خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في خطاب أمام “الكونغرس” الأميركي، بمناسبة مرور 100 يوم على توليه زمام أمور “البيت الأبيض”، استهل الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، بكلمات لم يفعلها رئيس أميركي من قبل، بدأها بمخاطبة، “هاريس” و”بيلوسي”، قائلاً: “السيدة رئيسة مجلس النواب، السيدة نائبة الرئيس”.
الصحف والشبكات الإعلامية الأميركية اهتمت بقراءة الخطاب وتحليله، وأفردت له مساحات واسعة لاستعراض مضمونه.
قيادة القرن الـ 21..
في البداية، سلطت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، الخميس، الضوء على الخطاب، ورأت أن الرئيس أكد، بتصرفاته وتشريعاته الطموحة، أنه يسعى بالفعل لتجديد الاقتصاد الأميركي؛ وكسب القرن الـ (21)، مثلما قال.
وأشارت الصحيفة – في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني – إلى أن “بايدن” أعلن أن هدفه لبلاده؛ يتمثل في الفوز بريادة وقيادة القرن الـ (21)، ثم تحدث عن بلد: “كان ينزلق نحو هاوية الاستبداد والتمرد والوباء والألم”، لكنه أصبح الآن في طريقه للتجديد والإرتقاء.
وقالت الصحيفة؛ إن “بايدن” روّج، بمقترحاته الطموحة لبلاده؛ من خلال سن تشريعات بمليارات الدولارات لتجديد الاقتصاد الأميركي بشكل كبير، من خلال ضخ الاستثمارات في الوظائف والبنية التحتية وشبكة تأمين اجتماعي. وقال: “علينا أن نُظهر ليس فقط أننا عدنا، ولكننا سوف نبقى”.
وأضافت؛ أن “بايدن” أبرز الحاجة لمثل هذا التحول، ليس فقط من الناحية المحلية، ولكن أيضًا فيما يخص السياسة الخارجية الأميركية؛ حيث أكد أن الرئيس الصيني، “شي جين بينغ”: “جاد للغاية في أن تصبح الصين الدولة الأكثر أهمية وتأثيرًا في العالم”، وأن خصوم “أميركا” يعتبرون أن تزايد حدة الاستقطاب السياسي، في “الولايات المتحدة”، وعدم المساواة الاجتماعية؛ دليلاً على أن: “شمس الديمقراطية الأميركية تغرُب”، لكنه قال: “علينا أن نُثبت أن الديمقراطية ما زالت تعمل. وأن حكومتنا لا تزال تعمل – ويمكن أن تقدم للناس ما يفيد”.
تناقض سياسته مع سياسات “ترامب”..
وأوضحت الصحيفة الأميركية؛ أيضًا؛ أن: “بايدن بدأ فترته الرئاسية الأولى بمجموعة من التحركات التي تهدف إلى عكس سجل سلفه، دونالد ترامب، في القومية العدوانية، فيما يخص ملف السياسة الخارجية، حيث أعاد إنضمام الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، ولايزال يعمل حاليًا على إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران. فضلاً عن أنه عقد قمة دولية كبرى حول المناخ، بما يمثل أكبر علامة على تجدد دماء القيادة الأميركية التي وعد بها على المسرح العالمي”.
أما على الصعيد الدولي، بدأ بعض الحلفاء التقليديين لـ”الولايات المتحدة” يتنفسون الصعداء بالفعل؛ بعد تولي “بايدن”. قال دبلوماسي أوروبي، لشبكة (سي. إن. إن) الأميركية: “كنا نعاني من أجل إقناع وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو، أو أي مسؤول من الدائرة المقربة، لترامب، لحضور اجتماعاتنا، وكان الأمر مؤلمًا للغاية. ولكن منذ أن جاءت إدارة بايدن إلى السلطة، أصبحت هناك مناقشات بين الدبلوماسيين على أساس يومي تقريبًا”.
إعادة كتابة العقد الاجتماعي الأميركي..
من جانبها؛ قالت صحيفة (نيويورك تايمز)، إن “بايدن” وضع أجندة طموحة لإعادة كتابة “العقد الاجتماعي الأميركي”؛ من خلال توسيع الإجازات العائلية بشكل كبير، ورعاية الأطفال والرعاية الصحية والتعليم قبل المدرسي والجامعي لملايين الناس، يتم تمويله من زيادة الضرائب على الأكثر ثراء.
وأستشهد “بايدن”؛ بإرث “روزفلت”، وكشف النقاب عن خطة “إنفاق اجتماعي”، بقيمة 1.8 تريليون دولار لبناء الطرق والجسور وتوسيع البرامج الاجتماعية الأخرى ومكافحة التغير المناخي مما يُمثل إعادة توجيه أساسي لدور الحكومة غير مسبوق منذ: “صفقة روزفلت الجديدة”.
الدفع بأجندة اقتصادية واسعة..
وتمحورت تغطية صحيفة (وول ستريت جورنال)؛ على القضايا الاقتصادية التي استعرضها الرئيس، وكتبت: “بايدن يدفع بأجندة اقتصادية واسعة في خطاب أمام الكونغرس”.
وقالت الصحيفة؛ إن الرئيس “بايدن” أعلن أن: “أميركا مستعدة للإنطلاق”، حيث أشارت إلى طرح رؤية شاملة لزيادة الاستثمار الحكومي لتعزيز الاقتصاد، بما في ذلك اقتراح، بقيمة 1.8 تريليون دولار للإنفاق الجديد على رعاية الأطفال والتعليم وإجازة مدفوعة الأجر.
كما سلط موقع (فويس أوف أميركا)؛ الضوء على الإنفاق واسع النطاق على الأطفال والعائلات، وقالت إن الرئيس يقترح توسيع المساعدات الحكومية الوطنية للأطفال والأسر الأميركية.
فيما كتبت شبكة (سي. إن. إن)، أن: “بايدن يعد برفع مستوى الأميركيين المنسيين، من خلال أجندته الاقتصادية الطموحة”.
وأضافت الشبكة؛ إن الرئيس “بايدن”: “تحدث مباشرة إلى الأميركيين من الطبقة المتوسطة، الذين يشعرون بأنهم مهملين ومنسيين في اقتصاد سريع التغير”.
بيان إيديولوجي أكثر طموحًا..
مقابل ذلك، استعرضت صحف أخرى الخطاب الرئاسي الأول لـ”بايدن”؛ من جانب سياسي، فقالت مجلة (بوليتيكو)؛ إن خطاب “بايدن”: “كان هو البيان الإيديولوجي الأكثر طموحًا، الذي أدلى به أي رئيس ديمقراطي منذ عقود”.
وأشارت إلى أن الخطاب كان مصاغًا بلغة جعلت الأمر يبدو كما لو أنه لم يكن يقدم حجة إيديولوجية على الإطلاق.
إثبات فاعلية الديمقراطية..
في اتجاه آخر، استعرضت صحيفة (ذا هيل) الخطاب، من زاوية حديث “بايدن” عن اقتحام “مبنى الكابيتول”، في 6 كانون ثان/يناير 2021، من قبل أنصار الرئيس السابق، “دونالد ترامب”.
وقالت الصحيفة؛ إنه كان من الصعب تفويت أصداء تلك الأحداث المروعة في الخطاب الأول للرئيس “بايدن”؛ أمام المشرعين الذين تعرضوا للهجوم أثناء جلسة لتصديقهم على فوز “بايدن” بالانتخابات الرئاسية.
ووصف الرئيس “بايدن”، أعمال الشغب في “الكابيتول”؛ بأنها: “اختبار لما إذا كان بإمكان ديمقراطيتنا البقاء”، ودعا الأميركيين إلى: “إثبات أن الديمقراطية لا تزال فعالة”.
إعادة بناء أميركا..
شبكة (فوكس نيوز)؛ تناولت الخطاب من خلال رؤية “بايدن”: لـ”إعادة بناء” أميركا، من خلال حزمة من المقترحات.
وأشارت الشبكة إلى تعهد الرئيس بالعمل مع كل من الجمهوريين والديمقراطيين لتحقيق أجندته.