحاج حيدر سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وكذلك في مجالات السياسة والأدب والقانون والثقافة والشعر وكافة الفنون الاخرى لعلنا اذا سمحت ظروف العمر والتوفيق الالهي سوف نكتب عنهم وهناك من ظهر و اشتهربالفلك وقراء الكف ولقب ” بالنبي “والذي أصبح موضع جدل العلماء ومفكري الإسلام بين أنصاره وخصومه ومثار افتتان للشعوب في كل زمان ومكان مثل المدعوعبد الستار إبراهيم الشيخلي (ولادة محلة باب الشيخ ببغداد سنة 1913، تاريخ ومكان الوفاة غير معلوم) و”علم” الفراسة، بكنيته “أبو باسل”، خدم في السلك العسكري إلى أن تم تسريحه سنة 1946، إلى درجة أن هناك من قال فيه “أنك أشهر من أن يعرّف في سطور لقد مارست علم الكف وقراءة الوجه فكنت خير من مارسها في عصره وأطلق بعضهم عليه “نبي العراق” لنبوغه في مهنته وقد روج الى نفسه بعد استحصاله على دبلوم في”الفراسة والكف” سنة 1959، وذلك بالمراسلة من مدرسة العلوم النفسية والروحية، التابعة لمدارس المراسلات المصرية، ولديه كتابا بعنوان “علم الكف والفراسة الحديث” يقع في حوالي 300 صفحة. صدر أولا سنة 1949… حقا ان هذه المنطقة تميزت بالقدسية والاحترام ومدرسة كبيرة رائعة تعلمت منها اجيال متعاقبة معنى الحب وقيم الحياة، وحب واحترام الجيرة ومد يد المساعدة والتكافل بين الأخ وأخيه والجار لجاره وهذه الممارست قد شاهدنها بعيوننا ولمسنها بايدينا ، دون النظر إلى الدين أو القومية أو المذهب أو الطائفة أو اللون.. أو هكذا علمتنا وربتنا هذه المحلة البارة العظيمة التي كانت تضم تحت جناحيها محلات وتوابع، ولكن مع الأسف الشديد إن معظم هذه المحلات قد هدمت وأزيلت معالمها ورحل وهاجر سكان باب الشيخ بعد ان كانت تتكون من ، مسجد الحضرة الكيلانية والمدرسة الدينية في الوسط (( وضعه الحالي خضع إلى توسعة وتطوير، أضاف الكثير إلى معالمه، فقد قامت الحكومة باستملاك العديد من الدور المحيطة بالحضرة، وأضافت مساحتها إلى مساحة الجامع، فأصبحت المساحة الجديدة خمسة أضعاف المساحة القديمة، وتم هدم الرواق الذي كانت فيه المكتبة القادرية والمطبخ من حدود مرقد الشيخ عبد الجبار إلى المنارة الغربية قرب الباب الغربي، وتم هدم المصلى الصيفي أيضاً، وأضيف إلى بناء الجامع مبنى بطابقين يحتوي على العديد من الغرف ذات المساحة الكبيرة))..وبيوت أعيان المنطقة كالنقيب والكيلاني والكليلدار وامام الدين والجلبي والكيارة وبالقرب منه – قلغ الجندرمة – الشرطة على الجانب الغربي الملاصق لدار الوجيه الحاج احمد الاحمدي مؤسس المدرسة الفيلية والحسينية الفيلية في شارع الكفاح ، وعيادة الاطباء توما الرسام وارمان كوركيس الانسانيين وسداد فرج عمارة وهو من العوائل المندائية ( الصبة ) ودكتور عبد الصاحب الكاظمي ومجيد المضمد وهو كوردي فيلي وزوجته القابلة المؤذونه ام ليلى وهي من اصول مسيحية والحاج احمد المجبرجي الكوردي الفيلي و المنطقة كانت تزخر بالاسوق وتجارة الجملة والمفرد من عائلة الحاج ابراهيم سبع وجبار مجودي ومحل الطبابة العشبية المشهوربالهندي والصناعات البسيطة، ومنطقة سكن الطبقات المادون الوسطى في تلك الدورالمتلاصقة، والطبقات المتوسطة وقلة من بيوت الأغنياء في حارات معروفة، وكانت منطقة تعم بالبساتين والنهر والسفر والخان واللوقنطة لسكنى الغرباء قبل دخول الحداثة لها ، مراقد ومساجد منتشرة في أنحاء الحي والمحلة تشتهر،”بالبَقْجَّة” الملتصقة بالحضرة الكيلانية المخصصة لدفن أعيان البلد اومقبرة الشيخ الكيلاني والتي تضم رفات الكثير من العلماء الأعلام والشيخ الجليل عبد الكريم المدرس مفتي الديار العراقية الغني بالاخلاق والبساطة والعلم والتواضع ومنهم عدد من الشخصيات السياسية مثل: عبد المحسن السعدون رئيس الوزراء ، ورشيد عالي الكيلاني قائد انقلاب عام 1941 بالاشتراك مع الضباط الاربعة ، ورئيس الحزب الوطني الديمقراطي السياسي كامل الجادرجي، وغيرهم من أفراد العوائل المعروفة في العاصمة بغداد،
ويمكن و الشيء بالشيء يذكر ان نعيد الذاكرة ببائع النبق ( شجرة السدرة ) المذكورة في القرأن ﴿وأثل وشيء من سدر قليل﴾ [سبأ/16 المعلق في اعالي المقبرة الذي كان يمد الخيط و يربط فيه اناء ليستلم المبلغ ثم يرسل النبق الى الرغبين من الذي كانوا يشترون هذه الفاكهة المباركة ، وهناك في الجانب الشرقي من المنطقة مقبرة الغزالي تضم رفات عامة الناس،وقد حرصت عوائل المنطقة بالاهتمام باولادهم بنين وبنات من خلال زجهم في المدارس المختلفة التي اسست في المنطقة المدارس القديمة والحديثة ومنها مدرسة عاتكة خاتون، أو المدرسة الخاتونية، والمدرسة الفيلية التي أسسها جماعة من الأكراد عام 1946،والحديثة مثل مدرسة الرصافة ، وباب الشيخ والازجية والاعتماد ،و شعبة التي تحولت الى 14 رمضان وابن الزبير التي تم تاسيسها في نفس مكان محطة السكك القديمة شرق بغداد عام 1966 ، ومن المدارس الاهلية المعروفة باسم الفيلية الاهلية وكانت ولازالت في مكانها في المحلة الواقعة امام شارع الكيلاني بتجاه محلة راس الساقية وهي لازالت شاخصة في محلها رغم معاول الهدم التي شملت اطراف المدرسة وهي ايلة للسقوط في الوقت االحالي ويستفاد منها للسكن وكانت شعلة السنوات الطويلة التي خدمت العلم والثقافة ومع الاسف مهملة وايلة للسقوط وتقع في جانبها بيت عبد الرحمن النقيب اول رئيس للوزراء في العراق بعد تم تكليفة في عام 1921 وتخرجت من هذه المدارس عشرات الاف من الطلبة وتبوؤ مراتب ومسؤوليات في مؤسسات الدولة لخدمة العراق . ومن المؤسف ان هذه المدارس قد اختفت او تم دمجها مع مدارس اخرى بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والحروب العبثية بعد عام 1990 ولم يتم التعويض عنها والمنطقة تفتقر لها في الوقت الحاضر .الملاحظة التي يجب ان تذكر هي ان هناك باب يسمى باب الطلسم و يعرف بباب الحلبة، وهو أحد أبواب بغداد الشرقية،كانت هي احدا الابواب لبغداد القديمة و الذي تم بناؤه في عهد الخليفة العباسي المستظهر (1094-1118) وسمي بباب الحلبة لقربهِ من ميدان السباق الذي كان موضع الحلبة قبل أنشاؤه. وقد جدد الخليفة الناصر لدين الله أقساما منهُ ثم جدد باب الحلبة في عام 221هـ، وأنشأ برجا فوق الباب عرف أخيرا بباب الطلسم وهو نفس الباب الذي دخل منهُ السلطان مراد الرابع عند فتح بغداد في عام 1048هـ/ 1638م، فسمي ببرج الفتح، وبقي المبنى قائما إلى وقت دخول الأنكليز وسقوط بغداد حيث هدمه الجيش العثماني ونسفهُ عند خروجهِ من بغداد عام 1917 وهناك الشيخ عمر السهروردي في الجنوب الغربي من المنطقة ومقبرته مشهورة وهو قريب من باب الطلسم الذي لازالت هناك أثار باقية منه وكذلك كانت هناك مقبرة لليهود تم هدمها وتعويضهم بمكان اخر حيث كان من المقرر بناء اكبر برج في الشرق الاوسط في محله ووضع الزعيم عبد الكريم قاسم الحجر الأساسي له ولكن لم يتم اكمال بنائه وبقي على ورق او تم الغائه وتم استحداث ساحة تسمى ساحة النهضة ومرأب لنقل الركاب بين المحافظات في المكان .
،ويطلق لقب ” الشيخلي “على كل من يرغب من سكنها بهذا اللقب وهناك الكثير من العرب والاكراد والتركمان والهنود و الافغان والباكستانيين الذين سكنوا المنطقة وتلقبو بهذا اللقب أو كانت جذوره تعود لها وهم قلة وهناك أسر بغدادية معروفة النسب تكنت بهذا اللقب،